مناظرة صحفية حول ضعف النقابة وعلاقته بتزايد الانتهاكات
غزة /سوا/ "تصاعد الانتهاكات ضد الصحفيين يعود إلى ضعف النقابة وتشتت الجسم الإعلامي"؛ كانت هذه هي المقولة التي تناظر حولها فريقان من الإعلاميات والإعلاميين، في مناظرة نظمتها مؤسسة فلسطينيات بالتعاون مع مؤسسة هينريش بول الألمانية حضرها لفيف من الصحافيين.
مديرة مؤسسة فلسطينيات وفاء عبد الرحمن التي أدارت المناظرة استهلتها بتأكيد أهمية المناظرات كمنهج للحوار على مختلف الصعد، فالفكرة هي احترام الرؤية المغايرة على ان تجتمع كل الأفكار لتشكّل رؤى مهمة في المستقبل.
ووضحت أن الفريقين المتناظرين سواء في التأييد أو المعارضة ليس بالضرورة أن يتبنيا الفكرة وإنما القرعة هي من قررت من سيكون مع ومن ضد، وأن المناظرة ليست حول من يؤيد أداء النقابة ومن يقف ضدها، بل هي فتح نقاش حول الانتهاكات ودور الأجسام الصحفية وعلى رأسها النقابة في مجابهة هذه الانتهاكات، وعليه يكون دور لجنة التحكيم بالنظر في قدرة كل فريق في استخدام الحجج والبراهين والقدرة على الاستجواب، بغض النظر عن موقف لجنة التحكيم من المقولة أو من الواقع.
الفريق المؤيد للمقولة تكون من الصحفيين يوسف أبو كويك، محمد أبو شحمة، ومحمد هنية، أما الفريق المعارض فتشكل من الصحفيات دعاء مصلح، ونور السويركي وتغريد العمور، أما لجنة التحكيم فتشكلت من الإعلامية لنا شاهين والصحفية بيسان شحادة والكاتب توفيق أبو شومر.
في بداية المناظرة تحدث يوسف أبو كويك من الفريق المؤيد أن ضعف النقابة جرّأ السلطات الحاكمة في الضفة الغربية وقطاع غزة على ارتكاب الانتهاكات بحق الصحفيين، وسرد بيانات صادرة عن عدة لمؤسسات لحجم الانتهاكات في السنوات الأخيرة، وأن من لعب دورًا في الدفاع عن الصحفيين هم الصحافيون المستقلون.
لترد الصحفية دعاء مصلح من الفريق المعارض بأن هناك أسباب غفلها الفريق المؤيد لتزايد الانتهاكات ضد الصحفيين أولها وقوعنا تحت الاحتلال وكذلك وقوع الصحفيين النقابة نفسها ضحية الانقسام السياسي، بالتالي فإن هذه الظروف أكبر بكثير مما يمكن أن تقدمه النقابة.
عاد محمد أبو شحمة ليؤكد المقولة ويقول أن النقابة غابت حتى عن الدفاع عن الصحفيين الذين تعرضوا لانتهاكات ورفضت المبادرات التي تسهم في حل المشكلة ومنها مبادرة نادي الإعلاميا، فردّت الصحفية نور السويركي بأن حجم الانتهاكات لم يكن تاريخيًا مرتبطًا بضعف أو قوة النقابة إنما بعوامل أخرى رغم ذلك فالنقابة تبذل جهودًا مكثفة من أجل مساعدة من يتم انتهاك حقهم.
في نهاية المناظرة أكد محمد هنية من الفريق المؤيد أن غياب الانتخابات أيضًا عن جسم النقابة كان سببًا في ضعفها، لترد الصحفية تغريد العمور في ختام المناظرة إن مواجهة مثل هذه الانتهاكات تحتاج لتضافر كل الجهود وليس النقابة فقط.
في النهاية أعلنت لجنة التحكيم فوز الفريق المعارض للمقولة وهن فريق الصحفيات بحصولهن على 96% مقابل 94% للفريق المؤيد وذلك استنادًا إلى قوة وعدد الحجج التي تم استخدامها في الخطابات والاستجواب.
المناظرة شهدت مشادّة كلامية بين عدد الحضور الذين حملوا آراء مختلفة حول دور نقابة الصحفيين، لتعود عبد الرحمن وتؤكد من جديد أن الهدف طرح الحوار على الطاولة وأن يشكّل الصحافيون نموذجًا في التحاور بالحجة والبرهان والوصول إلى نقاط اتفاق.
وتختم أن المناظرات هي جزء من فلسفة فلسطينيات الهادفة إلى تعزيز الحوار بالعقل ونبذ التعصب والتمترس خلف الآراء الشخصية الجامدة واطلاق المجال للاستماع للرأي الآخر.
وقد قررت فلسطينيات في نهاية المناظرة تبني برنامج مناظرات (دوري) خاص بالصحافيين والصحافيات يمثلون فيه مؤسساتهم/ن الاعلامية.