الشتاء ضيف ثقيل على أصحاب الكرفانات
غزة / سمية أبو تيلخ / سوا / للعام الثالث على التوالي يُطلُ الشتاء برأسه حاملاً لعنة البرد لأصحاب الكرفانات الذين خطف العدوان الأخير على غزة صيف 2014 بيوتهم ، وما زالوا يأملون في بيتٍ يقيهم زمهرير الشتاء و جحيم الصيف .
المواطنة شيماء النجار 25عاما أم لخمسة أطفال تتنهد وهي تغالب دموعها التي رافقتها طوال عامين و أسبوع منذ العدوان الأخير على قطاع غزة .
تشير النجار بيدها نحو عدد من الكرفانات المتجاورة بمدينة خزاعة جنوب القطاع و تقول : " كل كرفان يضم عائلة بأكملها أي أن حصيلة العائلات في هذا المجمع تبلغ 44 عائلة دُمرت منزلهم تدميراً كاملاً ".
و تذكر النجار أن منزلها تعرض للتدمير في عدوان عام 2008 و بقيت تنتظر هي و عائلتها الإعمار حتى حصلت على منزل جديد في عام 2012 و بعد عام و نصف من الانتقال للمنزل الجديد جاء العدوان الأخير ليحيل المنزل إلى ركام و تنتقل للعيش في الكرفان من يومها .
وتتخوف النجار من أن يكون هذا الشتاء كسابقه في العام الماضي والذي غرقت فيه البيوت و تحول المكان إلى ما يشبه بركة مياه بالإضافة إلى انقطاع الكهرباء المستمر كما و أن ضيق المكان يجعل من الصعب الحصول على تدفئة مناسبة تحصل عليها هي و عائلتها من إشعالها للنار .
وطالبت النجار الجهات المعنية والمسئولة بصرف بدل إيجار لأصحاب الكرفانات حتى يتسنى لهم العيش فيها بعيداً عن برد الشتاء ، كما و طالبت الجهات المسئولة بالوفاء بوعودها تجاههم و الإسراع في عملية إعادة الإعمار .
حالة الحاجة السبعينية حسناء النجار والتي فقدت زوجها وثلاثة من ابنائها ومنزلها في الحرب الأخيرة لا يختلف كثيراً عن سابقتها .
و تذكر النجار أن الشتاء لا يحمل لها سوى التعب و المشقة فقد عايشته عامين كاملين خلال عيشها بالكرفانات .
وتشير النجار الي أن الجهات المسئولة لم تبدِ أية خطوات من أجل تهيئة ظروفهم المعيشية لاستقبال الشتاء و هي تتخوف من تكرار ما حدث بالشتاء الماضي .
وتطالب النجار الجهات المسئولة بالعمل السريع لإنهاء معاناتهم المتلاحقة بالصيف و الشتاء .
أما المواطنة سونيا النجار 24 عاما تعاني من كابوس الكرفانات مضافاً إليه اهتمامها بأربعة من ذوي الاحتياجات الخاصة .
وتناشد النجار مؤسسات حقوق الإنسان للاطلاع على وضعها حيث أن لديها أربعة من الأبناء مصابين بمرض العشى الليلي .
وتذكر أن المصابين بهذا المرض يجب أن تتوفر لهم عناية خاصة واهتمام كبير وهي لا تستطيع فعل ذلك في كرفان لا يلبي الاحتياجات الأساسية للأشخاص الأصحاء فكيف بذوي الاحتياجات الخاصة .