أثير الاذاعات الفلسطينية ينير على الاسرى عتمة السجون
غزة / عاهد علوان / سوا / يشق أثير الإذاعات الفلسطينية حصون السجون الاسرائيلية ، ليوصل الاسرى الفلسطينيين بالعالم الخارجي وما يحدث به من تطورات على مدار الساعة.
ويبلغ عدد الإذاعات الفلسطينية 54 إذاعة ،36 إذاعة منها تبث من مناطق الضفة الغربية بينما 18 إذاعة تبث من قطاع غزة ، وتصل تردداتها إلى عدد من السجون الاسرائيلية.
ويرى الأسير المحرر مهدي التميمي ان الاذاعات المحلية تمثل رئة تواصل مهمة للأسرى ، لما لها من دور مهم في بقائهم على إطلاع بصورة الاوضاع وتطوراتها.
وقال ان الاذاعة المحلية تبقى الإذاعة قناة اتصال موثوقة لدى الأسرى سيما في الأوضاع الساخنة, وتشكل الإذاعة بارقة أمل للأسير في كل يوم لعله يسمع خبرا مفرحا ، بقرب الفرج".
من جهته قال الأسير المحرر حمادة الديراوي " إن الإذاعات كانت بالنسبة لنا بمثابة الروح حيث كانت أداة التواصل مع ذوينا خاصة فترة انقطاع الزيارات".
ويرى أن الإذاعة شكلت نقلة نوعية لدى الأسرى, لكن البرامج المقدمة للأسرى غير كافية ووقتها قليل جدا ولا يساوي شيئاً.
ويقبع فيها ما يقارب 5000 ألاف معتقل فلسطيني وموزعين على 11سجن .
محدودية البرامج
من جانبها بينت الأسيرة المحررة ومذيعة برنامج للأسرى بقناة القدس الفضائية أحلام التميمي أن ملف الأسرى من الملفات المهمة الذي يحتاج لتكثيف برامجي على مستوى عالي جدا يبتعد عن الروتينية في الطرح والمضمون .
وأشارت إلى أن برامج الأسرى تحتاج لتطوير يتناسب مع متطلبات المرحلة والتي تفرض ضرورة نشر قضية الأسرى بكل العالم كي للحصول على نتيجة حقوقيه للأسرى ولتجرم الاحتلال.
وعن التغذية الراجعة التي تصل من الأسرى قالت التميمي " تتمحور التغذية الراجعة حول ضرورة نشر قضية الأسرى عالميًا بأبعاد أخرى غير التباكي العام على الأسرى وذويهم وأي تطوير في البرامج لتخلص من روتنيتها يلاقي قبول واستحسان الأسرى.
الابتعاد عن الروتين
وعزت إمكانية الارتقاء بالبرامج الإذاعية الموجهة للأسرى إلى الابتعاد عن روتينية المضمون و تنوع ضيوف البرامج والتوجه لاستضافة ضيوف متخصصين بحقوق الإنسان في العالم, وترجمة البرامج إلى اللغة الإنجليزية والتركية.
وأرجعت التميمي نجاح البرامج الإذاعية إلى عدة عوامل أبرزها عامل الذكاء في تناول قضية الأسرى وكيفية إبرازها بطرق مبتكرة ملفتة تحاكي العالم ورؤيته وعامل المال الذي يسخر للارتقاء في البرامج وتبني مشاريع إعلامية.
رسالة وطنية
ورأت المذيعة الفلسطينية فاطمة القاضي أن البرامج الموجهة للأسرى تقدم رسالة وطنية وهي "أننا ما زلنا متواصلون من أجل الحرية ومن أجل قضية عادلة لا يمكن التنازل عنها".
وتجد أن للبرامج الإذاعية المسموعة أثر فعلي كبير في نفوس الأسرى لأنها حلقة وصل بينهم وبين العالم الخارجي ، قائلة " الكثير من الأسرى المحررين خرجوا وأكدوا لنا أهمية ما أقدمه وأنهم يستمعون للبرامج المسموعة أكثر بسبب وقف بث الفضائيات الفلسطينية التي كانت تصلهم بأهلهم وأخبار العالم المحيط بهم".
اتصالات الأسرى
وبرهنت القاضي إلى أن التغذية الراجعة الواصلة لها من الأسرى تجلت في اتصال مباشر من الأسير عبد الله البرغوثي على برنامج "أحرار" الذي تقدمه .
وترى أن الارتقاء بالبرامج المقدمة للأسرى يتم من خلال تقديم المواد الإعلامية بشكل جديد ابتكاري غير نمطي تقليدي وتقديم التقارير القوية الهادفة وتقوية العلاقات الاجتماعية مع عوائل الأسرى .
أما المذيعة بإذاعة صوت الأسرى لينا الطويل فتجد أن فعالية البرامج المقدمة للأسرى تكمن بمدى ملامستها للناس سواء من أهالي الأسرى أو الجمهور العام ، ويلمس ذلك من خلال متابعتهم وتواصلهم مع مختلف البرامج التي تقدمها وتجد متابعة لها.
بدوره قال أستاذ الإعلام بالجامعة الإسلامية محسن الإفرنجي ان الأثير الاذاعي يمثل للأسرى في سجون الاحتلال "غذاء الروح" حيث يتجدد معه عوامل صمود الأسرى ويزيد من بعث الأمل في نفوسهم كما يطمئنهم على ذويهم وي فتح قنوات اتصال قلما تتكرر للأسير في ظل الحرمان من الزيارات ومن أبسط حقوق الاعتقال".
حلقة مفرغة
وبين أن أداء معظم الإذاعات المحلية التي تبث برامج للأسرى تدور في حلقة مفرغة كون بثها يبقى ضمن نطاق جغرافي محدود .
وشدد الإفرنجي على ضرورة التركيز على المحتوى والإنتاج فكون القضايا مهمة تحتاج إلى بذل مزيد من الجهد لطرحها بآليات وأشكال ومضامين متنوعة، إلى جانب الاهتمام أكثر بالتخطيط البرامجي لها من أجل تقديمها بصورة أكثر منهجية بعيدا عن الموسمية والعشوائية والارتجالية التي تميز أداء العديد من الإذاعات المحلية.
لغات أخرى
وشدد على ضرورة العمل على إنتاج برامج متخصصة في شؤون الأسرى بلغات غير العربية لإيصال رسالة الأسرى الإنسانية إلى العالم وحشد الدعم والتأييد لها، مع التركيز على أنسنه الخطاب الإعلامي في هذا الإطار.
وأوضح الإفرنجي أنه من المهم زيادة الاهتمام بالدراما لقوة تأثيرها وذلك من خلال تقديم ملفات الأسرى والحديث عنها بصورة درامية لا سردية، وهو ما يمكن أن يبسط المعلومات والحقائق ويجعلها أكثر تأثيرًا.
جدير بالذكر أن هذه المادة الصحفية تأتي ضمن مشروع تعزيز الإعلام الموضوعي في غزة المنفذ من قبل مؤسسة بيت الصحافة والممول من مؤسسة "روزا لوكسمبورغ" الألمانية.