2014/09/01
81-TRIAL-
هل حقاً انتصرنا...؟ الآلاف من الشهداء والجرحى والمنازل المدمرة، ونصف مليون نازح في غزة يعيشون بمراكز الإيواء، وبعد كل هذا يقول البعض انتصرنا...؟ وهناك من يدافع ويقول انتصرنا، فكيف لم ننتصر وقد قتلنا المئات من جنود نخبتهم، وقصفنا عمق الاحتلال، وفرضنا حصاراً جوياً على مطاراتهم، وأرسلنا طائرات أبابيل وكوماندوز بحريا، ودخلت نخبتنا خلف خطوط العدو، وجسدنا الوحدة الوطنية الحقيقية خلف المقاومة، ونجحنا بتآكل قوة الردع الصهيونية، وساهمنا بعودة الأمل لدى شعبنا بتحرير كل فلسطين، بعد الوعي لفترة زمنية ليست بالقليلة بأن إسرائيل تمتلك جيشا لا يقهر.
وبين الرأيين أقول إننا حقاً انتصرنا، ولكنه النصر النسبي في طريق النصر المطلق المتمثل بتحرير كل فلسطين، فالطريق ما زالت طويلة ولكن الأمل بقرب التحرير اقترب، والفاتورة التي يدفعها شعبنا ليست بالبسيطة ولكن بمراجعة للتجارب التحررية التاريخية السابقة نرى أن الفيتناميين قدموا مليونا ومائتي ألف شهيد، والجزائريين قدموا مليونا ونصف المليون شهيد حتى تخلصوا من الاحتلال.
ونعود إلى عنوان المقال وهو سؤال وجهه لي أحد كوادر حركة فتح في غزة، هل تخشى حركة فتح من خطاب الانتصار...؟
فكانت إجابتي: كيف تخشى فتح خطاب الانتصار وكتائبها أحد صانعي هذا الانتصار، وعناصرها ممن شكلوا حاضنة للمقاومة، فهم جزأ لا يتجزأ من الشعب الفلسطيني الحاضن للمقاومة الفلسطينية، ولكن المرارة تكمن في من يمتلك القرار في حركة فتح وكيف ينظر للأمور، وبكل صراحة، فما تخشاه قيادة حركة فتح وعلى وجه الخصوص رئيسها محمود عباس هو تعبئة الجماهير الفلسطينية وصناعة وعي جمعي فلسطيني داعم ومناصر للمقاومة...
وهذا بالتأكيد بمثابة شهادة وفاة لبرنامج المفاوضات الذي تتبناه القيادة الفلسطينية، ومن وجهة نظرهم فهذا انتصار لبرنامج وفكر حركة حماس السياسي، وضمن حالة الاستقطاب الحاد في الساحة الفلسطينية بدأت أوساط سياسية وإعلامية حرف الأنظار عن هذا النصر ومحاولة إحياء مصطلحات تناساها الشعب الفلسطيني مثل ما جاء في بيان اللجنة المركزية لحركة فتح الأخير والذي هاجم حماس بشدة وأعاد استخدام مصطلح الانقلاب الأسود، وحديث أبو مازن عن حكومة الظل وغيرها من الخطابات التي لا تنسجم بالمطلق مع المزاج العام الفلسطيني، والذي عبر عنه مؤتمر الأجنحة المسلحة في حي الشجاعية والذي جسد معاني الوحدة الوطنية وشاركت به كتائب شهداء الأقصى وكتائب عبد القادر الحسيني، ويبقى السؤال الأهم هل تعترف اللجنة المركزية لحركة فتح بتلك الحالات العسكرية...؟
كان ينتظر الشارع الفلسطيني أن يحضر الرئيس محمود عباس خلال أو بعد انتهاء العدوان لغزة برفقة رئيس حكومة التوافق الوطني، وأن يبدأ خطوات تصفير المشاكل وتمتين الجبهة الداخلية، ونشر قوات حرس الرئاسة على المعابر وعلى طول الحدود، ويعمل الحمساوي مع الفتحاوي والجبهاوي في مرحلة البناء والتعمير، وننطلق سوياً في بناء الاستراتيجية الوطنية التي ينتظرها شعبنا والتي تقوم على إنهاء الاحتلال، نتمنى أن تستدرك القيادة أخطاءها وان تعمل بحس ومسئولية وطنية تنسجم وتضحيات شعبنا، وتبدأ مرحلة التقييم والعمل المشترك.
Hossam555@hotmail.com 122
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة سوا الإخبارية