عائلتا مريش وأبو دف لم يقطفا بعد ثمار الاعمار

دمار بغزة

غزة / وكالة سوا/ مها علي أبو طبيخ/ ما إن أشرقت شمس الحياة على منزل الحاجة أم جواد مريش في حي الشجاعية شرق مدينة غزة من جديد وبدئوا بإعادة الإعمار، حتى عادت طائرات الاحتلال الإسرائيلي برمي صواريخها عليه ما ادى الى هدمه مرة ثانية.

تقول الحاجة أم جواد مريش صاحبة المنزل :" كنا نقطف الزيتون بجانب منزلنا على الحدود الشرقية من قطاع غزة، فسمعنا سلسلة من الغارات الإسرائيلية لم نتحرك من مكاننا حتى رأينا صاروخاً سقط على سطح منزلنا، فهرعنا إلى منزل أقربائنا وسط غزة ".

وأشارت الحاجة مريش إلى أن منزلها تعرض إلى الهدم ثلاثة مرات، كانت الأولى في حرب 2008، وفي المرة الثانية خلال العدوان الإسرائيلي الأخير على غزة عام 2014، والمرة الأخيرة قبل أسبوعين وقبل أن يكتمل بناء المنزل .

وأضافت مريش:" في العدوان الأخير هربنا من منزلنا إلى المدارس في جباليا، وفي فترات التهدئة الأولى والثانية كنا نأتي لنطمئن عليه وكان كما هو، إذ تفاجئنا في آخر أيام الحرب بهدمه كلياً.

وتقول مريش :" أعيش في منزلي وأرعى خمسة من أطفال ابني ووالدتهم بعد أن تركهم والدهم، وابني الثاني ترك لي أبنائه وأمهم مطلقة، نقوم بزرع بعض المحاصيل الزراعية وشجر الزيتون ونأخذ شيك الشؤون فقط".

وأكدت مريش على أنها استفادت من المنحة الكويتية لإعادة بناء منزلها، فاستلمت الدفعة الأولى لبناء الجزء الأول من منزلها، واستدانت للانتقال إلى المرحلة الثانية إلى حين استلام الدفعة الثانية، لكن طائرات الاحتلال كانت أسرع في رمي القذائف عليه .

وأوضحت الحاجة  أن منزلها الآن مستند على شجرة زيتون، وهو معرض للانهيار في أي لحظة، رغم أنها لا زالت تسدد ديونه المتبقية من الحجار والباطون.

حال الثلاثينية بثينة أبو دف لم يختلف كثيراً عن حال الحاجة مريش ، ففي إحدى الليالي الرمضانية من العدوان الأخير على غزة استضافت أهلها الهاربين من الصواريخ الاسرائيلية، حيث تفاجئت بالقذائف والصواريخ تنهال عليهم من كل مكان".

تقول أبو دف:" لم أعد أعرف ماذا أفعل، فعيني على جميع من في المنزل ، حتى اشتد القصف فهربنا إلى أقاربنا".

وأشارت الي ان ابنتها اصيبت بقذيفة ومكثت في المستشفى لعدة أيام، وتزامن خروجها من المشفى مع سقوط صاروخ على منزل جارهم أدى إلى تدمير واجهة منزلهم بالكامل، بالإضافة إلى 5 أعمدة من المنزل.

وأوضحت أبودف أن لديها 10 أبناء بالإضافة إلى والد و والدة زوجها، وزوجها مصاب بتمزق شريان اليد بسبب شظايا الصواريخ، وابنتها مصابة، وبيت ابنها مدمر بالكامل، ولازالت تسدد أقساط بناء منزلها .

واضطرت عائلة أبو دف الي تركيب نايلون على ما تبقى من شبابيك وأبواب في المنزل الذي يسكنه 18 فرداً، وذلك بسبب اقتراب فصل الشتاء.

تقول أبو دف ان اسرتها لم تتلق اي مساعدات سوى 1500 دولار امريكي فقط من أحد المساجد القريبة.

وتبين ان أطفالها لا زالوا متأثرين من الحرب الاسرائيلية الأخيرة على غزة فمنهم من هو مصاب بالتبول اللاإرادي ومنهم من يفزع اثناء النوم.

وتعيش أسرة أبو دف على بيع الشاي والقهوة بالقرب من مفترق الأزهر بمدينة غزة .

تختتم حديثها قائلة :" نحن شعب مكافح وأكيد راح نعدي أزمتنا والحمدلله".

جدير بالذكر أن هذه المادة الصحفية تأتي ضمن مشروع تعزيز الإعلام الموضوعي في غزة المنفذ من قبل مؤسسة بيت الصحافة والممول من مؤسسة "روزا لوكسمبورغ" الألمانية.

 

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد