العمل عن بُعد بغزة.. ملاذ الخريجين من البطالة
غزة / وكالة سوا/ مها علي أبو طبيخ/ تعد تقنيات التكنولوجيا الحديثة والإنترنت بوابة للانفتاح على العالم الخارجي واستخدامه في رحلة البحث عن عمل في ظل أزمة البطالة المتفاقمة في قطاع غزة، بحيث يمكنك من خلال شاشتك الإلكترونية الحصول على فرصة عمل وأنت تجلس في بيتك.
تقول إسراء فؤاد الحلو (24عام) والتي تعمل عن بعد منذ فترة طويلة:" ما شجعني على العمل عن بعد هو عدم وجود وظائف في غزة ، فقررت الخروج من الصندوق والبحث عن عمل المواقع الإلكترونية ، خاصة أنني أحمل شهادة إدارة تكنولوجية".
وتابعت:" حصلت على أول وظيفة في شركة سعودية وبدأت أتعلم أشياء جديدة من هذه الشركة".
وتشير الحلو إلى عدم اكتفائها بالعمل في هذه الشركة فحسب، بل اتجهت إلى مواقع العمل الحر مع شركات خارجية أخرى تضيف شيئاً أعمق إلى سيرتها الذاتية.
ويحتاج العمل عن بعد إلى تخصصات معينة تتضمن المجالات الالكترونية كالتصاميم الهندسية وتصميم الجرافيكس والإعلانات والترجمة والديكور الداخلي وتحرير النصوص وغيرها حسب الموقع والطلب من الشركة، وكما نعلم أن جميع الأعمال أصبحت إلكترونية.
وتؤكد الحلو على أن بداية العمل في هذا المجال يحتاج لجهد وصبر طويل للحصول على نتيجة مرضية، ففي البداية يجب بناء العلاقات مع الزبائن وإثبات مهارات الشخص للشركات التي تعمل عن بعد، والآن وصلت إلى مرحلة العمل على أرض الواقع نتيجة كثرة أعمالي عن بعد.
وأوضحت الحلو أن التواصل مع الشركات الخارجية سيكون أكثر مرونة لو أنني كنت في بلد أخرى بسبب أزمة الكهرباء التي كانت تمنعني من قبول الكثير من عروض العمل، مبينةَ أن مع مرور الوقت استطاعت التغلب على هذه المشكلة وعملت على توفير الانترنت على مدار الـ 24 ساعة في البيت.
وتعبر الحلو عن إيجابيات العمل عن بعد المتمثلة في الحرية الكبيرة في اختيار الأعمال والأشخاص المراد العمل معهم، ودون تقييد في الوقت والزمان والمكان.
وتضيف :" أما عن العيوب فهي غير ثابتة، وأحياناً لا يستطيع الشخص الحصول على المشروع المناسب لمدة طويلة، إلى جانب فقدان مزايا التأمينات والإجازات المدفوعة، كما أنه يؤدي إلى عزلة اجتماعية في غالب الأوقات".
وتفضل الحلو العمل على أرض الواقع في غزة لكي تلبي طموحاتها ورغباتها وتضع بصمة جميلة في بلادها، وفي نفس الوقت تدمج بين الواقع والافتراضي ليكون الأمر جميلاً.
ووفقا لتقارير أعدتها مؤسسات دولية، فإن 80٪ من سكان قطاع غزة باتوا يعتمدون، بسبب الفقر والبطالة، على المساعدات الدولية من أجل العيش.
وحسب إحصائية صادرة عن الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، قبل شهرين، فإن 3 أفراد من كل 10 في المجتمع الفلسطيني هم من الشباب.
ووفق الإحصائية فإن نسبة الشباب في فلسطين للفئة العمرية من (15-29) سنة، بلغت 30% من إجمالي السكان، يتوزعون بواقع 37% للفئة العمرية (15-19) سنة، و63% للفئة (20-29 سنة).
وأشارت الإحصائية إلى أن 4 شباب من بين كل 10 شباب في فلسطين، عاطلون عن العمل، مع الإشارة إلى أن عدد سكان فلسطين يبلغ 4.82 مليون نسمة.
اما حنان حمودة (24 عاما ) التي تعمل مع شركة لبنانية عن بعد ، تقول :" دخلت مجال العمل عن بعد من خلال تميزي في الجامعة والجرأة، أدى ذلك إلى ترشيحي ضمن مجموعة من الطالبات للعمل في صحيفة لبنانية من قبل دكتور في الجامعة، واستكملنا باقي المقابلات عن طريق البريد الالكتروني".
وتوضح حمودة أن في بداية العمل كانت تواجه تكمن في صعوبة في الاتصال والتواصل عن بعد، فالتواصل المباشر يسهل التخاطب بين المدير والموظفين أو بين الموظفين أنفسهم، فالتواصل عن بعد يسبب الفهم الخاطئ أحيانا من خلال الكتابة، ونتغلب عليها عبر اتصال السكيب بي.
وتعتبر حمودة ان من ايجابيات العمل عن بعد هو الراحة في موعد الاستيقاظ ، وعدم التفكير بالملابس يومياً.
أما بالنسبة للمرأة المتزوجة يساعدها على التوفيق بين متطلبات البيت والعمل معاً، بالمقابل يوجد سلبيات للعمل عن بعد أهمها العزلة وما يلحقها من اكتئاب وعدم القدرة على الاختلاط بالناس وفقدان التواصل مع المجتمع المحيط. وفقا لحمودة
جدير بالذكر أن هذه المادة الصحفية تأتي ضمن مشروع تعزيز الإعلام الموضوعي في غزة المنفذ من قبل مؤسسة بيت الصحافة والممول من مؤسسة "روزا لوكسمبورغ" الألمانية.