الحكم بالسجن 9 سنوات على أحدد مدمري آثار تمبكتو الإسلامية
نيويورك/سوا/ قضت المحكمة الجنائية الدولية بالسجن 9 سنوات على أحمد الفقي وهو أحد الإسلاميين المسلحين الذين شاركوا في تدمير الآثار الإسلامية في مدينة تمبكتو عاصمة مالي.
وكان المهدي زعيما لمجموعة من المتمردين الذين دمروا 9 أضرحة أثرية عام 2012 عندما سيطرت مجموعة مرتبطة بتنظيم القاعدة على شمالي مالي.
وقال القضاة في لاهاي، مقر المحكمة الجنائية الدولية، إن الفقي أظهر "ندما" على ما قام به.
وهذه هي المرة الأولى التي تصدر فيها المحكمة الجنائية الدولية حكما بالإدانة في تدمير تراث ثقافي باعتباره جريمة حرب.
وهذه أيضا هي المرة الأولي التي يمثل فيها متشدد إسلامي أمام المحكمة.
وقاد المهدي، الذي وُصف في المحكمة بأنه "عالم دين"، مجموعة من المتمردين قاموا بتدمير الأضرحة وباب مسجد سيدي يحيى، الذي يبلغ عمره أكثر من مائة عام، بالفؤوس والقضبان الحديدية.
وتبين للمحكمة أن الفقي لم يوفر فقط "الدعم اللوجستي والمعنوي" للهجوم، بل شارك فعليا في تدمير على الأقل 5 مبان.
لكن المهدي كان قد نصح قادة المتمردين في بادئ الأمر بألا يهاجموا تلك الأماكن المقدسة.
وقال المهدي في دفاعه عن نفسه إنه انجرف في "موجة من الشر".
ويفيد تقارير أن المهدي كان عضوا في جماعة أنصار الدين التي سيطرت حينها على المدينة الإفريقية التاريخية لأشهر حتى أخرجتهم منها القوات الفرنسية عام 2013.
وسلمت حكومة النيجر المهدي للمحكمة الدولية التي كانت قد أصدرت مذكرة بالقبض عليه.
وكانت مدينة تمبكتو، المدرجة بقائمة مواقع التراث العالمي، من أهم مراكز تدريس العلوم الدينية في الفترة من القرن الثالث عشر وحتى القرن السابع عشر.
وكان في المدينة حوالي مئتي مدرسة وجامعة تجتذب الآلاف من طلاب العلوم الإسلامية من جميع أنحاء العالم الإسلامي.
والأضرحة هي قبور ومزارات لمؤسسي مدينة تمبكتو الذين يبجلهم الأهالي. لكن جماعات متشددة تعتبر هذا السلوك كفرا.
كنوز تمبكتو
كانت تمبكتو مركزا للتعليم الإسلامي في الفترة بين القرنين الثالث عشر والسابع عشر.
ظلت قرابة 700 ألف مخطوطة في بعضض المكتبات ولدى بعض الأفراد.
تشمل المقتنيات كتبا حول الدين والقانون والآداب والعلوم.
أدرجت المدينة على قائمة اليونيسكو للتراث العالمي عام 1988 بفضل مساجدها الثلاثة و16 قبرا وضريحا.
لعبت المدينة دورا في نشر الإسلام في غربي أفريقيا.
دمر إسلاميون أضرحة بالمدينة عندما سيطروا عليها في أبريل/نيسان 2012.