العقيد أبو بطيحان: رسالتنا تقويم سلوك من ارتكبوا الأخطاء وليس عقابهم

العقيد فؤاد أبو بطيحان

غزة / سوا / قال العقيد فؤاد أبو بطيحان مدير عام مديرية التأهيل والإصلاح في وزارة الداخلية: " إن الرسالة الأساسية لمراكز التأهيل والإصلاح هي تقويم سلوك من ارتكبوا الأخطاء القانونية وإعادة تأهيلهم ليكونوا معاول بناء في المجتمع بعد انقضاء محكوميتهم، وليس عقابهم".

 

وأضاف أبو بطيحان خلال حدث خاص "لموقع الداخلية" أن ذلك يتم وفق خطط وبرامج تأهيلية متكاملة، تشمل الدورات التوعوية والمشاريع الإنتاجية والتركيز على الجوانب التي تُنمي قدرات النزلاء وإمكانياتهم بشكل إيجابي".

 

تعزيز القدرات

وبيَّن العقيد أبو بطيحان أن مراكز الإصلاح والتأهيل تُركز على الجانب الإنساني للنزيل وتعزز الجوانب الأخلاقية والعلمية والدينية له، والتي تجعله منتجاً نافعاً خلال فترة قضاء محكوميته، وذلك من خلال العديد من المحاضرات والدورات التربوية والنفسية والاجتماعية فضلا عن الدورات الفقهية وأحكام التلاوة وتحفظ القرآن الكريم.

 

وتُلقي مراكز الإصلاح والتأهيل أهمية كبيرة على الجوانب العلمية التي تنمي قدرات النزلاء، من خلال توفير التسهيلات اللازمة لاستكمال دراستهم العلمية.

 

وفي هذا السياق قال العقيد أبو بطيحان: "هناك برامج محو أمية وبرامج تعليمية تتيح للنزيل استكمال دراسته العلمية، وذلك بالاتفاق مع وزارة التعليم والجامعات التي ستمنح النزيل الشهادات في حال إنهائه للدراسات العلمية ".

 

الجانب النفسي

وتابع: "نهتم كذلك بالجانب النفسي، حيث لدينا تنسيق كامل مع عدد من خبراء الدعم النفسي لتقديم كافة وسائل الدعم لهؤلاء النزلاء، بالإضافة إلى تعزيز الجانب الاجتماعي وتوفير بعض المساعدات للأسر التي فقدت المعيل الأساسي لها وهو النزيل ولا يتوفر لها معيل أخر ".

 

وأكد العقيد أبو بطيحان أن مراكز الإصلاح لا تغفل الجانب الترفيهي للنزلاء وذويهم من خلال الأمسيات والرحلات الترفيهية؛ لافتاً إلى تنظيم ذلك بشكل دوري ومستمر بهدف إدامة الاتصال بين النزيل وأبنائه وعائلته.

 

هذا وقد نظّمت مراكز الإصلاح والتأهيل، خلال الفترة الأخيرة أكثر من رحلة ترفيهية على شاطئ البحر وداخل أماكن ترفيهية أخرى، للنزلاء وذويهم.

 

وعن علاقة مراكز الإصلاح والتأهيل بالمؤسسات الدولية والحقوقية والمجتمعية أشار أبو بطيحان إلى وجود تنسيق كبير مع مؤسسات الصليب الأحمر والهيئة المستقلة لحقوق الانسان وباقي المؤسسات التي تُنظم الكثير من الزيارات الدورية والمفاجئة، فضلاً عن تقديمها خدمات لوجستية ضمن برامج معينة.

 

التعامل مع النزلاء

وحول كيفية التعامل مع النزلاء أوضح أبو بطيحان أن تعاملهم، مبني على الاحترام الكامل لهم بما يقتضيه القانون الفلسطيني؛ لافتاً إلى وجود كادر وظيفي مميز داخل مراكز الإصلاح والتأهيل لديه القدرة على التعامل بأفضل الأساليب مع النزلاء بما يضمن حقوقهم واحترامهم.

 

وأكد على عدم وجود أي نوع من أنواع الإهانة أو استخدام الضرب والتعذيب أو إيذاء هؤلاء النزلاء حتى وإن كان بشكل لفظي؛ منوهاً أن للنزيل الحق في تقديم الشكوى لأي شخص يخالف ذلك.

 

النزيل المنتج

وعن المشاريع التي تقدمها المراكز للنزلاء للعمل من خلالها ذكر أبو بطيحان أن مراكزه توفر العديد من المشاريع الصغيرة بالتعاون مع المؤسسات الخيرية، "كمشروع صناعة الكيك والمعجنات وهو خاص بالنزيلات تحت اشراف مختصين، بالإضافة إلى مصانع للخياطة والتطريز والأعمال اليدوية والمخابز"؛ لافتاً إلى أن العائد المالي لهذه المشاريع يعود للنزيل ويسد حاجاته وحاجة أسرته.

 

ونوه أبو بطيحان إلى أن برنامج النزيل اليومي قائم على تفريغ الطاقات، من خلال التمارين الرياضية، والأنشطة الترفيهية إلى جانب المحاضرات والدورات المعدة وفق البرامج التي تهتم بالجوانب التي ذكرت والأعمال في المشاريع الإنتاجية.

 

وفيما يخص مركز النزيلات بين أبو بطيحان أنه هناك فصل كامل لمركز النزيلات عن باقي المراكز، وله قيادة من الشرطة النسائية تتابع كل شؤونه وذلك لخصوصيته؛ منوهاً أن لا أحد يطلع على قضايا هذا المركز إلا الشرطة النسائية.

 

وختم العقيد أبو بطيحان حديثه قائلاً: " واجبنا الديني والوطني والأخلاقي أن نُقوّم سلوك من ارتكبوا الأخطاء وأن نبذل كل ما بوسعنا حتى يعودوا صالحين في هذا المجتمع ".

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد