أبو مرزوق : لو كانت المصالحة بملعب حماس لانتهى الانقسام
غزة / سوا / قال عضو المكتب السياسي لحركة " حماس " الدكتور موسى أبو مرزوق: إنه لو كانت الكرة بخصوص المصالحة بملعب حركة حماس لانتهت مشكلة الانقسام منذ فترة طويلة، لكن الحقيقة غير ذلك.
وأضاف أبو مرزوق في حوار مع صحيفة "فلسطين" المحلية: "نحن و فتح لم يبق ما نتحاور عليه، والملفات التي وقعنا عليها أصبحت في عهدة رئيس السلطة محمود عباس ويستطيع أن يوافق عليها دون تردد إن شاء".
وأشار إلى أن عباس يضع شرطاً للمضي في المصالحة بعدم انعقاد المجلس التشريعي، "رغم أنه المؤسسة القانونية الوحيدة التي لم تنتهِ صلاحيتها بعد وتحتل إحدى الشرعيات الوطنية الجامعة".
وبين أبو مرزوق أن عباس لا يريد دعوة لجنة منظمة التحرير باعتبارها الإطار القيادي المؤقت الذي يعالج الشأن السياسي الراهن ويعمل على إعادة بناء منظمة التحرير ومجلسها الوطني للانعقاد لمتابعة أعمالها والقيام بمهامها، وأقصى ما ذهب إليه اجتماعها في رام الله ؛ وهذا مستحيل.
اقتراحات الوحدة
وفي موضوع تشكيل حكومة وحدة وطنية، أوضح أبو مرزوق أن عباس يصر على أن برنامج الحكومة هو برنامج منظمة التحرير وأن تلتزم الحكومة بالتزامات المنظمة، لافتا إلى أن جميع الفصائل الفلسطينية وافقت على تشكيل حكومة وحدة وطنية لكن عباس توقف عند البرنامج السياسي للحكومة.
وأكد أن هذا الأمر ترفضه حماس والعديد من الفصائل الفلسطينية لأنها لا تعترف بكيان الاحتلال الإسرائيلي وتصر على مقاومته ولا تلتزم بما التزمت به المنظمة خاصة "نبذ العنف" والتنسيق الأمني والاعتراف بالاحتلال.
وبحسب عضو المكتب السياسي لحماس، فإن حركته ترى أن هناك خيارات أخرى كبرنامج للحكومة وهي وثيقة الوفاق الوطني الفلسطيني 2006، أو برنامج الحكومة العاشرة والتي تشكلت بعد اتفاق مكة.
من جهة أخرى، بين أبو مرزوق أن حماس وافقت على اقتراح وفد حركة فتح بخصوص المصالحة في 15 يونيو/ حزيران الماضي، موضحا أن اقتراح وفد المصالحة لفتح ينص على "أن تؤكد الحكومة على التزامها بحماية المصالح الوطنية العليا للشعب الفلسطيني، وصون حقوقه الوطنية والحفاظ على مكتسباته على كافة الصعد المحلية والإقليمية والدولية".
وينص أيضا، حسب أبو مرزوق، على "الحفاظ على مكتسبات الشعب على كافة الصعد المحلية والإقليمية والدولية، وتطويرها في سياق تحقيق أهدافه الوطنية كما أقرتها قرارات المجالس الوطنية المتعاقبة، ومواد القانون الأساسي الفلسطيني، ووثيقة الوفاق الوطني، وقرارات القمم العربية بما يؤدي إلى قيام دولته المستقلة كاملة السيادة على الأراضي الفلسطينية المحتلة وعاصمتها القدس على حدود 4 حزيران 1967".
وعلى أساس ذلك، تبعا لقول أبو مرزوق: "تحترم الحكومة قرارات الشرعية الدولية والاتفاقيات التي وقعتها منظمة التحرير".
إلا أن أبو مرزوق ذكر أن اللجنة المركزية لفتح رفضت اقتراح وفدها وأصرت على التزامات منظمة التحرير وبرنامجها، موضحا أن ملفي الحريات العامة ومعالجة آثار الانقسام لا خلاف حولهما وهما من مهام الحكومة القادمة.
قضية الموظفين والانتخابات
وأكد أبو مرزوق أن حماس وافقت على تطبيق ما تم الاتفاق عليه في موضوع الموظفين في غزة، مبينا أن المشكلة المتبقية في هذا الجانب رفض أبو مازن استيعاب الموظفين الأمنيين جملة وتفصيلا.
وبشأن الانتخابات الفلسطينية العامة، أكد أن حماس ستوافق على الانتخابات حين يصدر الرئيس عباس مرسوما سواء للانتخابات الرئاسية أو التشريعية أو المجلس الوطني، مستدركا: "ولكن يجب أن يسبق ذلك العمل على تحقيق كامل الالتزامات الخاصة بالانتخابات وخاصة الاتفاقيات التي تم التوقيع عليها كالتزام وأن تشمل جميع المناطق". وتمم بأن "تجربة الانتخابات البلدية الأخيرة ماثلة عند الجميع والتي ما زلنا نعيش أحداثها".
وعن ماذا سيقدم الحوار الوطني الشامل الذي دعا إليه أبو مرزوق مؤخرا، قال: "إن الحوار الثنائي لم يصل بنا إلى إنهاء الانقسام والفصائل الفلسطينية تتهم الطرفين بالفشل وتطالب بأن تكون حاضرة وشاهدة في هذه القضية الوطنية".
وتابع أبو مرزوق: "مصيبة الانقسام وقعت على الجميع ويجب على كل مكونات شعبنا أن تساهم في تجاوز الأزمة"، مؤكدا أن تجاوز الأزمة يتم بتحقيق المصالحة الوطنية.
وأردف عضو المكتب السياسي لحماس قائلاً: "لم يعد هناك ما نتناقش حوله ثنائياً، فليكن الجميع على طاولة الحوار"، مؤكدا أن حركته لم ترفض أي دعوة للحوار الثنائي طمعاً ورجاءً أن نتجاوز هذه الحالة المأساوية.
وبشأن تأجيل الانتخابات المحلية، أوضح أن تأجليها كان خطأً، مبينا أن الخطأ تضاعف عندما تم التأجيل بواسطة القضاء، "لأنه تم تسييسه".
وبين أبو مرزوق أن انعكاسات التأجيل سلبية؛ لأن الانتخابات المحلية هي أبسط الإجراءات في هذا الصدد فهي انتخابات خدمية محلية، متسائلا: " كيف سنبني نظامنا السياسي وندير أمورنا وقد وضعنا أنفسنا في هذا الوضع الصعب، والقادم انتخابات تشريعية ورئاسية ومجلس وطني؟".
وعلى الصعيد ذاته، أكد على رفض حركته إجراء انتخابات محلية في الضفة دون غزة، معتبرا ذلك تعزيزا للانقسام الفلسطيني، ويكرس المناطقية .
مبادرات كسر الحصار
وعن محاولات كسر الحصار، أشار أبو مرزوق إلى أن الحصار على المستوى الشعبي مرفوض عالمياً وأممياً والأمين العام للأمم المتحدة دعا عدة مرات لإنهائه وسار المتضامنون ضده براً وبحراً عشرات المرات لكسره.
ولكن هيمنة القوة، وفق أبو مرزوق، كانت تمنع كل ذلك، مشيرا إلى ما حصل في بعض المرات من قتل للمتضامنين كما جرى مع السفينة التركية "مرمرة"، التي اعتدى عليها جيش الاحتلال الإسرائيلي وسقط فيها 10 شهداء أتراك.
ولفت إلى أن الاحتلال يمنع بالقوة أي تحرك لكسر الحصار، مؤكدا أن الاحتلال مصر على فرض الحصار على قطاع غزة، بذرائع كثيرة يخلقها ليبرر هذه الأفعال المجرمة.
وبخصوص مبادرات رفع الحصار، بين أن الاحتلال رفض المبادرات الأخيرة وهي التحرك التركي لكسر الحصار عن غزة، ورفض محاولات ومطالبات قطاع غزة باستئناف العمل في الميناء البحري واستعمال مطار رفح الذي تم قصفه أثناء انتفاضة الأقصى.
الوضع الإقليمي
وأكد أبو مرزوق في هذا الجانب أن حماس تبذل أقصى جهدها وتتحرك على كافة الصعد من أجل كسر الحصار عن غزة، مشددا على أن حركته لا تقبل أن يعيش أبناء الشعب الفلسطيني في القطاع بسجن كبير.
وفي هذا السياق، أوضح أن حماس تتواصل مع المصريين من أجل فتح معبر رفح بصورة تسمح لسكان القطاع بالتنقل والتواصل مع العالم لاسيما عمقهم العربي.
وأكمل فيما يتعلق بالوضع الإقليمي، قائلا: "إن حركته تنأى بنفسها عن الصراعات بين الدول ولا تتدخل بالشئون الداخلية لأي دولة، ولا تصطف في محور مقابل محور آخر".
وجدد أبو مرزوق تأكيده على أن حركته تسعى لأن تكون بوصلة الصراع بين مجمل مكونات الأمة ودولها مع الاحتلال الإسرائيلي الظالم، مبينا أن هذا الموقف إنساني يمليه الوقوف في وجه الظلم والانحياز للحق والصواب.
عضو المكتب السياسي لحماس، قال أيضا: " نحن مع علاقات مفتوحة مع جميع الأطراف عدا الاحتلال الإسرائيلي"، وزاد: "نراكم الإيجابيات في العلاقة ونحاول تجنب كل ما يسيء إلى العلاقات مع أي طرف من الأطراف ".
كما أكد أبو مرزوق "نحن مع الشعوب وننحاز لقضاياها ومصالحها ولا نساوم في حقوقها ونشعر بنفس الأمة وآمالها وطموحاتها والمستقبل واحد، قائلا: "حماس مع استقرار الإقليم وحل القضايا العالقة بالحوار السياسي المسئول فهو السبيل الأساس لحل الخلافات وحسم الصراعات؛ وأن استخدام القوة في الخلافات الداخلية انتحار ذاتي".
الانحياز الغربي للاحتلال
وتطرق إلى الانحياز الأمريكي للاحتلال، بأنه "جزء من الانحياز الغربي بصورة عامة، حيث إن الغرب هو من وعد بإنشاء الاحتلال عند تقسيم المنطقة للحيلولة دون نهضة الأمة وبناء مستقبلها، وذلك للحفاظ على حالة التمزق التي أوجدها بل ومحاولة تقسيم المقسم أيضاً".
أبو مرزوق، رأى أن الغرب هو الذي "يحافظ على هذا الوجود ويمده بأسباب الحياة ويحميه على المستوى الإقليمي بالقوة وعلى المستوى الدولي بالسياسة والدبلوماسية".
وأردف القيادي في حماس قائلاً: إن "الغرب جعل المسألة اليهودية وأمن الكيان الصهيوني جزءا من أمنه يخوض من أجله الصراعات والحروب وفي سبيله يدفع بالمساعدات والهبات".