لافروف يدعو إلى منع الجهاديين من الهروب من مدينة الموصل للالتحاق بسوريا
موسكو/سوا/ دعا وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، إلى التعاون لمنع مسلحي ما يعرف بتنظيم الدولة الإسلامية من الهروب من مدينة الموصل في العراق والاتجاه نحو سوريا.
وأضاف لافروف في أعقاب اجتماع بموسكو مع وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، ووزير الخارجية السوري، وليد المعلم، "نحن حريصون على التعاون مع زملائنا العراقيين لاتخاذ إجراءات لمنع تدفق الإرهابيين من مغادرة الموصل مع أسلحتهم، الأمر الذي سيؤدي بطبيعة الحال إلى تفاقم الوضع في سوريا".
وأضاف قائلا "سنناقش هذا الأمر مع الولايات المتحدة وأعضاء آخرين في التحالف".
وتأتي دعوة لافروف في ظل الهجوم الذي تشنه القوات العراقية منذ 17 أكتوبر/تشرين الأول بمشاركة قوات البيشمركة الكردية ومساعدة قوات التحالف الدولي لاستعادة السيطرة على المدينة من قبضة التنظيم المتشدد الذي سيطر عليها في صيف عام 2014.
ويتقدم عشرات الآلاف من أفراد القوات العراقية نحو الموصل من محاور مختلفة في محاولة لاستعادة ثاني أكبر مدينة في العراق من قبضة "الدولة الإسلامية".
وحثت وزارة الدفاع الروسية الأسبوع الماضي على عدم السماح بخروج الإرهابيين من العراق إلى سوريا، محذرة من خطر "تجول" عصابات الجهاديين "بحرية".
وقالت الولايات المتحدة الخميس إن نحو 900 جهادي في تنظيم الدولة قتلوا إلى حد الآن منذ بدء عملية استعادة الموصل في مواجهات حذرة ولكنها مطردة بين القوات العراقية ومشاركة قوات البيشمركة من جهة ومسلحي "الدولة" في المعارك من أجل السيطرة على القرى والبلدات المحيطة بالموصل.
واتهم قادة غربيون موسكو باحتمال أن تكون ارتكبت جرائم حرب في مدينة حلب السورية من خلال تنفيذ قصف عشوائي دعما للقوات الحكومية في حملتها العنيفة لاستعادة الأجزاء الشرقية من المدينة التي تسيطر عليها المعارضة المسلحة.
لكن روسيا قالت إن الطائرات الروسية والسورية لم تقصف حلب لمدة عشرة أيام.
كما نفت روسيا أن تكون قصفت مدرسة بمحافظة إدلب أدت إلى مقتل 22 طفلا.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي يتخذ من بريطانيا مقرا له إن "طائرات إما روسية أو سورية" هي التي قصفت المدرسة.
وكر ر لافروف الجمعة مشاركة موسكو في قصف المدرسة، مضيفا أن وزارة الدفاع الروسية "نشرت معلومات معززة بحقائق تفند هذه المزاعم وتظهر أنها مفبركة".
"دروع بشرية"
من جانب آخر، قالت الامم المتحدة إن مسلحي الدولة الاسلامية احتجزوا الآلاف من المدنيين من المنطقة المحيطة بمدينة الموصل لاستخدامهم كدروع بشرية.
واضافت المنظمة الدولية أن مسلحي الدولة الاسلامية قتلوا ايضا 190 من افراد قوات الامن العراقية السابقين و42 مدنيا لرفضهم الامتثال لاوامرهم على ما يبدو.
وما زال نحو 1,5 مليون نسمة موجودون في الموصل، وثمة مخاوف من ان يقوم التنظيم المذكور باستخدامهم للدفاع عن نفسه بينما تقترب طلائع القوات العراقية والكردية من المدينة.
وقالت رافينا شامداساني الناطقة باسم المنظمة الدولية إن ثمة "تقارير ذات مصداقية" تشير الى مدنيين من المناطق المحيطة بالموصل قد اجبروا على ترك مساكنهم ونقلوا الى مناطق داخل الموصل منذ بدء الهجوم لاستعادة المدينة من ايدي الدولة الاسلامية.
واضافت ان رجالا ونساء واطفالا من 6 آلاف اسرة اختطفوا من عدة مناطق منها الشورة.
وقالت الناطقة إن "استراتيجية تنظيم الدولة الجبانة والمنحرفة تتلخص في استغلال وجوج الرهائن المدنيين لجعل بعض المناطق المحددة مثل اماكن وجود قواته في منأى من العمليات العسكرية مما يجعل عشرات الآلاف من النسوة والرجال والاطفال عبارة عن دروع بشرية."
وقالت إن هذه المعلومات هي التي تأكدت الامم المتحدة منها، ولكن العدد الفعلي للمختطفين قد يكون اكبر.
وكانت الامم المتحدة قالت الاسبوع الماضي إنه يبدو ان تنظيم الدولة الاسلامية يمنع الاسر المدنية من الهرب الى المناطق التي تسيطر عليها القوات العراقية خارج الموصل، وانه يستهدف المدنيين الذين يشك في ولائهم له.
وقالت المنظمة الدولية إن اعدادا "صغيرة" من السكان قد تمكنوا من الفرار من الموصل الى الآن.
قنابل الفوسفور الابيض
في هذه الأثناء طالبت منظمة العفو الدولية الجيش العراقي وقوات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة عدم استخدام الفوسفور الأبيض في المناطق التي تعد مفتوحة امام المدنيين.
وأوضحت المنظمة ان لديها تقارير وشهادات ولقطات مصورة توضح استخدام قذائف وذخائر الفوسفور الابيض في منطقة شمال قرية كرمليش قرب الموصل.
وأوضحت المنظمة في بيان أصدرته أن الفوسفور الابيض يحترق لدى ملامسة الهواء وينتج عن الاحتراق درجات حرارة عالية جدا ما يؤدي لحروق بالغة.
وأكدت المنظمة أن الفوسفور الأبيض قد لايحترق كليا مرة واحدة وتبقى بعض الاجزاء مطمورة ثم عند ملامستها أو تعرضها للرياح تنكشف للهواء وتبدأ في الاحتراق مرة أخرى.
وقالت المنظمة إن قرية كرمليش التي كان يقطنها أغلبية من طائفة السريان أصبحت خاوية تقريبا بعد استيلاء تنظيم الدولة الإسلامية على الموصل قبل عامين.
وحذرت من ان المدنيين قد يعودون إلى القرية بعد انتهاء المعارك حولها في محاولة لاستعادة منازلهم وممتلكاتهم وعندها قد تنتج حوادث مؤسفة بسبب الفوسفور الأبيض.
وناشدت المنظمة الجيش العراقي وقوات التحالف عدم استخدام الفوسوفور الأبيض إلا في الحالات التي يعجزون فيها عن إنجاز المهام العسكرية بالذخائر المعتادة.
وكشفت صور نشرتها جريدة نيويورك تايمز الأسبوع الماضي استخدام ذخائر الفوسفور الأبيض قرب كرمليش حيث كانت تدور معارك طاحنة بين قوات تنظيم الدولة الإسلامية والجيش العراقي فيقضاء الحمدانية المجاور.