عائلة أبو عمشة تحلم بنثر الياسمين والريحان حول منزلهم الجديد

كرفانات بيت حانون

غزة / نفين حلاوة / سوا / تخطتْ ريم أبو عمشة ( 18 عامًا ) مرحلة التوجيهي بنجاح بعد معاناة كبيرة مع تحديات الحياة الصعبة التي تعيشها داخل أحد الكرفانات في بلدة بيت حانون شمال قطاع غزة.

ريم لا تمتلك موهبة الرسم ، ولكنه كان طريقها الوحيد لمعالجة نفسها وأختها من خلال التفريغ النفسي والرسم على جدران الكرفان.

تقول ريم لـ"سوا" أًصيب اخي احمد اثناء الحرب بشظايا صاروخ استطلاع اسرائيلي ، هذا المشهد كان كفيل ان يصيب اختي شيماء 12 عاما بالهلع والصدمة العصبية التي سرقت منها لذة الطفولة والمرح ومنعتها من الذهاب الى المدرسة لفترة طويلة".

تكمل:" كنت قد انهيت مرحلة الثانوية العامة وانا اعلم انني لن التحق بالجامعة ، بسبب الظروف المادية الصعبة التي تعيشها عائلتي".

وتضيف:" بدأت بالرسم على جدران الكرفان الحديدي ، كنوع من التسلية وتعبئة الوقت ، وكذلك لتشجيع شقيقتي شيماء على تفريغ الشحنة السلبية الموجودة بداخلها من خلال قيامها بتلوين الرسومات".

تعود ريم بالذاكرة للوراء ، مستذكرة منزلها في بيت حانون قائلة :" كان بيتنا صغير وقديم, لكنه كان ملكا لنا نحبه و نهتم به و يخدم احتياجاتنا ، كانت امي تزرع الورد و الريحان في منطقة صغيرة على باب المنزل، نشتم رائحتها في كل مرة نمر من جنبه".

تكمل:" جاءت الفكرة من هنا ، بدأت برسم الياسمين و الريحان على مدخل جدران الكرفان ليحل محل ما تم سحقه من زهور بالقذائف الاسرائيلية ، بالإضافة الى الرسومات التي اختارتها شيماء لأقوم برسمهم بالرصاص و تقوم هي بتلوين الرسومات بالألوان الزاهية " .

وتعيش والدتها أم العبد في الكرفان مع زوجها و ثمانية من ابنائها العاطلين عن العمل جميعا قائلة:" يفترض ان يكون أولادي الاربعة في الجامعة ولكنهم عاطلين عن العلم والعمل نظرا للظروف الاقتصادية" .

وتقول:" زوجي  يعمل بين الحين والاخر ببيع السلع البسيطة على البسطات في شوارع مخيم جباليا ، اما الفتيات فيستكفين بالجلوس في المنزل ".

تصف ام العبد حياتها داخل الكرفان باستياء قائلةً :" في الصيف لا  نستطع الجلوس داخل الواح الزينجو الملتهبة ، فقد كنا نقضى معظم وقتنا في الخارج ، اما فصل الشتاء فحدث ولا حرج من أوضاع كارثية".

ويقع حي الكرفانات في بلدة بيت حانون في منطقة منخفضة عن مستوى سطح الارض ، مما يؤدى الى استقرار مياه الشتاء والمياه العادمة فيها ، فتتعرض للغرق بالكامل وتسبب في حدوث ماس كهربائي كما حدث في العام السابق.

تكمل:" نحن لم نتلق أي دعم من الجهات بعكس الكثير من العائلات التي خرجت من الكرفانات الى بيوت للإيجار أو تم بناء منازل لهم ".

وفي نهاية الحديث تقول ام العبد:" الوضع يزداد سوءا كل يوم ، لم تعد اجسادنا تحتمل هذه الكارثة الانسانية ، نحن نعيش اسوأ ايام حياتنا هنا ، نرجو  من الجميع ان يساعدنا في تحريك عجلة الاعمار لإنقاذ المنكوبين الذين يسكنون بالكرفانات ".

لن تتوقف عائلة أبو عمشة عن الحلم في العيش بمكان افضل يوفر حياة كريمة لهم ، فهم بانتظار يد العون لينثرو حبوب الياسمين و الريحان في منزلهم الجديد .

جدير بالذكر أن هذه المادة الصحفية تأتي ضمن مشروع تعزيز الإعلام الموضوعي في غزة المنفذ من قبل مؤسسة بيت الصحافة والممول من مؤسسة "روزا لوكسمبورغ" الألمانية.

 

 

 

 

 

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد