الهندي: العدوان فشل في تصفية المقاومة وبدأنا الاعداد للجولة المقبلة

غزة / سوا/ انطلقت عقب صلاة الجمعة مباشرة مسيرة جماهيرية حاشدة من المسجد العمري وسط مدينة غزة دعت لها حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، احتفاءً بانتصار المقاومة في معركة "البينان المرصوص".

وأكد القيادي في حركة الجهاد الإسلامي الشيخ خالد البطش خلال خطبة الجمعة، على انتصار المقاومة ، وقدرتها على مفاجأة العدو ، والحاق الخسائر في صفوف جنوده. وأكد أن سلاح المقاومة خط أحمر لا يمكن ان يتم القبول بوضعه على طاولة المفاوضات.

وتقدم المسيرة الجماهيرية الحاشدة قيادات من حركة الجهاد الإسلامي وكوادرها وعناصرها متجمعين في ساحة فلسطين، وجابوا شوارع المدينة قبل ان يصلوا مقر الاحتفال حيث الكلمات لعضو المكتب السياسي للحركة محمد الهندي، وكلمة المتحدث باسم سرايا القدس الجديد أبو حمزة.

من جهته قال محمد الهندي عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي:" إننا نحتفل اليوم بثالث عدوان إسرائيلي على شعب أعزل محاصر وثالث انجاز على طريق تحرير القدس. موجهاً التحية لشعب فلسطين الذي احتضن المقاومة ودفع الفاتورة الاكبر للعدوان.

وأضاف أن الشعب افشل مخطط الاحتلال الذي حاول ان يصنع شرخاً بينه وبين المقاومة من خلال القصف المجنون للبيوت والابراج السكنية وان صدر من أهل البيوت المدمرة والعوائل المكلومة من الارامل والايتام في كل المواقع الا ما يرضي الله, ونقول لهم لو بذلنا كل شيء لخدمتهم لا نوفيهم حقهم. كما حيا فصائل المقاومة لسرايا القدس وكتائب القسام وكل فصائل المقاومة الذين ثبتوا في الميدان وقدموا الشهداء مقبلين غير مدبرين وقدموا القادة الهداء تحية لأرواح الشهداء صلاح ابو حسنين دانيال منصور شعبان الدحدوح محمد أبو شمالة رائد العطار وكل شهداء شعبنا ومقاومتنا جميعا جزاهم الله عنا خير الجزاء. كما حيا الفلسطينيون في الضفة الغربية والأراضي المحتلة عام ـ48 ، والشتات ولشعوب الامة التي تتحرك دوما للدفاع عن فلسطين والقدس ولكل احرار العالم الذين بتفاعلهم قالوا ان غزة ليست وحدها في الميدان بل هي تدافع عن كل معاني الخير والحق في هذا العالم.

وأكد عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي فشل العدو الاسرائيلي الذي استهدف بعدوانه تصفية قضية فلسطين بتصفية المقاومة مستغلا لحظة ما بدا وكانه انهيار للوضع العربي في حرائق داخلية، موضحاً ان استعداد المقاومة وصمود الشعب الذي لم يتأوه رغم حجم المحرقة , قلب السحر على الساحر ليس في فلسطين وحدها بل في المنطقة والعالم ويتحول العدوان إلى معركة فاصلة لها ما بعدها ستحدد مستقبل غزة وفلسطين وتؤثر في تحديد مستقبل المنطقة لسنوات قادمة.

وقال :" إن جيلاً جديداً يتشكل وعيه في ضوء العدوان, يدرك عمق ارتباط فلسطين بالأمة ومصيرها بمصيرها فليس هناك نهضة حقيقية ولا استقلال حقيقي لأي قطر ما لم يعمل على تحرير فلسطين وتقويض المشروع الصهيوني فيها كما أنه ليس هناك تحريرا لفلسطين مالم تنهض الامة وتقوم بواجبها,  لذلك ممنوع ان نتحرر أن نأخذ حقوقنا, ممنوع على الأمة أن تنهض أن تستقل , واذا حاولنا تبدأ المؤامرات. وأضاف :" اننا في فلسطين قررنا أن ندفع ثمن تغيير هذه المعادلة الظالمة من بيوتنا المهدمة من أشلاء أطفالنا من معاناة آبائنا وأمهاتنا, لأننا شعب حر ونعرف ثمن الحرية.

وقال د. الهندي :" إننا نريد لشعبنا أن يتحرر ولأمتنا أن تنهض ولا سبيل لذلك إلا بمواجهة التغول الصهيوني في المنطقة ونحن رأس حربة الأمة في هذه المواجهة لذلك كانت هذه الملحمة التي ستورث شعبنا عزاً وكرامة وأمتنا نصراً وحرية رغم الالم والمعاناة. وعلى خلفية المعاناة والانتصار نوجة رسائلنا للجميع.

فالرسالة الأولى للعالم : نوجه التحية لكل من تضامن معنا في هذا العدوان, من شخصيات وقوى ومؤسسات بل ودول في أمريكا اللاتينية وغيرها ولكل من دعم المقاومة ووقف بجانبها اليوم وفي كل وقت, و نفرق بين هؤلاء وبين النظام الدولي الذي يجب أن يطأطئ رأسه خجلاً من الجرائم التي ارتكبتها باسمه "اسرائيل" والتي فيها إهانة لكل البشر ولا يغني هذه الحكومات المتواطئة أي ثرثرة عن حقوق الانسان والحرية والديمقراطية لأنها اثبتت أنها بلا انسانية ولا ضمير. موضحاً أن اسرائيل القت على غزة 20000 طن من المتفجرات نصيب كل فرد في غزة قرابة 13كجم متفجرات.

ولفت إلى أنه في الذكرى 69 لهيروشيما أقامت "إسرائيل" هيروشيما جديدة لأهل غزة أمام سمع وبصر ونفاق العالم , حيث شردت ثلث سكان القطاع ودمرت عشرات آلاف البيوت وقتل ما معدله 1300 شهيد لكل مليون وجرحت ما معدله 6000 مصاب لكل مليون. وأن 86% حسب الاحصاءات الحقوقية للشهداء هم من المدنيين.

وأكد على أن إسرائيل التي تمتلك الأسلحة الذكية وأكثر السلاح تطوراً لا تقتل سوى اطفال ونساء, وحتى المقاومين الذين استشهدوا لم يكونوا في معظمهم في ميدان القتال بل في بيوتهم ومساجدهم لأن عملهم أساسا في المؤسسات الاجتماعية والاعلامية.

أما الأسلحة البدائية محلية الصنع (صواريخ المقاومة) فهي تقتل العسكريين في ميدان القتال وحسب احصاءات العدو قتل ما نسبت5% فقط من المدنيين.

وقال، رغم هذه المعادلة إلا أن بعض قادة العالم يتشدقون بحق اسرائيل في الدفاع عن النفس.، مؤكداً على أن المحتل ليس له حق الدفاع عن النفس وعليه انهاء الاحتلال ومن حق الشعوب المحتلة ان تدافع عن نفسها بكل الوسائل.

ووجه الهندي نداءاً لكل أصحاب الضمائر وحقوق البشر بأن كل من صمت عن صور المجازر في غزة فهو مشارك في القتل.

وفي الرسالة الثانية التي وجهها الهندي للأمة، قال :"نحن اخوتكم ونحن جزء منكم من أمة عريقة لها ثقافة وحضارة وتاريخ فلسطين لكم والقدس قدسكم ومسرى نبيكم نحن منكم واليكم قوتنا قوة لكم وضعفنا قوة لعدوكم اسرائيل التي تستهدفكم جميعا تستهدف الهيمنة على المنطقة حتى من يعتقد ان مصالحة تتقاطع مع مصالحها، واليوم نحن في الخندق الاول ندافع عن أمن واستقرار المنطقة امام تغول اسرائيل وندفع الثمن سلفا من بيوتنا واشلائنا لدفع هذا الظلم.

وأكد بأننا ليس لنا مشكلة مع أحد سوى هذا العدو الذي يغتصب أرضنا ويقتل شعبنا, وأن شعبنا باحتياجكم في هذا الصراع الطويل، مبشراً بان امبراطورية الشر المسماة اسرائيل بدأت تنهار وان هذا الجنون الذي ترتكبه في غزة ما هو الا مظهرا من مظاهر انهيارها.

وقال :" إذا جاز لنا أن نسامح من صمت وتشكك في المقاومة فإننا لا نسامح احدا لا يساعد في اعادة اعمار ما دمرته الة حرب العدو.

ووجه الهندي في رسالته للسلطة الفلسطينية، بان اتفاق اوسلو تم تشييعه إلى مثواه الأخير الغير مأسوف ، وأن اوسلو دفنت تحت ركام غزة كما قال الاخ د. رمضان عبد الله بالأمس ولا معنى لأن يستمر أي ترتيب بين السلطة والعدو الذي يستهدف غزة وهي تحت مسؤولية السلطة وحكومتها.

وقال :" لقد أعلن العدو بهذا العدوان نهاية مرحلة أوسلو، وأننا بحاجة إلى إعلان استراتيجية وطنية جديدة وتحديد خطوات لا يمكن تجاوزها وأهمها تفعيل الاطار القيادي لإعادة بناء م.ت.ف وتأكيد خطوات وحدة شعبنا بجميع فصائله والتي بدأت مع حكومة الوحدة والوفد المشترك. وإعلان وقف التنسيق الأمني مع العدو فورا وتشجيع التحركات الشعبية للتصدي للعدو في الضفة الغربية فالمعركة الاساسية هناك والتصدي لسياسة التهويد والاستيطان وعدم العودة للمفاوضات العبثية تحت أي ذريعة بعد كل هذه التجارب المريرة ولا يمكن للاستيطان ان ينتهي بالمفاوضات بل على ارض الميدان. وتوقيع بروتوكول روما فوراً وملاحقة مجرمي الحرب الصهاينة بكل جدية. والتمسك برفع الحصار والتأكيد أنه غير قابل للمقايضة أو المجاملات الفارغة لأنه مطلب لكل الشعب في كل مكان , والتحضير لإعمار غزة عبر هيئة وطنية يتفق عليها الجميع.

وفي رسالته الرابعة الموجه للمنافقين المرجفين في الأمة في الاعلام في الذاكرة في الافتاء الذين نعرفهم في لحن القول للذين راهنوا على هزيمة غزة ونبحوا ضد المقاومة وذرفوا دموع التماسيح على دماء أطفال غزة للصهاينة العرب نقول : انتصرت غزة بمقاومتها بأطفالها ونسائها ورجالها , انتصرت غزة في أسوء المراحل اختلالا للقوى على المستوى العسكري والسياسي. لأن إسرائيل تمتلك أحدث وسائل القوة وآلة التدمير والتجسس أمام فصائل وشعب محاصر منذ 8 سنوات خاضت خلالها حربين مدمرتين. وعلى الصعيد السياسي هناك انحياز دولي كامل لإسرائيل وانكفاء عربي في صراعات داخلية، فانتصرت غزة وارتكستم في غيظكم وخيبتكم لم تنالوا خيرا.

وأكد أن العدوان في غزة لم يكن على حركة حماس فقط، بل على فلسطين الشعب والقضية وعلى الامة وعلى كل حر في هذا العالم. موضحاً أن هناك اعتراف في اسرائيل بالهزيمة أو على الاقل جدل حول جدوى العدوان على غزة ونتائجه وأنتم لازلتم تروجون لإضعاف المقاومة واصطفافات جديدة في المنطقة.

وتابع الهندي موجهاً رسالة للعدو الاسرائيلي قائلاً :" أيها الاسرائيليون أتظنون أنفسكم أذكى من غيركم, ماذا حققتم بهذه الطائرات والبوارج والدبابات والجيش الذي لايقهر , لقد حققتم هدفين وهما أنكم دمرتم البيوت على رؤوس الأطفال والنساء وزرعتم بذلك حقدا جديدا سينفجر في وجوهكم. والثاني انم دمرتم أسطورة جيش اسرائيل وعادت صورة جيشكم كما بدا عصابة من القتلة تستهدف المنازل والمشافي والاسعاف والمدارس ودور العبادة وانكشفت حقيقتكم كما بدأتم كيان متوحش متعطش للدم.

وفي رسالته الاخيرة التي خصصها للشعب الفلسطيني في غزة والضفة والـ48 والشتات، أكد بأن غزة انتصرت انتصاراً عزيزاً واضحا يستحقه شعبنا المكلوم الصابر, وأنه لأول مرة في تاريخ هذا الكيان اسرائيل عاجزة مترددة تستجدي أمن حيفا وتل أبيب رغم أكثر من20 ألف طن من القنابل صبتها طائراتها وبوارجها ومدافعها على رؤوس المدنيين وبيوتهم ومدارسهم ومشافيهم , والمقاومة تضرب جيشهم رمز قوتهم وجبروتهم حتى آخر لحظة وصواريخ السرايا والقسام والمقاومة تقصف غلاف غزة وصولا الى تل ابيب التي بات قصفها مسالة عادية.

ووجه التحية لكل فصائل المقاومة وعلى رأسها سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي وكتائب القسام وكل كتائبنا المقاتلة وقال موجهاً رسالة لهم:" لقد حققتم العصف المأكول بالبنيان المرصوص, فمزيدا من رص الصفوف والتنسيق واحكام البناء, نقاتل معا نستشهد معا نواجه المؤامرة معا ونصنع لشعبنا فجرا وحرية. بوسائل غير تقليدية لصراع غير تقليدي وغير متوازن استطعتم ان تحققوا كل هذا الانتصار.

وقال : ان فخر هذا الانتصار أن الصاروخ الذي ضرب حيفا وتل أبيب صناعة فلسطينية وأن القناص الذي قنص جنود نخبة العدو صناعة فلسطين. البراق صناعة فلسطينية و ام 75 صناعة فلسطينية و R160  صناعة فلسطينية.

وقال :" في اليوم الذي نخرج فيه للاحتفال بهذا النصر فإننا يجب أن نستعد للجولة القادمة ونبدأ باستخلاص العبر وأن لا يصيبنا الغرور, فعدونا ماكر ودموي واسرائيل كما كل الامبراطوريات, عندما تنهار تصبح أكثر دموية وشراسة فهذا وقت العمل, وأول العمل أن نتجند جميعا في فصائل المقاومة لخدمة أهل وشعب المقاومة الذين لولا صبرهم وثباتهم ما تحقق هذا الانجاز , نتجند جميعا بعيدا عن أي حسابات فصائلية لخدمة الأيتام والأرامل والثكالى والعوائل التي فقدت منازلها وفقدت كل شيء, وندعو الى ايوائهم فورا في بيوت تحفظ كرامتهم دون انتظار أي مساعدات خارجية لا نعرف متى تصل.

وأوضح أن المقاومة تستعد للجولة القادمة بفهم طبيعة هذا الصراع فهو ليس صراعا على مسار الجدار أو مصادرة قطعة أرض للاستيطان كما حاولوا تضليلنا في متاهة أوسلو ولا هو أيضا صراع على ميناء ومطار لغزة رغم أهمية ذلك بل هو صراع على الوجود وعلى التاريخ والعقيدة, فهذه الأرض لنا من بحرها إلى نهرها ووجودهم طارئ ولا مجال للمساومة.
اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد