المحرر أبو حسين : في سجون الاحتلال أسرى يموتون بهدوء

الأسير المحرر عبيدة أبو حسين

رام الله / سوا / يقف الأسير المحرر عبيدة أبو حسين، الذي تم الإفراج عنه من سجون الاحتلال في التاسع من الشهر الجاري، ليستذكر أول زيارة قام بها والداه بعد أربع سنوات على اعتقاله في سجن "إيشل" ببئر السبع، حيت كانت الزيارة ممنوعة قبل ذلك اليوم، ليصف هذه اللحظة بالتاريخية بالنسبة له.

 

وأفرجت سلطات الاحتلال يوم الأحد 9/10/2016 عن الأسير عبيدة أبو حسين، من بلدة صرة قضاء نابلس ، بعد 14 عاما قضاها في السجون ذاق فيها ألوان المعاناة مع السجانين وجدران المعتقلات.

 

ويصف أبو حسين السجون الإسرائيلية، بعد أن استنشق نفسا من هواء الحرية في منزل عائلته، بأنها معتقلات سيئة جدا، يحتجزون فيها الإنسان في مكان لا يصلح  لعيش الآدميين.

 

وأضاف: لا شك بأن السجن هو مرحلة مهمة، خاصة للأسير الذي يقضي فترة طويلة، فداخل السجون نحن كحركات إسلامية نعمل على تنظيم جلسات تعليمية ودورات في التربية الإسلامية بكل فروعها، الفقه، والسنة، والقرآن، والتجويد.

 

رحلة السجون

وتحدث أبو حسين عن رحلته في المعتقلات، ليقول: بداية اعتقالي كانت في 10/10/2002 من بيتي، حيث تم اقتيادي بوحشية ليتم نقلي إلى معسكر توقيف (قدوميم )، وبعد ذلك تم نقلي إلى مركز التحقيق (بتاح تكفا)، والذي تمارس فيه أشد أنواع التعذيب النفسي والجسدي، ثم انتقلت بعد ذلك إلى معتقل (التلموند) للأشبال، حيث كنت طفلا قاصرا تحت السن القانونية، وبعدما تجاوزت السن القانونية "18 عاما" تم نقلي إلى سجن شطة (جلبوع)، ثم بدأت الرحلة إلى بقية المعتقلات ليصدر الحكم علي بعد 3 سنوات من اعتقالي.

 

ويتابع أبو حسين حديثه: كنا نتعرض إلى عقوبات داخل المعتقلات الصهيونية، كالحرمان من زيارة الأهل والعزل الانفرادي، وذلك بسبب رفضنا للتفتيش العاري، أو تفتيش الغرف المفاجئ، أو الخروج للزيارات باللباس البرتقالي، أو الزيارة من خلف الزجاج.

 

ويتحدث أبو حسين عن تجربته التعليمية داخل المعتقلات لا سيما تجربته مع امتحان الثانوية العامة ( التوجيهي )، والذي تقدم له خلال فترة اعتقاله ليلتحق بعد ذلك بجامعة الأقصى في غزة وهو خلف القضبان، ويحصل على الدبلوم في (التربية الإسلامية) بالرغم من المعوقات التي كانت إدارة السجن تفرضها عليهم من خلال عدم إدخال الكثير من الكتب.

 

الإهمال الطبي

وأشار أبو حسين البالغ من العمر (31 عاما) إلى معاناة الأسرى في سجون الاحتلال، واصفا الوضع بأنه كارثة إنسانية، خصوصا بعد تردي الوضع الصحي لبعض الأسرى، وعدم تقديم العلاج الكافي والمناسب لهم، كما هو الحال مع الأسير متوكل رمضان، والأسير معتصم رداد، والأسير يسري المصري.

 

وتابع يقول: هناك أسرى يموتون بهدوء، وهذا أكثر شيء مؤلم وموجع، وفي المقابل لا يتلقى الأسير المريض سوى حبة الأكامول، ومع الأسف فوق كل ذلك هناك جمود في الحراك الشعبي، وعلى مستوى الفصائل ويقتصر الحراك فقط على المناسبات".

 

ويقول المحرر أبو حسين: يخرج الأسرى في ساعات الصباح أو المساء للفورة، ولكننا نعاني في بعض السجون من عدم توفر غطاء لساحات الفورة في فصل الصيف تحت الحر الشديد، أو في فصل الشتاء، حيث لا يوجد ما يقينا المطر، ثم نمنع من الدخول للغرف في منتصف وقت الفورة إذا شعرنا بالبرد أو غمرتنا مياه الأمطار، فنحن نتحمل قرار الخروج للفورة حتى تنتهي ساعاتها المحددة".

 

رسالة الأسرى

 وحمل الأسير المحرر أبو حسين رسائل من إخوانه الأسرى طالبوا فيها بنصرة المسجد الأقصى، والدفاع عنه، ودعم انتفاضة القدس ، كما دعوا الكل الفلسطيني إلى رص صفوف الوحدة الوطنية بينهم، وإنهاء حالة الانقسام من أجل وضع حد لمعاناة الأسرى خاصة المرضى منهم.

 

والد الأسير المحرر عبيدة أبو حسين، وصف لحظة لقاءه بابنه، بعد سنوات الغياب: نزلت من عيني دمعتان في لحظة لقاء ابني عبيدة، دمعة فرح بالإفراج عنه، ودمعة حزن وألم وحسرة على بقية الأسرى الذين يقارعون العدو بأمعائهم الخاوية وعلى الأسرى المرضى الذين يصارعون الموت وينتظرون دورهم في طابور الشهادة.

 

وطالب والد المحرر أبو حسين جميع المؤسسات الدولية والهيئات الإنسانية بمتابعة أوضاع الأسرى والأسيرات، وأن يجعلوا ملف الأسرى على رأس سلم الأولويات في جميع المحافل الدولية وأن يكون السند الأساسي في توحيد الشعب الفلسطيني".

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد