خبراء: اتصال الغرب بالصين بدأ قبل ماركو بولو بفترة طويلة
لندن/سوا/ توصلت دراسة حديثة إلى وجود اتصالات بين الصين والغرب قبل أكثر من 1500 عام من وصول المستكشف الأوروبي ماركو بولو إلى الصين.
ويقول علماء آثار إن فكرة جيش التيراكوتا، الموجود في قبر الإمبراطور الأول بالقرب من مدينة شيان اليوم، ربما تكون قد استوحيت من اليونان القديمة.
ويقولون أيضا إن الحرفيين اليونانيين القدماء ربما دربوا السكان المحليين هناك في القرن الثالث قبل الميلاد.
وكان يعتقد أن سفر بولو إلى الصين في القرن الثالث عشر هو أول رحلة يقوم بها أوروبي إلى هناك.
يقول لي شيو تشن، عالم آثار بارز من متحف ضريح الإمبراطور تشين شي هوانغ: "لدينا الآن دليل على وجود اتصال وثيق بين الصين في عهد الإمبراطور الأول والغرب قبل الافتتاح الرسمي لطريق الحرير، وهذا وقت سابق بكثير عما كنا نعتقد سابقا."
وأظهرت دراسة منفصلة أنه عثر على ميتوكوندريا حمض نووي أوروبي في مواقع بمقاطعة شينجيانغ غرب الصين، مما يشير إلى أن الغربين قد استقروا وعاشوا وماتوا هناك قبل وخلال فترة الإمبراطور الأول.
عاش تشين شي هوانغ بين عامي 259 و210 قبل الميلاد، وأصبح الإمبراطور الأول للصين الموحدة
واكتشف المزارعون أولا الـ 8000 تمثال من الفخار مدفونة على بعد أقل من ميل من قبر إمبراطور الصين الأول تشين شي هوانغ عام 1974.
ومع ذلك، لم يكن هناك عرف ببناء تماثيل للبشر بالحجم الطبيعي في الصين قبل بناء المقبرة. وكانت التماثيل السابقة صغيرة ولا يتجاوز ارتفاعها نحو 20 سنتيمتر.
ولشرح كيفية حدوث مثل هذا التغيير الهائل في المهارات والأسلوب، يعتقد شيو تشن أن هذه التأثيرات لا بد أنها جاءت من خارج الصين.
ويضيف: "نعتقد الآن أن جيش التيراكوتا والبهلوانات والتماثيل البرونزية التي وجدت في الموقع استوحت من التماثيل والفنون اليونانية القديمة."
يقول لوكاس نيكل، من جامعة فيينا، إن تماثيل بهلوانات السيرك التي عثر عليها مؤخرا في مقبرة الإمبراطور الأول تدعم هذه النظرية.
تناول فيلم وثائقي جديد لبي بي سي هذه النتائج
ويعتقد أن الإمبراطور الأول تأثر بوصول التماثيل اليونانية في آسيا الوسطى في القرن التالي للإسكندر الأكبر، الذي توفي عام 323 قبل الميلاد.
ويضيف: "أعتقد أن نحاتا يونانيا كان في الموقع لتدريب السكان المحليين."
وتشمل اكتشافات أخرى دليلا جديدا على أن مجمع مقابر الإمبراطور الأول أكبر بكثير مما كان يعتقد من قبل، وأكبر 200 مرة من وادي الملوك في مصر.
وتشمل أيضا بقايا مشوهة لنساء، يعتقد أنهن جواري مقربات للإمبراطور الأول، وجمجمة بداخلها مسمار مقوس.
ويعتقد أنها جمجمة الابن الأكبر للإمبراطور الأول، الذي يعتقد أنه قتل مع آخرين خلال صراع على السلطة بعد وفاة الإمبراطور.