الكرفانات بقطاع غزة.. لا خصوصية أو أمان للنساء فيها

حي الكرفانات في بيت حانون

غزة / دينا سعيد / سوا /  (نحن نعيش في حظيرة حيوانات) .. هكذا وصفن نساء حي الكرفانات في بلدة بيت حانون شمال شرق قطاع غزة حالهن في هذا المسكن المؤقت، حيث يعانين من ضغوط نفسية وظروف معيشية قاسية.

ام المجد (50 عاما) تربي ثمانية من أولادها تقول لـ"سوا" :"نحن لا نعيش حياة اداميه في الكرفانات , لقد اصبحنا نعاني من جميع انواع الأمراض والضغوط النفسية بسبب سوء وضيق المكان .

وتتابع " نتحسس الطريق ليلاً ونحن نسير في الكرفان خوفا من السقوط , فالأرضية مهدمة بشكل كامل والمياه تتدفق علينا من كافة الاتجاهات في فصل الشتاء , لقد طلبنا من المسؤولين اصلاح الكرفان لكن لا حياة لمن تنادي ".

تبين انها وعائلاتها تتعرض لمضايقات خارجية بسبب نومهم خارج الكرفان هرباً من حر فصل الصيف.

 ويعتبر الكرفان صندوق من الحديد بمساحة (30) متراً مربعاً يضم غرفة مع منافعها ومطبخ صغير .

اما معاناة أم كرم (37) عاما لم تقتصر على ضيق وسوء وضع الكرفان فقط بل وصل الأمر الي التهديد بالطرد من قبل البلدية.

تقول :" انتقلت الي بيت العائلة بعدما دمر بيتي في الحرب , ثم  فضلت الانتقال الي الكرفان بسبب كثرة المشاكل وبحثا عن الراحة والامان , الا ان بلدية بيت حانون هددتني بالطرد انا وعائلتي , لأنهم بصدد بناء سوق تجاري بدلاً من الكرفان " .

واردفت  ام أكرم بيأس " ارواحنا ليست مهمة , تموت النساء في الكرفانات ولا احد يعلم عنهن شيئا نتيجة الإهمال وسوء وضع الكرفان , واخراهم سيدة حامل في العقد الثاني من عمرها توفيت وهي تطهي بسبب ماس كهربائي " .

حال المواطنة فاطمة (33) عاما لا يختلف عن سابقتها ، فهي ترى انه لا يوجد أي خصوصية في حياة الكرفان.

تقول باستهجان شديد :" اي خصوصية وامان تلك التي يمكن ان نحظى بها في صندوق من الصفيح ؟  اذا تشاجرت من زوجي او اطفالي جميع الحي يعلم , ندخل الي الحمام ونحن خائفين , ننام بملابسنا كاملة خوفا من ان يباغتنا أحد فجأة فنحن نعيش في الشارع" .

وتابعت" فوق المأساة التي نعيشها , الجيران يعتبرونا محط سخرية لهم , يرمون علينا الحجارة ونحن نائمين ويلقون بالنفايات خلف الشبابيك ".

وتسألت فاطمة عن سبب تأخر المسؤولين الفلسطينيين والمجتمع الدولي بالعمل علي اعادة اعمار المنازل ، وقالت" لقد حصلتم علي مبالغ طائلة لإعادة اعمار غزة وحتي الان لا تستطيعون ان تستروا شعبكم ؟ ".

من جهتها قالت المحامية في مركز شؤون المرأة سهير البابا ان المركز قام بعقد لقاءات حوارية لمناقشة أثر تعطل عملية الاعمار على النساء في مراكز الايواء بغزة.

وبينت أنه تم تشكيل لجان نسائية ضاغطة لتوصيل صوت تلك النساء لصناع القرار لمساعدتهن ، نظراً لانهن أكثر الفئات تضرراً أثر تعطل عملية الاعمار.

وأكدت البابا على أنه ليس من حق البلدية ان تقوم بطرد سكان الكرفانات الا بوجود أسباب ودواعي قانونية مثل ان تكون الارض المقام عليها الكرفان غير مرخصة.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد