في ظل المتغيرات التي أصبحنا نعيشها، والتي طالت كافة مجالات حياتنا الدينية والأخلاقية، وكذلك أعمالنا وسلوكياتنا... كلها متغيرات ساعدت في قتل القيم والمبادئ النبيلة لدى البعض فينا، وعملت على ترسيخ عادات دخيلة علينا، ساهمت بنمو سمات لا تمت لنا كمسلمين بشيء، حتى وأن ديننا قد نهانا عن إتباعها وإتخاذها كسلوك ونهج حياة، لأنها تتعارض وقواعد الإسلام السمح، ومع هذا ومن خلال تعاملاتك مع الناس وإندماجك في المجتمع ترى بأن مثل هذه القواعد السلبية أصبحت بمثابة النهج الوحيد المتبع في حياتنا.

لعل من أهم الأشياء التي عملت على توطيد هذه العادات السيئة في نفوس البعض منا، هي ضعف الوازع الديني، فهو الأساس الذي تبنى عليه القيم والمبادئ، والذي من خلاله تُشكل سلوكيات الفرد ومنطق تفكيره في المجتمع، فإن قل أو ضعف هذا الوازع بكل تأكيد سيختل الصرح الشمولي وسيُفرغ من محتواه، وبالتالي تكون النتيجة على ما نحن عليه الآن، وهذا بأيدينا وليس من أحد "قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ". أي نحن من صنع ذلك بذاته، ولم يفرض علينا من أحد، كما ندعي في مواطن كثيرة، ونعلق خيباتنا على شماعات كثيرة من اليأس والاحتلال والبطالة وسوء الحالة وضيق العيش وغيرها الكثير...

عادة جديدة بدأت بالبزوغ في مجتمعنا، كل ما تحويه بين ثناياها هدم للقيم الدينية والأخلاقية، وتعبر عن سلوك مشين بدأ يسلُكه البعض، دون الأخذ بعين الأعتبار المشاكل التي من الممكن أن تنجم عن هذا الفعل، آلا وهي عادة بعض التجار المستغلين الذين يقومون ببيع السجائر والفرط منها لطلاب المدارس الذين لا تتجاوز أعمارهم الأربعة عشر ربيعاً، ضاربين بعرض الحائط كل القيم في سبيل تحقيق مكاسب قليلة لا تكاد أن تُذكر، وكأنه إن ربح في علبة السجائر ضعف مربحه سيكون من رؤوس الأموال متناسياً أن الأرزاق بيد الله "يرزق من يشاء"، هذه عادة رغم بساطة طرحها إلا أنها من العادات الهدامة للمجتمع والتي تعمل على استنزاف طاقاته البشرية والتي من الممكن أن تؤدي ببعض الأولاد لسلوك سبل غير قانونية بهدف الحصول على المال من أجل تلك السيجارة، فلنتقِ الله في أنفسنا وأولادنا.

 

 

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة سوا الإخبارية

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد