كيف تتفادى الفشل في كتابة القصص والروايات؟
واشنطن/ سوا/ كثيرون يطمحون في كتابة قصص قصيرة أو روايات ناجحة، يجربون ثم يواجهون بالفشل، فما هي النقاط أو النصائح التي يجب التركيز عليها؟!
هذا المقال عن: "كريستيان موفيز" للكاتبة الأميركية ديبورا أوين، يضعنا أمام تحديات كتابة القصص والروايات، وكيف يمكن أن ننحو بشكل صحيح إلى النجاح خطوة فخطوة.
اتبع السوق
تتطلب بنية القصة القصيرة أو الرواية أن تتخلى عن كل الأفكار ذات الهوى الشخصي، حيث تصبح القاعدة بسيطة جدا، وهي اتباع متطلبات السوق، وإلا فلا أحد سوف يهتم بما تكتب.
ومنذ فجر التاريخ فإن هيكل القصة القصيرة لم يتغير كثيرا، فالقصص حاضرة منذ القديم وحتى في جدران الكهوف، وكلها تحمل البنية نفسها. لهذا فلا تحاول إعادة اختراع ما هو موجود.
وإذا كان لكل قصة قصيرة من موضوع محدد، فإن هذا الخيط الخفي الذي ينظم من البداية إلى النهاية، يقوم بتوليد رسالة صامتة للقارئ، هو الذي يقوم باستكشافها.
على سبيل المثال فإن "موبي ديك" القصة الشهيرة، ليست هي قصة عن اصطياد الحيتان، إنما تدور حول فكرة الانتقام، كما أن رواية "ذهب مع الريح" هي الأخرى ليست عن الحب إنما عن التلاعب القذر لـ "سكارليت" بطلة الرواية وحب السيطرة الذي يدمر كل شيء.
حدد الموضوع بدقة
وهنا يكون السؤال: ما هو موضوع قصتك؟
فعندما تعلم بالموضوع العام وتستطيع تحديده، فكّر في المشهد الأوسط من القصة، العقدة، وهو الذي يحدد بقية البناء للقصة كلها.
ومن ثم حاول أن تتصور الإطار العام كله في عقلك، واكتب ملاحظات حول ذلك، ومن ثم حرك قصتك بكليتها باتجاه تحقيق الهدف منها.
إن أي قصة يجب أن تتضمن صراعا من نوع ما، وإلا أنك سوف تفشل.
حدد ما هو محور الصراع أو الحبكة الذي تقوم عليه قصتك..
وفي العادة هناك 5 أنواع:
صراع فردين: رجل أو امرأة أو طفل في مواجهة مع أي شخص آخر
صراع البشر والطبيعة: أي مواجهة بين الإنسان والطبيعة كتحدي عاصفة أو حيوان شرس.
الصراع مع الذات: وهنا ينصح المبتدئين بالابتعاد عن هذا النوع، التي تتعامل مع رجل أو امرأة أو طفل يتعاركون مع أنفسهم وهواجسهم الشخصية، وهذا النوع من القصص من الصعب أن تتوصل فيه إلى نتيجة حاسمة.
صراع المجتمع: رجل أو امرأة أو طفل يتعارك ضد أقرانه أو مجموعة من الناس أو المجتمع ككل، أو المنظمات أو السلطة وغيرها.
الصراع بين الإنسان والآلة: وهي قصص الخيال العلمي في الغالب حيث مواجهة البشر مع الكائنات الذكية والفضائية والآلات.
كيف تبدأ؟
لا تبدأ من حيث تكون البداية، مثلا إن افتتاح القصة بمشهد عادي لم يعد له جدوى.
فالقراء اليوم لهم عقلية جمعية تقوم على البحث عن الترفيه وعشق الألعاب الإلكترونية وأفلام الأكشن السريعة والقصص المتسارعة.
لهذا ابدأ الفقرة الأولى بأمر خاطف ومباغت، من الممكن أن تكون جزئية مأخوذة كفلاش باك، أو من وسط القصة.
وفي هذه الأيام يحاول أغلب الكتاب الكتابة عبر الصوت الثالث (هو، هي) لهذا لا تكتب قصة عبر الصوت الأول (أنا) إلا إذا كنت مضطرا لذلك.
توصيف الشخصيات
تأكد من توصيف الشخصيات وهذا درس لحاله، لكن من الواجب أن تضع حوالي 50 نقطة توصف بها، الشخصيتين الرئيسيتين في القصة، كيف يكونان، كيف يفكران، من أين جاءا؟! مع وصف عام للهيئة، وغيرها من أمور.
اهتم بالحوار
كما أن أي قصة لابد فيها من حوار، وإذا كنت تعتقد أنك لا تستطيع كتابة حوار مقنع، أو يمكنك فعل ذلك، فاذهب إلى مطعم وانصت للناس ماذا يقولون، بل دوّن ذلك. كن مهووسا بالتصنت، وحتى لو كان ذلك من سوء الذوق، فإنه يظل أفضل معلم متاح.
وأخيرا.. الرغبة والجدية
وإذا ما كنت راغبا بجد في الكتابة فسوف تفعل ذلك، لأن الكتابة هي مهارة مكتسبة، خذ قلما وورقة أو آلة كاتبة أو كمبيوتر وابدأ، وسوف تنجح. ولا تتوقف مارس إصرارك وتعلم بلا هوادة إلى أن تحقق طموحك.