الطلاع.. فنان كاليجرافي يزين حكايات فلسطين بريشته

رسام الكاليجرافي يزيد الطلاع

غزة / لؤي حمدان/  سوا  /مبتسماً كما لوحته يقف رسام الكاليجرافي يزيد الطلاع "24" عاماً، وقد انتهى لتوه من رسم جدارية "الطفل الباسم" على جدار أحد مدارس اللاجئين وسط مدينة غزة، فخوراً بما انجزه ، لا يعبئ بمظهر هندامه وقد امتلأ ببقع زيت الدهان وألوان الرسم.

ساعات طويلة يقضيها في العمل على جداريات تجمع بين الفن التشكيلي للحرف "الكاليجرافي" والرسم التصويري للشخصيات.

يقول الطلاع لـ "سوا" :"عملي أنّ اُحوِل كل جدار أبيض صامت الى لوحةٍ تحكي عن وطني وقضيتي فلسطين، وأهلي اللاجئين".

والكاليجرافي اسلوب رسم منتشر حول العالم، ويعني الرسم بالتعبير الحرّ للكلمة أو الصورة باستخدامِ أدواتٍ وطرق خاصة ، وهي كلمة إيطالية تنسب للغة اللاتينية وتعني فن الرسم، ومع انتشارها الواسع في أمريكا والغرب إلا ان منشأها المصريين القدماء. وفقا لموقع ويكبيديا

ويتخصص الطلاع خريج التصميم والديكور، برسم وتشكيل الحروف العربية ، بالرغم من بداياته الأولى مع الحرف الانجليزي ، والتي لم يجد فيها ما يمثل هويته وثقافته ، اضافة لتعارضها مع الذوق العام.

يقول الطلاع: "وصلت لمرحلة اتقنت فيها تشكيل وثني الحروف الانجليزية وتقريبها، لكن عدم تقبل الناس لها وصعوبة فهمها سرّع من انتقالي للحرف العربي".

ويضيف: " الحرف العربي صعب المراس لكنه عميق ولا متناهٍ، فهو لا يكُف عن طلب المزيد والمغايرة، خلافاً لما جرى عليه الآخرون في الأخذ منه والتقليد ، وهو عميق لأنه عالم متكامل قائم بذاته، وينبغي فهمه شكلاً وإمكانية".

 الفتاة والكاميرا

لكل فنان فلسفته مع الفن وطريقته في التشكيل والرسم ، وعلى جدارية "الفتاة والكاميرا" زين الطلاع  لوحته بجملة تقول (كنّ أنت تزدد جمالاً)، وهو يؤكد أنه "كـالكاليجرافي" أي يجمع بين الخط العربي والجرافيت.

ويعترف الطلاع بغموض لوحاته، فهو يؤمن بالعمل الفني الشكلي غير المباشر، له شكل ومضمون، مؤكداً أنّ المضمون الحقيقي ليس موجوداً في العمل الفني وحسب، بل عند الإنسان المُشاهد الذي يشعر من خلال هذه المشاهدة بقلق وارتياح ، لذلك على الرسم أن يكون جزءاً غير مقيداً للمارة.

 

 

ويستطرد: " لوحة الفتاة مثلاً تزينها الحروف العربية ، قصدت بها رغبة الكثيرين إخفاء شخصيتاهم الحقيقة مقابل ما يظهر منها، لكني اترك الحرية للمشاهد المار ليفسر معناها كما يرى".

ويشير الطلاع، إلى انّ الخطوط العربية المستخدمة في الفن الكاليجرافي كثيرة ، لكنه يفضل التحرر في لوحاته رغم التزامه بالمبادئ الأساسية للحرف.

وتابع : "هي مسألة تتعلق في فهم الشكل وطاقته وأحياناً فهم ما نريد منه ، وكذلك استخدام اللون والخط والهندسة في بناء اللوحة". ‏

ويرى الطلاع أنّ لـ "خط الثُلث" حظ كبير من الجمال وامكانية الاستخدام ، فتجميع الحروف مع بعضها البعض تشعره بالحرية والارتياح، مع عدم اغفال جمالية بقية الخطوط العربية وامكانيتها.

الفن للجميع

ويحاول رسام الكاليجرافي إيصال فنه الى الجميع فهو لا يتردد في الرسم على التحف والزجاج او المقتنيات الشخصية لمعجبيه كأغطية الهاتف المحمول " الجوال"، أو ساعة اليد، او النقش على الأحجار والرصيف.

يقول الطلاع: " الكاليجرافي لدي فن وليس مهنة، احاول ان اوصل الرسم الى الجميع فأرسم على الأرض وداخل البيوت أزينها والتحف والمقتنيات".

ونوه الطلاع إلى أنّ الكاليجرافي فن وليس مهنة، مبيناً أنّه رفض الكثير من الأعمال التي اشترط اصحابها إلزامه برسم شخصيات معينة فـ لابد للفن ان يمثل كل الشعب لا فئة معينة حتي لا يصبح الفنان منتقداً.

 

 

 

 

ويستخدم  رسامو "الكاليجرافي" علبة بخاخ بألوان مختلفة، اضافة للدهان والفرشاة ، او أقلام اللّبّاد والتلوين المتوافرة في المكتبات والمحلات المتخصصة ببيع أدوات الرسم.

ويوضح الطلاع أنّ الحاسوب والتكنلوجيا قدمت أدوات سهلت العمل ، لكن الفنان يمثل المادة الخام والأساس المبدع لأي عمل فني.

وبالرغم من قلة الاهتمام من قبل المسئولين والجهات ذات الاختصاص يصر الطلاع على مواصلة عمله، حتى بأقل الامكانيات والأدوات .

ويتمنى الطلاع توفير حاضنة للفنانين والرسامين يستطيع كل شخص صاحب موهبة بـ غزة ان يأتي اليها ويمارس هوايته بالرسم دونما قيود.

جدير بالذكر أن هذه المادة الصحفية تأتي ضمن مشروع تعزيز الإعلام الموضوعي في غزة المنفذ من قبل مؤسسة بيت الصحافة والممول من مؤسسة "روزا لوكسمبورغ" الألمانية.

 

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد