تأخر إعمار غزة عدوان من نوع أخر
غزة / عبير شقفة / سوا / على قيد الحياة.. ما زالت أنقاضهم عالقة كما أجسادهم ، تتأرجح مع ما تبقّى لهم، يغرسون أرواحهم في أحشاء الأرض ، ينصبون خيام الشتات، للمرة اللا أولى ، ملامحهم ما زالت تتطلع إلى حلم العودة ، ربما إلى وطن ، ربما إلى بيت ، ربما إلى مخيم ٍ .. المهم أن يعودوا!
غزة لم تكتمل ، كان إحدى المعارض الفنية التعبيرية التي نظمتها مبادرة الدعم الدولي و بالشراكة مع مجموعة واسعة من منظمات المجتمع المدني في مقر المجلس الفلسطيني للتمكين الوطني بمدينة غزة في أغسطس-2016 بمشاركة واسعة من ممثلي منظمات أهلية ومجموعة من الفنانين من قطاع غزة .
ومتابعة الدعم الدولي هي مبادرة فلسطينية مستقلة، تعمل على تشجيع ودعم الجهود الرامية لوضع المساعدات الدولية المقدمة للشعب الفلسطيني موضع المساءلة أمام الرأي العام، بما فيها جهود إعادة الإعمار لقطاع غزة.
و أوضحت حنين السماك منسقة متابعة الدعم الدولي لسوا :"المعرض كان بمثابة إطلالة فلسطينية أخرى على عدوان من نوع آخر، وأضرار من نوع آخر، وأشياء تستحق أن تروى في سياقها الفلسطيني علها توقظ ضمير المجتمع الدولي وتخرجه من خموله المأزوم".
وأكدت السماك أن المعرض بيّن في زواياه الفنية والتعبيرية العديد من أشكال التقصير الدولي تجاه حقوق المتضررين، و شح التمويل اللازم لإعادة الإعمار، وارتباط آلية إعادة الإعمار بأولويات المانح وليس بأولويات المتضرر نفسه، ناهيك عن استعراض آخر لصور المعاناة داخل الكرفانات، والوجع الداخلي والجرح الذي لن تمحوه الأيام لدى هؤلاء الذي ذاقوا مرارة التشرد والحرمان والفقد خلال أيام العدوان!
بعد شهرين من انعقاد المعرض ، وحيث لا حياة لمن ينادي بإعادة إعمار غزة ، ما انفك أن يتحوّل الهاشتاغ إلى "#غزة_إعمار_لم_يكتمل" ، بمبادرة إنسانيةٍ اجتمعت حولها العديد من المؤسسات الاعلامية : مؤسسة بيت الصحافة الفلسطيني ومقهى الاعلام الاجتماعي ومركز الاعلام المجتمعي وموقع (We Are Numbers ) ومجموعة (Gaza Through My Eyes) ) لتطلق حملة إعلامية الكترونية لمدة ثلاثة أيام لتفعيل قضية إعادة إعمار غزة ، وتسليط الضوء على معاناة المتضررين بحيث تشمل أنشطة إعلامية مختلفة من (23) – (25) من الشهر الجاري.
وأكد القائمون على الحملة أهمية نقل صورة الواقع الذي يعاني منه النازحين وسكان الكرفانات من الحياة في البيوت المدمرة، وأجمعوا على أن تأخر إعادة إعمار غزة هو بمثابة عدوان من نوع آخر!
أما جمال الخضري النائب في المجلس التشريعي ورئيس اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار فقد أشاد بالحملة والقائمين عليها، مطالباً المجتمع الدولي بتوفير التمويل اللازم لكافة البيوت المدمرة والتي لا يوجد لها تمويل ، والضغط على الاحتلال للسماح بإدخال مواد البناء إلى قطاع غزة!
وقد كانت ثمانين منظمة أهلية في قطاع غزة في السادس عشر من أكتوبر الجاري ،اجتمعت أيضاً لتطلق نداءً موحداً تحذر فيه من تداعيات تدهور الأوضاع في قطاع غزة على مختلف مناحي الحياة و بخاصة على واقع الشرائح الأكثر هشاشة من أطفال ونساء ومسنين تزامناً مع الذكرى السنوية الثانية لانعقاد مؤتمر المانحين لإعادة إعمار غزة!
وأكدت هذه المنظمات في ندائها على ضرورة إسراع المانحين في الإيفاء بتعهداتهم في مؤتمر القاهرة بما يضمن توفير السكن الملائم للأسر التي شردها العدوان الإسرائيلي ومعالجة تداعياته والحصار والنمو الطبيعي للسكان!
ويظل السؤال العالق كما المتضررين في أصقاع التشرد .. "إعمار غزة ..متى سيكتمل؟!".
هذه رسالة أصحاب البيوت المدمرة في غزة..