كاتبان إسرائيليان: اقتراح ليبرمان لإقامة ميناء هو استسلام لحماس

ليبرمان

القدس /سوا/ قال الكاتبان الإسرائيليان يوحاي عوفر وأرئيل كوهنا، إن موقف وزير الأمن أفيغدور ليبرمان - في مقابلته مع صحيفة "القدس" الفلسطينية، والتي قال فيها أنه سيتم بناء ميناء بحري أو مطار في حال وضعت حماس سلاحها - ليس جديدًا في الحوار السياسي بالحكومة الإسرائيلية، ولكنه لم يُسمع من ليبرمان نفسه منذ انضمامه إليها.

وأضاف الكاتبان في مقالٍ لهما أعاد نشره أطلس للشئون الإسرائيلية اليوم الثلاثاء : "مقربون من وزير الأمن قدموا حماس على أنها مشكلة وليست جزءًا من الحل، واعتبروا هذا التنظيم تهديدًا مستمرًا متصاعدًا، يستغل أموال المساعدات - التي تدخل ل غزة لصالح السكان - لأغراض التسلح وليس لأمر آخر".

وتابعا : "قد يكون ليبرمان مرّ بمراجعة أمنية واستعداد للوضع خلال أشهر ما قبل دخوله للمنصب جعلته يغير من رأيه، لكن بجميع الأحوال السماح بإقامة ميناء في قطاع غزة ما هو إلا جائزة للإرهاب واستسلام لمطالب حماس"، مشيرين إلى أنه بعد تعيينه في منصب وزير الأمن ادعى ليبرمان أنه لا يدعم إقامة ميناء ولم يدعمه في السابق، واعتبر المقربون منه المبادرة "حماقة مطلقة"، وقالوا انه في ضوء تصرفات حماس في المنطقة فستكون المواجهة لا مفر منها.

وفي السياق ذاته، أشار الكاتبان الإسرائيليان إلى أن موشيه يعالون وزير الأمن الأسبق عارض في السابق إقامة ميناء، واقترح حلول بديلة مثل رصيف خاص بنقل التجارة المتجهة لغزة يقوم على ميناء أسدود تحت إشراف إسرائيلي كامل أو ميناء في العريش تحت إشراف مصري، حيث تنتقل التجارة بعد التفتيش لفحص في الجانب الاسرائيلي ومن ثم تصل للقطاع عبر معبر كرم أبو سالم. على النقيض من ذلك، كان موقف الجيش أن كل ما يستطيع كبح المنطقة ويساعد بوقف إطلاق النار من قطاع غزة هو خطوة دقيقة، ولذلك أعرب الجيش عن دعمه لإقامة ميناء، حتى خلال فترة يعالون ورغم معارضته.

وفيما يلي نص المقال

موقف وزير الأمن أفيغدور ليبرمان - في مقابلته مع صحيفة "القدس" الفلسطينية، والتي قال فيها أنه سيتم بناء ميناء بحري أو مطار في حال وضعت حماس سلاحها - ليس جديدًا في الحوار السياسي بالحكومة، ولكنه لم يُسمع من ليبرمان نفسه منذ انضمامه إليها. مقربون من وزير الأمن قدموا حماس على أنها مشكلة وليست جزءًا من الحل، واعتبروا هذا التنظيم تهديدًا مستمرًا متصاعدًا، يستغل أموال المساعدات - التي تدخل لغزة لصالح السكان - لأغراض التسلح وليس لأمر آخر.

قد يكون ليبرمان مرّ بمراجعة أمنية واستعداد للوضع خلال أشهر ما قبل دخوله للمنصب جعلته يغير من رأيه، لكن بجميع الأحوال السماح بإقامة ميناء في قطاع غزة ما هو إلا جائزة للإرهاب واستسلام لمطالب حماس. بعد تعيينه في منصب وزير الأمن ادعى ليبرمان أنه لا يدعم إقامة ميناء ولم يدعمه في السابق، واعتبر المقربون منه المبادرة "حماقة مطلقة"، وقالوا انه في ضوء تصرفات حماس في المنطقة فستكون المواجهة لا مفر منها.

موشيه يعلون عارض في السابق إقامة ميناء، واقترح حلول بديلة مثل رصيف خاص بنقل التجارة المتجهة لغزة يقوم على ميناء أسدود تحت إشراف إسرائيلي كامل أو ميناء في العريش تحت إشراف مصري، حيث تنتقل التجارة بعد التفتيش لفحص في الجانب الاسرائيلي ومن ثم تصل للقطاع عبر معبر كرم أبو سالم. على النقيض من ذلك، كان موقف الجيش أن كل ما يستطيع كبح المنطقة ويساعد بوقف إطلاق النار من قطاع غزة هو خطوة دقيقة، ولذلك أعرب الجيش عن دعمه لإقامة ميناء، حتى خلال فترة يعلون ورغم معارضته.

سياسي آخر عرض بديلًا للميناء هو وزير المواصلات يسرائيل كاتس، الذي اقترح قبل 5 سنوات إقامة جزيرة اصطناعية تصل لقطاع غزة عن طريق جسر عليه ميناء، ومطار في المرحلة الثانية؛ وكل ذلك بمراقبة اسرائيلية كاملة.

في ضوء حقيقة أنهم في جهاز الأمن والقيادة السياسية وضعوا على رأس القضية أمر الإشراف، وفي ضوء حقيقة أن حماس لم توافق - ويبدو أنها لن توافق - على الخطوط العريضة التي وضعها ليبرمان؛ إلا أن أقواله ستبقى على الأغلب رسالة للجانب الآخر، فمن غير الواضح إذا ما كانت أو كيف سيتم ترجمتها لأفعال، إسرائيل لا تستطيع السماح لنفسها بإدخال التجارة للقطاع بلا إشراف، لا أحد يمكن أن يضمن أن الموانئ لن يتم استغلالها لتهريب المعدات المستخدمة للإرهاب.

نقطة مهمة أخرى هي مخططات السلطة الفلسطينية، مشروع إقامة ميناء في غزة لا يمكن تنفيذه لأنه متعلق بجذور جذور اضطرابات الشرق الأوسط. الحكام غير معنيون بشعوبهم ولا ببقائهم على قيد الحياة، لو كانت حماس أو محمود عباس حقًا يريدون تحسين وضع سكان الضفة أو غزة فإن كل الطرق مفتوحة أمامهم منذ سنوات، لكن فتح وكذلك الغزيين يسعون قبل كل شيء لطرد إسرائيل من مكانها، وبعد ذلك فقط سيفكرون بتحسين وضع السكان.

وهذا هو التحدي الأكبر الواقع أمام إسرائيل وأمام العالم الغربي، في هذا الجزء من العالم الحكومات لا تهتم فعلًا بتقدم الشعوب؛ بل بالحفاظ على النفوذ، لذلك فقد يؤدي بهم الأمر لأوضاع متطرفة مثل قتل الشعب، وهو ما يفعله حاليًا الرئيس السوري بأبناء شعبه، وهكذا سيكون العنوان في الجانب الأخر، الحديث الاسرائيلي عن موانئ أو جزء اصطناعية ليس له أهمية، تمامًا مثل حوار المناطق والسلام، والحديث هنا عن مفاوضات نجريها نحن مع أنفسنا.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد