عائلة العطار.. فصول معاناة مستمرة داخل كرفان حديدي
غزة / أحمد رضوان / سوا / ضاقت مساحة الكرفان الحديدي امام حجم أسرة المسنة ام احمد العطار الكبير ، الامر الذي دفع اثنين من ابنائها المتزوجين لإنشاء خيام من النايلون بجانب ركام منزلهم المدمر في بلدة بيت لاهيا شمال قطاع غزة .
تقول المسنة العطار لـ"سوا" :" الوضع أصبح لا يطاق وأصبحنا نعيش في الشارع بعد قصف منزلنا في العدوان الاخير صيف 2014 ، فكنا ننام خارج الكرفان في الصيف هربا من الحر وفي الشتاء الماضي عصفت بنا الرياح فأصبحنا بلا مأوى " .
وتؤكد المسنة العطار على الحالة الصعبة التي تعيشها أسرتها التي اصبحت مشردة بلا مأوى".
"البرد أمرضنا وغرقنا في الشتاء الماضي، وابني أمير أوشك على الموت من البرد حينها ، ونخاف من تكرر المعاناة خصوصا واننا على ابواب فصل الشتاء " ، تقول العطار
وتشير العطار إلى أنه ومنذ انتهاء العدوان وحتى اللحظة استلموا كرفان واحد فقط من أحد الجمعيات الخيرية ، متهمة الجهات المسؤولة بالتقصير.
وأشارت الي أن كل وعود الحل لا زالت تراوح مكانها وسط معاناة أسرتها المستمرة .
وعلى مقربة منها يلعب الطفل أمير العطار ، الذي يخشى من تفاقم معاناة عائلته ، يقول :" كانت المياه تغرق الكرفان في الشتاء ، أما في فصل الصيف كنت أضطر للمبيت في الشارع هربا من حر الكرفان الشديد ".
ويشير الطفل العطار الي انه يضطر لمراجعة دروسه امام الكرفان واحيانا في الشارع الامر الذي اثر على مستوى التحصيل العلمي لديه.
ويضيف:" أريد انا اعيش مثل باقي أطفال العالم ، أريد منزلاً اختبئ فيه من برد الشتاء القارس ، الذي يفتك بنا حاليا ونحن داخل هذا الكرفان اللعين".
اما شقيقه نبهان العطار المتزوج ولديه 3 أطفال و يقطن حالياً في خيمة من النايلون يقول :" بعد الحرب سكنا في بيت للإيجار ولم نستطع دفع ايجار المنزل فعدنا لبيتنا المدمر وأنشأت أنا واخي فارس خيام من الزينكو والنايلون لنعيش فيها ".
ويضيف العطار " أطفالي يخافون من المبيت داخل خيام النايلون ودائما ما يقضون أوقاتهم في الشارع وتعرض أحد اطفالي لخطر الموت جراء لدغه من القوارض ، فضلا عن خوفهم من الثعابين المنتشرة حول خيمة النايلون ".
ويتمنى العطار ان تنتهي فصول المعاناة وتبدأ الجهات المسؤولة بإعادة اعمار منزلهم المدمر في أقرب وقت ممكن ، مؤكداً ان حياة الكرفان لم تعد تطاق في هذه الظروف القاسية والصعبة.
ويقول مسؤولون فلسطينيون الي ان ما تم انجازه وبنائه من الوحدات السكنية قرابة 3 آلاف وحدة فيما هناك 3 آلاف وحدة سكنية اخرى متوفر لها التمويل ولا يوجد لها مواد بناء ، وان الأخطر من ذلك ان هناك 6 آلاف وحدة سكنية غير متوفر لها لا تمويل ولا مواد بناء.
وتشير احصائيات رسمية الي ان هناك حوالي 60 ألف مواطن فلسطيني لا يزالون يعيشون أوضاع خطيرة جداً وهم يعيشون اما في شقق بالإيجار او خيام أو بركسات .
جدير بالذكر أن هذه المادة الصحفية تأتي ضمن مشروع تعزيز الإعلام الموضوعي في غزة المنفذ من قبل مؤسسة بيت الصحافة والممول من مؤسسة "روزا لوكسمبورغ" الألمانية.