المسنة قديح لا تستبعد ان تموت هي وزوجها داخل الكرفان

حريق داخل أحد الكرفانات

غزة / محمد ياغي / سوا / حين يخيم النُعاس.. تتفقد  المسنة أم زياد قديح اسطوانة  إطفاء الحرائق الحمراء التي تعلقها على بوابة الكرفان الخشبي القريب جدا من الحدود الشرقية لمحافظة خانيونس جنوب القطاع، ثم تخلد إلى النوم بجانب زوجها.

لا يمكن لتلك المسنة الاستغناء عن مطفأة الحريق، وسبب في ذلك أنه في كل لحظة من الممكن أن تتسلل النيران إلى الكرفان الخشبي، وتأتي النيران أما عن طريق اشتعال الحشائش بفعل درجة الحرارة، أو من شظايا القذائف الإسرائيلية والرصاص الحارق الذي يطلقه الاحتلال يوميا في المناطق الحدودية.

تمثل تلك الأسطوانة حبل النجاة لأم زياد في ظل انتظار إتمام وعود هيئة إعمار غزة لبناء جزء من منزلها الذي دمرته إسرائيل في الحرب الأخيرة على قطاع غزة صيف 2014.

" أعيش انا وزوجي بقلق مستمر ، ولا نريد من المسؤولين شيئا غير إعادة بناء منزلنا"، ثم تكمل : " أنا لا أستبعد أن أموت أنا وزوجي بحريق داخل هذه الكرفان،  وحين تصل إلينا الإسعافات سنكون رماداً".

وفي ذروة فصل الصيف أي قبل شهرين تقريبا من صياغة هذا النص؛ تعرض مدخل المسنة إلى حريق نتيجة احتراق الحشائش البرية القابلة للاشتعال بسرعة؛ وبمساعدة صيادي الطيور وراعاه الاغنام تمكنت من النجاة هي وزوجها المريض.

 تكمل وهي ت فتح بعض المعلبات من "السمك" لإعداد طعاما لزوجها، : " كانت النار تقترب من أجسادنا، نحن كبار في السن لا يمكننا الحركة، يومها حضنت زوجي واغمضت عيني، وفجأة دخل علينا رجال الحي بصحبة أبنائي وحملونا للخارج".

وتعيش أم زياد وحدها مع زوجها الأصم والكاهل، فيما يزورها أبنائها بشكل متقطع بسبب انشغالهم .

العجوز لا تريد من هيئة الإعمار إعادة منزلها الذي كان مكون من أربعة طوابق هي تريد فقط بناء طابق أرضي، لتترك هذا الكرفان الذي من المتوقع أن يحترق في أي لحظة ، وفق قولها.

وتتسأل العجوز عن التباطؤ الشديد في إعادة إعمار غزة ، إذ ترى من وجهة نظرها أن هناك أطراف عربية قبل الإسرائيلية تريد الفتك  لغزة، فالحرب بدأت  بعدما انتهت لذلك يعوقون إتمام عملية الإعمار وغيرها من الملفات العالقة بالقطاع المحاصر.

في السابع من يوليو 2014 شنّت إسرائيل عدواناً على قطاع غزة، ، أسفرت عن استشهاد 2320 فلسطينيا، وهدم 11 ألف وحدة سكنية، بشكل كلي، فيما بلغ عدد الوحدات المهدمة جزئياً 160 ألف وحدة، منها 6600 وحدة غير صالحة للسكن. ليبقى هؤلاء المدمرة منازلهم يموتون مرات ومرات بعد انتهاء ذاك العدوان كحال تلك العجوز.

من جهته قال وزير الاشغال العامة والاسكان مفيد الحساينة ان إجمالي التعهدات القائمة لما تم أو يجري إعادة إعماره من الوحدات السكنية المهدمة كليا بلغ 6870 وحدة سكنية، بنسبة 56% من إجمالي الوحدات المهدمة بالكامل.

وأكد الحساينة أنه رغم العراقيل التي اعترضت مسيرة الإعمار، إلا أن الحكومة تمكنت حتى الآن وبالشراكة مع كافة الجهات الداعمة لمشاريع إعادة الإعمار من إصلاح أكثر من 130 ألف وحدة سكنية تضررت جزئيا، بمبلغ إجمالي قيمته 180 مليون دولار".

وأكد أنه يجري حاليا تسليم نحو 550 مستفيدا إضافيا من الدفعة المالية الأولى من المنحة الكويتية، بنسبة 50% من التعويضات المستحقة للمتضررين.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد