اسرائيل تقر بفشلها في وقف الهجمات الفلسطينية
القدس / سوا / قال الخبير العسكري الإسرائيلي في صحيفة إسرائيل اليوم يوآف ليمور إن مرور عام كامل على موجة العمليات الفلسطينية التي اندلعت بمثل هذه الأيام العام الماضي يذكر الإسرائيليين بالمسلسل اليومي من الهجمات الفلسطينية الدامية.
وأضاف أنه "رغم وجود تقدير موقف أمني في إسرائيل يفيد بأننا بعيدون عن تسمية ما يحدث بأنه انتفاضة، لكن أمامنا أيام قد تشهد المزيد من محاولات قتل الإسرائيليين، مما يعني أن إسرائيل لا تملك حلولا سحرية لهذه الموجة".
وذكر أن تجدد موجة العمليات في الأسبوعين الأخيرين يشير إلى أن مزاعم إسرائيل بالقضاء على موجة الهجمات مبالغ فيها، لأن أسباب اندلاعها قبل عام ما زالت قائمة دون إجراء تغيير جوهري في الوضع، مما يعني أن الواقع الذي تحياه الأراضي الفلسطينية مرشح للدفع نحو تنفيذ عمليات جديدة في المستقبل القريب.
وأوضح ليمور -وهو وثيق الصلة بالمؤسسة العسكرية الإسرائيلية- "صحيح أننا لا نحيا انتفاضة حقيقية بمشاركة الجماهير الفلسطينية كما كان في الانتفاضتين السابقتين لكن السلطة الفلسطينية بجميع أجهزتها تبذل كل جهودها لإحباط الهجمات ضد الإسرائيليين خشية على مستقبلها وعدم انهيارها".
وأشار إلى أن الاستنتاج الأساسي من مسيرة العام الماضي لاندلاع هذه الموجة من العمليات أنه لا حلول سحرية لها تمتلكها إسرائيل، بل أمامها سلسلة طويلة من الإجراءات بعيدة المدى: عسكرية، تكنولوجية، اقتصادية، سياسية، نفسية، إعلامية، لأن دوافع تنفيذ الهجمات تتراوح بين الدينية والقومية والاقتصادية والشخصية.
وأكد ليمور أن العمليات الفلسطينية تركزت في معظمها بمدينتي القدس والخليل، وهما معقلان دينيان واضحان، وتشهدان احتكاكا دائما بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
ونقل ليمور عن القائد العسكري الإسرائيلي في الضفة الغربية الجنرال ليئور كرملي قوله إن الجيش لم يمتلك في الأشهر الأولى من هذه العمليات الوسائل المناسبة لمواجهتها، لكننا سرعان ما تمكنا من تحسين أدائنا بمواجهة العمليات من خلال إنهاء أي محاولة لوجود لقاء مباشر بين أي مسلح فلسطيني وجندي إسرائيلي، بما في ذلك الأهداف الاستيطانية.
ورسم كرملي خريطة الطريق المفضلة لمنفذي العمليات في مناطق الضفة الغربية، مثل غوش عتصيون، والحي اليهودي في الخليل، وبوابة بنيامين قرب رام الله ، ومحطة الوقود في شارع 443، ومستوطنة تفوح، ومدخل نابلس ، وميدان مدخل مستوطنة أريئيل، وفي جميع هذه المناطق تم الحد من حرية حركة الفلسطينيين، وفصلهم عن الإسرائيليين، مما أدى إلى انخفاض ملحوظ بعدد العمليات بعد أن أيقن منفذوها أن فرص نجاحها تتراجع.
وقد أحصى يوآف ليمور جملة أرقام ذات دلالات جوهرية، أهمها أن العام الماضي شهد وقوع 334 عملية ومحاولة عملية نوعية، منها 192 عملية طعن، ومئة هجوم بالسلاح الناري، و33 عملية دعس بالسيارات، وتسع عمليات وضع عبوات ناسفة وقد أسفرت جميعها عن قتل 39 إسرائيليا من المستوطنين والجنود وأفراد قوات الأمن.
على الجانب الفلسطيني، بلغ عدد الشهداء 199 فلسطينيا، واعتقل الجيش الإسرائيلي قرابة 3570 فلسطينيا، بينهم 1200 متورط بتنفيذ هذه العمليات والتخطيط لها، وإحباط 340 هجمة قبل تنفيذها، بينها 12 عملية تفجيرية، وعشر محاولات لتنفيذ عمليات اختطاف إسرائيليين، وإحباط أكثر من 120 هجوما بإطلاق نار، كما تمت مصادرة ملايين الشيكلات التي كانت معدة لتمويل هجمات مسلحة.