جواد السيد : حاضنات الأعمال تشق طريقها نحو اتحاد يطور عملها

المهندس جواد السيد

الخليل/ سوا/ تشكل المشاريع الصغيرة والمتوسطة ما نسبته 98% من الاقتصاد الفلسطيني، الذي يعتبر اقتصادا عائليا في أغلبه، كما أن 50-75% من المشاريع المبتدئة تفشل في سنتها الأولى والثانية لعدة أسباب تتعلق بالقائمين على المشروع حسب الإحصائيات العالمية، وهذا يدفع شُبانا رياديين إلى الإحجام عن الإقدام في أفكارهم الإبداعية التي تبحث عن ولادة آمنة وناجحة تدفع بالتفاؤل.

فجوة كبيرة بين أفكار إبداعية يحملها شباب مقبلون على الحياة وبين واقع اقتصادي تنعدم فيه فرص التوظيف في القطاعات المختلفة، الأمر الذي دفع ببعض المؤسسات والأشخاص إلى احتضان هذه الشريحة الريادية ومساعدتها في إخراج أفكارها الإبداعية إلى النور.

غرفة تجارة وصناعة الخليل؛ وفي سابقة هي الأولى على مستوى الغرف التجارية، عملت على إنشاء حاضنة للأعمال تستقبل فيها كل الطاقات والأفكار الإبداعية الموجودة داخل هذه المحافظة الصناعية والاقتصادية.

وأكد مدير عام غرفة تجارة الخليل المهندس جواد السيد، أن مشروع إنشاء حاضنة للأعمال في الغرفة التجارية كان من ضمن أولويات الإدارة الجديدة التي استلمت مهامها في العام 2012، موضحا أنه في العام 2015 نجحت الغرفة التجارية في الحصول على دعم من مؤسسة التعاون بقيمة 200 ألف دولار لهذه الحاضنة، التي تم افتتاحها في شهر أيار من العام 2016.

وقال السيد لـ" القدس " دوت كوم، إن هذه الحاضنة تعمل على تزويد المستفيدين بالاستشارات والتوجيهات الفنية والإدارية والمالية، بالإضافة للدعم المالي المنشود لهذه الأفكار والمشاريع الإبداعية داخل المحافظة، وكذلك دعم الريادة وخلق فرص عمل وتغيير ثقافة البحث عن وظيفة، إلى خلق وظائف جديدة في المجتمع الفلسطيني.

وأضاف، أن الحاضنة تهدف لتقليص الفشل في الأعمال المبتدئة، واستقبال كافة الأفكار والمشاريع الإبداعية التي يحملها الشباب في محافظة الخليل، وتحويل الأفكار الريادية التي يمتلكونها إلى أعمال ومشاريع قائمة على الأرض؛ تستطيع تقديم خدماتها للسوق الفلسطيني.

ومن مهامها أيضا، تشبيك هذه الأفكار والمشاريع بعد تنفيذها مع القطاعات الصناعية الموجودة في السوق المحلية، وتقديم كافة الخبرات والاستشارات المالية والإدارية والفنية والتمويل الأولي، علاوة على تقديم مقر مؤقت للشركة أو المشروع من أجل البدء بمراحله الأولى.

ومنذ فتح باب تقديم الطلبات في هذه الحاضنة؛ تم تسجيل ما يزيد عن 50 طلبا من قبل رياديين وأصحاب مواهب. وقال السيد، إن الأفكار والمشاريع المقدمة شكلت مفاجأة للقائمين في نوعيتها، مضيفا، أنه تمت تصفية 20 مشروعا من خلال اللجان العاملة في الحاضنة، وبالتعاون مع المؤسسات الشريكة مثل جامعة بولتيكنك فلسطين وجامعة الخليل ومؤسسة ليدرز من رام الله ، إضافة إلى الهيئة العليا لمجلس الإبداع والتميز الفلسطيني.

وأفاد بأن الحاضنة بدأت بالتدريب للمشاريع التي حازت على الموافقة، على أن ينتهي الأمر بثمانية مشاريع تحتضنها الغرفة التجارية وتقدم لها الخدمات المختلفة من استشارات مالية وإدارية وربط مع المؤسسات المانحة والمستثمرين، وتحويلها من أفكار إلى مشاريع قابلة للدخل والاستثمار، وتزويد أصحابها بخطط متعلقة بالسوق وغيرها.

كما ستعمل الحاضنة في مراحل متقدمة على منح أصحاب هذه المشاريع مبالغ تمكنهم من السير فيها، وستتراوح هذه المبالغ بين 1500 و5000 آلاف دولار لكل مشروع.

وفي سياق متصل، أطلقت غرفة تجارة وصناعة محافظة الخليل مبادرة لإنشاء اتحاد لحاضنات الأعمال الفلسطينية، "وذلك لتفعيل دور حاضنات الأعمال في خدمة المجتمع وتطوير المشاريع الريادية بطريقة تعاونية والتنسيق فيما بينها لتكامل الأدوار وصقل الأفكار والإبداعات لدى الشباب الفلسطيني"، وفقا لما أفاد به السيد.

وأوضح، أن الفكرة جاءت لوجود 18-20 حاضنة أعمال في فلسطين تعمل بشكل منفرد ودون تكامل أو تنسيق بينها، مبينا، أنه لا بد من التفكير باتحاد لهذه الحاضنات يعمل على تنسيق الأدوار وتكاملها فيما يتعلق بدعم الأفكار الريادة على مستوى فلسطين، وخلق بيئة أعمال مناسبة لنمو حاضنات الأعمال في المجتمع الفلسطيني؛ تدعم الريادة والإبداع الموجودة لدى الشباب الفلسطيني.

وأضاف السيد، أنه طرح هذه الفكرة خلال اجتماعه مع جامعتي بولتيكنك فلسطين والخليل، ونوقش هذا المشروع مع عدد من حاضنات الأعمال في فلسطين، وتمت مباركة الخطوة من قبل رئيس المجلس الأعلى للإبداع والتميز معالي المهندس عدنان سمارة، ما يعني موافقة أولية رسمية لتأسيس الاتحاد الذي يجري العمل على تأسيسه بشكل مكثف، وسيكون اجتماعه الاول في المجلس الأعلى للإبداع والتميز.

وأشار السيد إلى أن التحدي الكبير في موضوع الحاضنات يكمن في تمويلها وضمان استمراريتها، موضحا، أن العمل جارٍ على إدخال القطاع الخاص في دعم وتمويل هذه الحاضنات، والتواصل مع المستثمرين لضخ استثمارات في مشاريع الحاضنة حتى بعد انتهاء فترة المشروع، وبالتالي ضمان سبب آخر لنجاح المشروع.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد