مات ماكغراث / مراسل البيئة في "بي بي سي "

أصبحت أسماك قرش ثريشر، المشهورة باسم أنديانا جونز لذيلها الطويل مثل السوط والمهددة بالإنقراض، من بين الأنواع التي حصلت على حماية إضافية في مؤتمر اتفاقية التجارة الدولية في الأنواع المهددة بالإنقراض.

وشملت الحماية أنواعا أخرى منها شيطان البحر المحيطي الضخم وكذلك القرش الحريري، للحفاظ عليها من مخاطر الإنقراض.

وشهدت أعداد أنواع القرش تلك تراجعا كبيرا على مدار العقود الماضية، بسبب الطلب المتزايد على تجارة زعانفها.

ويكثر الطلب على أسماك الشيطان لأهمية خياشيمها الداخلية في الطب التقليدي الصيني.

ويعتقد الداعون إلى حماية أسماك القرش أن إجراءات الحماية، التي توفرها اتفاقية التجارة الدولية في الأنواع المهددة بالإنقراض، سيساعد في الحفاظ على بقائها.

قروش قليلة حظيت بحماية

 

أسماك الشيطان الطائرة يمكنها القفز خارج الماء حتى ارتفاع مترين والتحليق في الهواء لعدة ثواني، كما يمكنها أيضا الغوص لأعماق سحيقة

وتشير التقديرات إلى أن 100 مليون سمكة قرش من جميع الأنواع المعروفة قتلت في مصايد تجارية، وغالبا بهدف بيع زعانفها في أسواق الصين وهونغ كونغ.

ورغم حجم عمليات الصيد إلا أن ثمانية أنواع فقط حظيت ببعض الحماية وفقا لإتفاقية التجارة الدولية في الأنواع المهددة بالإنقراض.

وخلال الاجتماع السابق في تايلاند 2013، تم إضافة أنواع مثل قرش المطرقة والطرف الأبيض المحيطي وقرش البربيجل إلى الملحق الثاني في الاتفاقية بجانب كل أنواع شيطان البحر.

ويعني الملحق الثاني من الاتفاقية السماح بالإتجار في هذه الأنواع لكن يجب إظهار ما يثبت توفير مصايد مستدامة لها تضمن عدم إنقراضها.

ويحظى قرش ثريشر وكذلك القرش الحريري بنفس الدرجة من الحماية الآن.

ويواجه ثريشر أعلى معدلات خطر الإنقراض من بين كل أنواع القرش الأخرى ووصفه الاتحاد الدولي للحفاظ على الطبيعة بأنه من الأنواع "المعرضة للخطر".

ووصف لوك ووركويك من منظمة بيو شارتابل تراستس الخيرية، قرش ثريشر بأنه "أنديانا جونز" البحر، في إشارة إلى سلسلة الأفلام الشهيرة للممثل هاريسون فرود.

وقال إنها "حيوانات مذهلة، بذيلها الطويل مثل السوط فإنها تمثل أنديانا جونز البحار، وتصعق الأسماك بالذيل ثم تتناولها بسهولة، وهذه هي الأنواع التي يريد الغواصون رؤيتها، لكنها معرضة للإنقراض بسبب التجارة غير المستدامة".

وأوضح أن الاتفاقية الجديدة بإمكانها وقف إنقراض الأسماك لأنها ستُلزم الدول التي تريد الاستمرار في تجارة زعانف قرش ثريشر بإثبات مصايد مستدامة.

 

القرش الحريري يواجه خطر الإنقراض أيضا بسب تجارة زعانف القرش الرائجة في الصين وهونغ كونغ

عملية سلسة

أما القرش الحريري، والذي حظي بهذا الإسم لنعومة أنسجة جلده، فإنه يعيش في المياه الإستوائية الأكثر دفئا.

وتقل أعداده في المحيطين الأطلسي والهادئ، ويقدر التراجع بحوالي 70 بالمئة في جميع المناطق التي كان يوجد بها هذا القرش.

ويتميز هذا القرش بحاسة سمع قوية للغاية تساعده في صيد أسماك التونة والأخطبوط، لكن حبه للتونة يتسبب له أزمة ويصطدم بشباك الصيد ويعلق بها أثناء مطاردته السريعة لتلك الأسماك.

أما أسماك الشيطان الطائرة فيمكنها القفز خارج الماء حتى ارتفاع مترين والتحليق في الهواء لعدة ثواني، كما يمكنها أيضا الغوص لأعماق سحيقة حتى 2 كيلومتر لمدة تصل إلى 90 دقيقة.

ومن أهم نقاط ضعف هذه الأنواع ميلها للتجمع بأعداد كبيرة والسباحة والتحليق معا، مما يجعلها هدفا سهلا للصيد.

وتمثل قيمة كبيرة في الأسواق نظرا لاهتمام الصينيين بها، إذ تستخدم الخياشيم في تحضير حساء يساعد في علاج الحمى والأمهات المرضعات.

ورغم معارضة كل من اليابان ونيوزيلندا، إلا أن حماية تلك الأنواع حظيت بأغلبية كبيرة بين المشاركين في المؤتمر تراوحت بين 70 و80 بالمئة.

ويمثل هذا تطورا في الموقف الدولي مقارنة بالمؤتمر قبل ثلاثة أعوام الماضية في تايلاند، عندما حظي التصويت على حماية ثلاثة أنواع من سمك القرش بالأغلبية الضرورية فقط بفارق صوت واحد.