معاناة متضرري الحرب.. تفاعل موسمي على منصات التواصل الاجتماعي
غزة /سوا/ عاهد علوان/ تعتبر منصات مواقع التواصل الاجتماعي من أبرز المنصات التي يمكن من خلالها تسليط الضوء على قضية تهم الرأي العام ، حيث يأمل متضرري الحرب الإسرائيلية على غزة بان تصل معاناتهم لدول العالم من خلالها.
يقول الشاب عمر خاطر "24عام" أحد المهدمة بيوتهم "أجد أن تفاعل النشطاء مع قضية الإعمار أقل من نصف المطلوب بكثير وهو أمر غير مقصود لعدم وجود تنظيم في عملهم".
وعزا لنشطاء مواقع التواصل الاجتماعي إسهامهم في معالجة جزء من تحريك قضية الإعمار خاصة خلال المنخفضات التي تحصل, خاصة في منطقة الكرفانات حيث أن تناولهم للقضية ضغط على المسؤولين من أجل التحرك لحل مشكلة كرفانات خزاعة على وجه التحديد.
تفاعل ضئيل
واتفقت الشابة إسلام حبيب مع خاطر حيث قالت "للأسف هو تفاعل ضئيل ويكاد لا يرى أثره ع مواقع التواصل الاجتماعي وأكاد أجزم أن الذين تفاعلوا وليومنا هذا هم المتضررين من الحرب فقط لا غير".
وأشارت أنه بعد الحرب كان التضامن كبير مع المتضررين وكانت الدعوات المطالبة بسرعة إعادة الإعمار كثيرة وفاعلة مع مرور الوقت لم نسمع صوت لأحد وكأن الأمر لم يعد موجود وظلت الأمور راكدة كأنها تخص أهلها فقط .
تناول موسمي
وتجد حبيب أن تناول القضية موسمي حيث أنها لا تظهر ولا يتداولها إلا عند ظهور خبر بخصوصها مثل صرف مستحقات الإجار أو تسليم الدفعة المالية, وهكذا ثم تعود القضية لسبات عميق .
الناشطة الإعلامية وردة الزبدة ترى أن تفاعل نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي مع قضية إعمار غزة هو تفاعل موسمي حيث ينشط في أوقات معينة من العام مثل فصل الشتاء وإذا اشتدت العواصف وغرقت الكرفانات.
حوادث الكرفانات
وأشارت إلى أن تفاعل النشطاء يبلغ الذروة إذا وقع حادث في أحد الكرفانات، وفي مثل هذه الأوقات والمواقف ينشط تفاعل النشطاء و يبدؤون بالحديث عن قضية الإعمار والأسباب التي تعرقله و مدى الظلم الواقع على الناس التي فقدت بيوتها ، باقي العام يحدث نسيان لهذه القضية وتجاهل ولكن العناء والتعب لا يتجاهل أصحاب البيوت المهدمة أبدًا .
وألمحت الزبدة إلى أن مواقع التواصل تسهم في تحريك مياه إعمار غزة الراكدة عندما يريد النشطاء ذلك ويكون لديهم دافع تجد انهم يسهمون بتحريك اي قضية وليست قضية الإعمار فقط وقد يصنعون رأي عام ايضا .
تنشيط القضية
وأوضحت أن هناك معاناة شديد لم يتم الحديث فيها وهي معاناة الناس الذي نزحوا و هم بالآلاف ، حيث أنها يجب أن يكون هناك تنشيط لهذه القضية بشكل دوري ودائم و كذلك تغطية أحوال الناس من كل الجوانب .
وترى الزبدة أن الذي يجعل هذا التفاعل قاصر هو عدم وجود اهتمام حقيقي و مستمر من النشطاء و عدم وجود أشخاص يضعوا هذه القضية نصب أعينهم ، كذلك من أكثر الأشياء التي تجعل مواقع التواصل فيها تقصير لهذه القضية.
ويجد علاء البطة منسق هيئة الحراك الوطني لكسر الحصار وإعادة الإعمار أن التفاعل جيد من نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي لكن المطلوب منهم أكثر من ذلك نظرًا لأن حجم الكارثة التي تعيشها غزة هي أكثر مما يتصورها البعض .
تكثيف النشاط
وثمن الدور الذي يقوم به نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي, طالبًا منهم تكثيف هذا النشاط في الاتجاه العربي, وتكثيف النشاط بلغات العالم المختلفة وذلك من أجل إبراز المعاناة الكبيرة والهائلة والمتواصلة التي يعاني منها أهل القطاع .
ورأى البطة أن موسمية التفاعل ترجع إلى أن عالم التواصل الاجتماعي جديد وخاص وله الكثير من السلبيات والإيجابيات والتفاعل الموسمي هو أحد السلبيات العامة له.
قضية حاضرة
وقال "يجب أن تكون قضية إعادة الإعمار حاضرة في كل الأوقات على صعيد الفلسطينيين والعرب وأنصار القضية الفلسطينية باعتبار أنها قضية وطنية فلسطينية عربية إسلامية تهم الجميع ".
وأكد البطة أن نشاطات مواقع التواصل الاجتماعي تلفت المسؤولين حيث أن متابعة مواقع التواصل الاجتماعي أصبحت جزء من المتابعات الشخصية لكل المسئولين لذلك لا يمكن أن نبخس من جهود نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي .
جهة مؤثرة
وطالب النشطاء بمزيد من الضغط لأن مواقع التواصل الاجتماعي أصبحت جهة مؤثرة ولها حضورها الإعلامي وعلى المستويات الرسمية فالمسئولين يهتمون بمتابعة تلك المواقع .
ونوه البطة إلى أن تفعيل النشطات عبر مواقع التواصل الاجتماعي يأتي من خلال التركيز في النشاط نفسه واختيار العناوين المناسبة للنشاط واختيار هشتاجات مناسبة بحيث تكون معبرة وقصيرة وفيه نوع من الجذب واختيار الوقت المناسبة لإطلاق الهشتاج, وأن تكون على المستوى الأجنبي باللغات المختلفة وتحديدًا اللغة الانجليزية.