رغم الـBrexit.. عقارات بريطانيا تواصل الصعود السريع

الإنفصال لم يخطف بريق العقارات البريطانية

لندن/سوا/ واصلت أسعار العقارات في بريطانيا صعودها القوي على الرغم من المخاوف الاقتصادية الناتجة عن الخروج الوشيك من الاتحاد الأوروبي (Brexit)، ورغم التوقعات السابقة بأن يتأثر القطاع العقاري سلباً في حال خرجت بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، إلا أن محللين يفسرون ارتفاع الأسعار والزيادة في الطلب على العقارات بأنه مدعوم بانخفاض الجنيه الاسترليني أمام العملات الأخرى، وهو ما يُعزز طلب المستثمرين الأجانب على العقارات في المملكة المتحدة.

وبحسب أحدث البيانات فان متوسط أسعار المنازل في بريطانيا ارتفع بنسبة 8.4% مع نهاية شهر آب/ أغسطس الماضي، مقارنة بما كانت عليه الأسعار قبل عام، أي في نهاية الشهر ذاته من العام 2015.

وكان متوسط أسعار المنازل في بريطانيا عموماً عند مستوى 219 ألف جنيه استرليني، لكنه ارتفع بواقع 17 ألف جنيه لكل وحدة سكنية مع نهاية شهر آب/ أغسطس الماضي.

وبحسب البيانات التي صدرت عن مكتب الاحصاءات الوطني في لندن واطلعت عليها "العربية نت" فان متوسط أسعار العقارات في بريطانيا واصلت الارتفاع أيضاً في أعقاب التصويت على الخروج من الاتحاد الأوروبي في أواخر حزيران/ يونيو الماضي، حيث ارتفع متوسط أسعار المنازل في بريطانيا بواقع 3 آلاف جنيه استرليني لكل منزل خلال شهر تموز/ يوليو الماضي، أي في الشهر التالي مباشرة للتصويت على الخروج من الاتحاد الأوروبي.

وتشكل هذه الأرقام والبيانات مفاجأة للمراقبين والمحللين الاقتصاديين الذين كانوا يتوقعون أن ينهار السوق العقاري، أو يتأثر سلباً على الأقل بسبب المخاوف من تأثيرات الخروج من الاتحاد الأوروبي، لكن وسيطاً عقارياً في لندن سبق أن قال لــ"العربية نت" أن هبوط سعر صرف الجنيه الاسترليني خلال الأسابيع الأخيرة أغرى الكثير من المستثمرين الأجانب، وخاصة القادمين من دول الخليج العربي، بأن يشتروا مزيداً من العقارات في بريطانيا لأن أسعارها تعتبر قد انخفضت بالنسبة لهم.

وخلال عام واحد ارتفعت أسعار العقارات بأكثر من 8% لكن سعر صرف الجنيه الاسترليني هبط بأكثر من 15% خلال تلك الفترة، وهو ما يعني أن كثيراً من المشترين القادمين من خارج بريطانيا لا زالوا يعتبرون بأن الأسعار تراجعت وليس ارتفعت.

ويتبين من البيانات التي نشرها مكتب الاحصاء الوطني البريطاني أن منطقة "كينزينغتون وتشيلسي" في وسط لندن هي الأكثر ارتفاعاً في الأسعار، ولا زالت المنازل فيها هي الأغلى على مستوى بريطانيا، إذ يبلغ متوسط سعر المنزل السكني 1.3 مليون جنيه استرليني، أما المنطقة الأرخص في بريطانيا على الاطلاق فهي "بيرنلي" وتقع في مقاطعة ويلز، ويبلغ متوسط سعر المنزل فيها 77 ألف جنيه استرليني.

ويقول مكتب الاحصاءات الوطني إن مقاطعة انجلترا كانت الأكثر ارتفاعاً في أسعار العقارات مقارنة بغيرها، حيث ارتفعت الأسعار فيها بنسبة 9.2%، وهي أعلى من النسبة العامة على مستوى بريطانيا، أما متوسط سعر المنزل في انجلترا فيبلغ 236 ألف جنيه استرليني.

يشار الى أن أغلبية البريطانيين صوتوا يوم الثالث والعشرين من حزيران/ يونيو الماضي على الخروج من الاتحاد الأوروبي في استفتاء عام شكلت نتائجه صدمة سياسية واقتصادية للبلاد، وهو ما دعا رئيس الوزراء حينها ديفيد كاميرون للاستقالة من منصبه، ولاحقاً استقال من عضوية مجلس العموم أيضاً، لتتولى تيريزا ماي رئاسة الحكومة البريطانية خلفاً لكاميرون.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد