شقيقتان بغزة تحولّان أغلفة الكتب لميداليات وقلائد

شقيقتان بغزة تحولّان أغلفة الكتب لميداليات وقلائد

غزة / سعيد قديح / سوا / لم يكن لشغف الشقيقتين حدود، فإيمان وأسماء في العشرينات من عمرهما وجدا من حبهما للقراءة والرسم دافعًا لإطلاق مشروعهما الصغير " أُرجوان " من غزة ليكون نافذة للإبداع والإلهام عبر مواقع التواصل الاجتماعي بالإضافة إلى مصدر رزق.

وعن قصة أرجوان تقول أسماء: " اقترحتُ على شقيقتي ايمان أن نستثمر إجازة الصيف الماضي بصورة أفضل من خلال مشروع يهتم بصنع فواصل الكتب لاسيما أن ايمان تحب رسم الزخارف الهندسية على الورق المقوى".

وتدرس ايمان الهندسة المعمارية ودائما ما تستخدم الورق المقوى في صنع المباني التمثيلية لكنها تحتفظ بقصاصاتٍ منه وترسم ما يناسبها عليه، وهذا شجع أسماء أكثر على طرح الفكرة التي تحولّت لمشروع".

بدأتا بفواصل كتبٍ مرسومة ثم مطرزة يعلوها الخط الحر، وتحمل طابعًا فلسطينيًا، ثم اتجهتا إلى تحويل أحبِّ الكتب لقلبيهما إلى ميدالياتٍ محمولةٍ وقريبًا قلائد.

وتتابع أسماء : " أردنا أن نكسر ملل الوقت فخرج من رحمه "أرجوان" والذي نهدف من خلاله جعل الناس تتعرف على قيمة القراءة والمعرفة التي نجسدها في اكسسورات الكتب وفواصلها".

وعن فكرة تحويل أغلفة الكتب لميداليات وقلائد ، تقول: " بعد مرور عامٍ على المشروع حاولنا أن نفكر بمنتجٍ جديد نضيفه لاهتمامات أرجوان، فكانت فكرة الميداليات، بدأنا بقلادةٍ من الجلد محشوة بورق، ومع التجربة لم تكن عملية للإناث، فحاولنا التفكير بشيء جديد".

وتكمل: " ولأني دائمًا ما أميل للأشياء المصغرة صممت مكتبة صغيرة للكتب ووضعت فيها قلائد الكتب الجلدية إلى أن خطرت ببالي فكرة أغلفة الكتب التي نختار عناوينها وفقًا لاهتمامات الناس وشهرتها بينهم، فكان منها ما هو لمحمود درويش ورضوى عاشور ومريد البرغوثي".

وعن طموحهما تضيف أسماء: " نسعى لان يكون لنا مكانٌ مستقلٌ في غزة نطوّر فيه منتجاتنا والتي تركز على الرسم والكتب بشكلٍ أساسي".

وتسعى الشقيقتان لإيصال منتجات أرجوان خارج غزة وفلسطين، رغم الحصار الاسرائيلي الخانق على القطاع.

وعن استثمار مواقع التواصل الاجتماعي لترويج منتجات أرجوان لم تخف أسماء عدم قدرتها على توفير مكانٍ خاصٍ للمشروع مما يدفعها للتسويق عبر فيس بوك وأنستغرام، وهذا يفرض عليها الاهتمام بزوايا الصور والتحديث المستمر لأنشطة المشروع بما في ذلك الكتابة عما يستجد من منتجاتٍ وهذا ما تجده صعبًا أحيانًا في ظل فترات انقطاع التيار الكهربائي.

وتدرس أسماء التعليم الأساسي فيما تدرس ايمان الهندسة المعمارية، الأولى تعشق القراءة والثانية الرسم لاسيما الرسم بفن الماندالا الشهير  الذي يحوي رموزًا استُعملت من قِبَل الهندوس والبوذ للتعبير عن صورة الكون الميتافيزيقي، ليتداولها العالم لما من هذا الفن قدرة على زرع السعادة والتركيز في أذهان أصحابه.

ويلجأ كثير من خريجي الجامعات في قطاع غزة لإطلاق مشاريعٍ بسيطةٍ لتوفير بعض الدخل وتساعدهم مواقع التواصل الاجتماعي في ذلك كونها متنفس في ظل ازدياد معدلات البطالة وكثرة الخريجين.

جدير بالذكر أن هذه المادة الصحفية تأتي ضمن مشروع تعزيز الإعلام الموضوعي في غزة المنفذ من قبل مؤسسة بيت الصحافة والممول من مؤسسة "روزا لوكسمبورغ" الألمانية.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد