أبو عمشة.. تعيش بين كرفانات بألوان زاهية وحياة قاتمة

كرفانات

غزة / فرح شعشاعة / سوا / بين أزقة الكرفانات ذات الأوان الزاهية التي لا تعبر عن لون حياة ساكنيها ، تجلس ام العبد تنتظر عودة باقي ابنائها من مدارسهم وجامعاتهم هاربة من قتامة العيش داخل الكرفان لتخفف على نفسها شدة الحرارة التي حولت الكرفان الحديدي لفرن حارق .

ام العبد ابو عمشة واحدة من سكان كرفانات بلدة بيت حانون حالها كحال كل جيرانها الذين لم يعد لهم مأوى سوى هذه الكرفانات حيث تعرضت البلدة الي دمار كبير خلال العدوان الاخير  ادى الى فقدانهم  منازلهم.

فقدت أبو عمشة منزلها المكون من طابق واحد والذي كان يحتوي كل ماضيهم وكانوا يأملوا بان يعيشوا مستقبلهم به.

تقول ل "سوا" "قصف منزلنا في بداية العدوان ولم يتم ابلاغنا بإخلائه بل قاموا بالقصف العشوائي في كل مكان حتى طال منزلنا ودمر بالكامل واصيب اثنين من ابنائي ".

بابتسامة يأس وعيون تنظر نحو المجهول تضيف :"اخرجونا من المدارس واسكنونا الكرفانات على اعتقادنا بانه حل مؤقت لنا حتى يتم اعادة اعمار منازلنا في اسرع وقت ولكننا انهينا العامين ونحن مازلنا في الحل المؤقت ".

وتؤكد ابو عمشة :"منذ فقدنا منزلنا وحياتنا في تراجع فنحن بلا مأوى بلا عمل وبلا امل" ، مضيفة: " نحن لم نفقد منازلنا فقط بل فقدنا كل شيء معه حتى السعادة لم نشعر بها منذ اكثر من عامين".

وتردف :"لدي 10 ابناء مازالوا يدرسون ،اثنين منهم انهوا الثانوية العامة ولم استطع تسجيلهم في الجامعات حتى الان فأضررت لتأجيل دراستهم الى ان يفرجها الله" .

وعندما ملأ المكان صوت ضجيج محرك عالٍ اضافت :" نحن نعاني من تلوث شديد بسبب وجود مولدات كهرباء ضخمة بجوار الكرفانات التي نسكن بها ".

وفي وصفها لمعاناتهم تؤكد على ان السوء لم يقتصر على الوضع الاقتصادي بل طال الوضع الصحي والنفسي  لهم:" في الواقع نحن نعيش في الشارع، وننام في الكرفان ليلًا للستر فقط بسبب رداءة الحياة داخله ،  اصبحنا نعاني من امراض كثيرة فالأرضيات مهترئة وهذا الصفيح لا يحمينا من بردا ولا حر.

تقول ام العبد بعد ان خرجت منها تنهيدة ألم :" في الصيف نستطيع ان نتدبر امورنا برغم شدة الحرارة الا اننا نحاول التخفيف منها بالماء والكثير من الطرق اما في الشتاء لا نستطيع تدبر امورنا فالكرفان لا يصلح للسكن لان المياه تتسرب الى داخله والبرد يكون شديد جدا".

ومن الجدير بالذكر ان هناك 11 الف وحدة سكنية دمرت خلال العدوان الاخير على قطاع غزة لم يتم اعادة اعمار سوى 3 الاف وحدة وذلك بحسب ما صرح الدكتور جمال الخضري رئيس لجنة الشعبية لمواجهة الحصار خلال مؤتمر له عقد في تاريخ 7-9-2016.

واشار الى ان عملية اعادة الاعمار بتراجع وقد تمتد الى اكثر من 10 سنوات اذا استمر فرض الحصار والقيود على مواد البناء.

وناشد مؤتمر المانحين بالقاهرة بان يقوموا بالدور الكامل للضغط على الاحتلال لتوفير مواد البناء والالتزام بالوعود لإعادة اعمار القطاع واكد ان الاحتلال مازال يتعامل معنا بسياسة التنقيط .

واكد ان التأخر بالإعمار واستمرار الحصار يعتبر عدوان اخر على الشعب الفلسطيني.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد