مزارعو بيت لاهيا يحذرون من هجرة الارض

صورة -توضيحية-

غزة / لؤي حمدان/  سوا  /يشتكي عددٌ كبيرٌ من المزارعين في بلدة بيت لاهيا شمال قطاع غزة، من عدم وجود اهتمام في منطقتهم، والتي دُمرت معظم أراضيها الزراعية أثناء الحرب الاسرائيلية الأخيرة صيف 2014، والخسائر الفادحة التي تلقوها .

يقول احمد الشافعي رئيس جمعية غزة التعاونية الزراعية ومزارع من البلدة، "في الحرب الاخيرة تعرضت الأراضي الزراعية في بيت لاهيا، لأضرار وتخريب متعمد من قبل الاحتلال الإسرائيلي".

ويضيف، "الشريط الحدودي المقابل للسياج الفاصل وعلى عمق واحد كيلو متر مربع من الأراضي المزروعة، تعرض لقصف مدفعي وصاروخي عنيف ومركزّ احدث حفر عميقة في الأراضي وقضى على المحاصيل الزراعية  والبنية التحتية من شبكات الري ".

ويعمل معظم سكان بلدة بيت لاهيا في مهنة الزراعة ، حيث تعتبر البلدة من أهم السلات الغذائية لقطاع غزة المحاصر.

ويسكن الشافعي وعائلته، في بيت من الطوب بناه وسط أرضه الزراعية البالغ مساحتها "15دونم"، والتي لا تبعد كثيرًا عن الخط الحدودي الفاصل مع الجانب الاسرائيلي.

يقول الشافعي لـ "سوا": " في الأسبوع الأول للحرب اجبرنا على ترك بيوتنا وأرضينا بعد ان اُعلن انها مناطق عمل عسكري للجيش الاسرائيلي، وبدأ قصفها واستهدافها بمئات قذائف المدفعية والصواريخ".

ويؤكد الشافعي، أنّ الاستهداف الإسرائيلي المتكرر للأراضي الزراعية يحصل مع كل عدوان على القطاع بهدف شل البنية التحتية للزراعة وتدمير الأمن الغذائي للفلسطينيين، ما ينعكس بالسلب على المجتمع الفلسطيني في قطاع غزة حيث ازدياد اعداد المتعطلين عن العمل اضافة لإبقاء حاجة الفلسطينيين المستمرة  للاحتلال.

وأوضح الشافعي، أنّ المسؤول المباشر في قضية اعمار الأراضي الزراعية واعادة تأهيلها،  وزارة الزراعة التي لا تقدم للمزارعين سوى الوعود وشهادات حصر الأضرار، فالزراعة ورغم اهميتها لا تعامل كأولوية كما المباني والأبراج السكنية ، وفق قوله.

ولا تختلف قصة المزارع سعيد ابو حالوب، تاجر المنتجات الزراعية والذي تعرض هو الاخر لأضرار فادحة خلال العدوان الاخير على القطاع، وتمتلك عائلته اكثر من "60دونم" تُزرع بالخضروات والفواكه  المنوعة.

يقول ابو حالوب: "ما حدث معي كما كل المزارعين في البلدة، فالعدوان استمر لـ51 يوم، تلفت المزروعات وتعرضت اراضينا للقذائف والقصف بشكل شبه يومي، ما احدث حفر عميقه وتخريب كبير".

ويقدر ابو حالوب، الأضرار التي  تعرض لها خلال العدوان الأخير بـ 75ألف شيكل، فيما يخصه من أرض العائلة "15دونم".

ويوضح تاجر المنتجات الزراعية، أنّ المؤسسات الاغاثية التي تقدم مشاريع تهتم بالمزارعين اصبحت تتحكم بالمزارع، فتلزمه بنوع وصنف محدد من الخضروات والفواكه ونتيجة للمعوقات الاسرائيلية وحركة المعابر البطيئة تصل الأشتال في وقت متأخر وغير مناسب، ما يؤدي لتلفها وقلة الانتاج.

وبين ابو حالوب، أنّ المؤسسات الدولية المناحة حين تساعد المزارعين بأشتال واشجار وأدوات سقاية وري، تقدم مواد أولية وأدوات بمثالية ليس لها وجود على أرض الواقع في حين تخصم وزارة الزراعة من الأضرار وتقدر ما يقدم اضعاف قيمته الحقيقة بالرغم من انها مشاريع غير مضمونة النجاح والربح.

وحذر ابو حالوب، من ظاهرة "هجر الأرض" وبيعها بين المزارعين في البلدة، فالزراعة  في تناقص والظروف الاقتصادية الصعبة التي سببها الحصار وبطئ الأعمار، اضافة للظروف السياسية التي يعشيها قطاع غزة اثرت على المزارعين بالسلب.

من جهته يرى نبيل ابو شمالة مدير دائرة التخطيط بوزارة الزراعة، أنّ سبب تأخر تعويض المزارعين عدم التزام الجهات المانحة بتعهداتها اتجاه اعمار قطاع غزة، اضافة الى تراجع الاهتمام والدعم للقطاع الزراعي من حصة اعادة اعمار القطاع ككل.

ويوضح ابو شمالة أنّ حجم التمويل الزراعي  لم يتجاوز الـ 10%، من حجم تمويل متدني أصاب كافة القطاعات المتضررة حتى ما قبل العدوان الإسرائيلي الاخير.

ويؤكد مدير دائرة التخطيط على استحداث الوزارة بغزة لـ "قطاع الأمن الغذائي" مهمته التنسيق مع الجهات المناحة لتفنيد عقبات الوضع السياسي القائم وتعامل هذه الجهات مع الحكومة بغزة.

وبين ابو شمالة أنّ ما تفعله الوزارة من رصد لحجم المنح والهبات المقدمة للمزارعين يأتي في اطار عدالة توزيع الدعم لكافة المزارعين، نافيًا احتسابه ضمن القيمة الإجمالية لخسائر المزارعين خلال العدوان.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد