معاريف: حماس تدرك أن إسرائيل غيرت قواعد اللعبة
القدس / سوا / قال الكاتب الاسرائيلي في صحيفة معاريف الاسرائيلية يوسي ميليمان ان حركة ( حماس ) تدرك ان اسرائيل تقوم بتغيير قواعد اللعبة التي كانت قائمة إلى ما قبل شهرين. فمن جهة أولى، هي لا تستطيع أن تسمح لإسرائيل بأن تحقق إستراتيجيتها الكاسرة للتوازن الخاص بها. ومن جهة ثانية، هي تعرف أنها في وضع سياسي صعب.
وفيما يلي نص المقال
جولة أخرى من تبادل الضربات بين إسرائيل و غزة انتهت بنجاح. والنجاح يكمن في أنه جرى احتواء أحداث الأسبوع من قبل الطرفين ولم يتم تصعيدها لدرجة فقدان السيطرة عليها، الأمر الذي كان من شأنه أن يضعهما على عتبة حرب جديدة. وهذا أمر هام خاصة وأننا موجودون على مسافة 26 شهراً من الحرب السابقة في غزة ولا زال الهدوء قائماً، بطريقة أو بأخرى. وما هو أهم من ذلك هو أن سلوك الطرفين يدل على أنهما لا يريدان جولة أخرى من العنف.
هذا واضح من الأحداث التي جرت أمس، والتي كانت رداً على ما حدث أول أمس. إذ تم إطلاق صاروخ باتجاه سديروت حيث أصاب الطريق، والمعجزة فقط هي التي حالت دون وقوع إصابات في الأرواح أو أضرار في المنازل. والصاروخ أطلقته منظمة جهادية سلفية تمثل داعش في غزة. وهذه هي المنظمة التي أطلقت كل الصواريخ خلال الشهور الأخيرة. وهدف عمليات الإطلاق هذه هو الاستفزاز والتسبب بسقوط جرحى، وحدوث دمار كبير في إسرائيل، ودفعها للرد بشن هجمات، وينزلق الطرفان باتجاه الحرب. ويأمل الجهاديون في أن تؤدي الضربات الإسرائيلية إلى انهيار حكم حماس. وهذا الأمر يعرفه الطرفان، اللذان يحاولون منع التدهور.
لقد ردت إسرائيل على إطلاق الصاروخ رداً مزدوجاً، فقبل كل شيء أطلقت نيران الدبابات باتجاه مواقع حماس. وهذا هو رد روتيني رأينا ما يشبهه خلال العامين الأخيرين، وهو ينبع من موقف مبدئي. فإسرائيل ترى في حماس صاحبة الكلمة في غزة (السيد)، وهي بذلك تحملها المسؤولية عن الوضع. ولكن كان هناك أساس آخر في الرد الإسرائيلي، وهو ينبع من قرار المستويين السياسي والعسكري استغلال كل عملية إطلاق من هذا القبيل لضرب أهداف نوعية واستراتيجية تابعة لحماس. وعليه فإن سلاح الجو قام بالقصف في غزة وألقى كمية محترمة من القنابل. وهذا قد حدث للمرة الثانية.
تدرك حماس أن إسرائيل تقوم بتغيير قواعد اللعبة التي كانت قائمة إلى ما قبل شهرين. فمن جهة أولى، هي لا تستطيع أن تسمح لإسرائيل بأن تحقق إستراتيجيتها الكاسرة للتوازن الخاص بها. ومن جهة ثانية، هي تعرف أنها في وضع سياسي صعب (معزولة دولياً)، ومن الناحية العسكرية هي لم تستطع التعافي بعد وترميم قدراتها في جانبين: الصواريخ والأنفاق. لذلك هي لا تزال تضبط نفسها وتقوم بواجبها بإطلاق التهديدات التي لا تزال، حتى الآن، بدون غطاء والرد بالحد الأدنى.
هذا ما حدث يوم أمس إذ تم إطلاق صاروخ باتجاه منطقة مفتوحة بهدف نقل رسالة ولكن دون المخاطرة باحتمال أن يتسبب بحدوث إصابات. وإسرائيل من جانبها اكتفت أمس برسالتها الخاصة. فقد ردت على إطلاق الصاروخ بإطلاق رمايات الدبابات، دون أن تستخدم سلاح الجو في عمليات قصف على أهداف نوعية. وكان هذا الأمر أكثر من إشارة لحركة حماس بأنه، من ناحيتها (إسرائيل)، جولة هذا الأسبوع قد انتهت. حتى المرة القادمة.