كولومبيا: زعيم حركة فارك يعتذر لضحايا الحرب الاهلية في حفل التوقيع على اتفاق السلام
كولومبيا/سوا/ اعتذر زعيم حركة فارك اليسارية المتمردة في كولومبيا لضحايا الحرب الاهلية التي مرت بها البلاد في العقود الخمسة الماضية، والتي وضعت اوزارها بالتوقيع الاثنين على اتفاق للسلام تم التوصل اليه بعد 4 سنوات من المفاوضات التي استضافتها العاصمة الكوبية هافانا.
ووقع كل من الرئيس الكولومبي خوان مانويل سانتوش وزعيم حركة فارك رودريغو لوندونو (الملقب بـ "تيموشينكو") على اتفاق السلام في حفل مؤثر جرى في مدينة كارتاخينا مساء الاثنين.
وقال تيموشينكو معتذرا "اود طلب الصفح والغفران لكل الآلام التي قد نكون سببناها طيلة هذه الحرب."
وقوبل اعتذار تيموشينكو بتصفيق وهتاف الحاضرين، إذ هتف البعض منهم "نعم، سنتمكن من ذلك"، بينما وقف اعضاء من فارك وزعماء من امريكا اللاتينية على المسرح وهم يصفقون.
وبث الحفل الذي وضع حدا لـ 52 سنة من الحرب على الهواء مباشرة، وعرضت وقائعه من خلال شاشات كبيرة نصبت في العاصمة بوغوتا وغيرها من المدن الكولومبية.
كما تجمع متمردو فارك في عدد من معسكراتهم لمتابعة الحفل التاريخي.
وينص اتفاق السلام على تحول فارك من حركة مسلحة الى حزب سياسي.
وسيشارك المتمردون السابقون في الانتخابات التشريعية المزمع اجراؤها في عام 2018، وينص الاتفاق على ان فارك ستنال حصة مضمونة من المقاعد في البرلمان الجديد تبلغ 10 مقاعد على الاقل في دورته الاولى.
وخاطب الرئيس سانتوش متمردي فارك مباشرة واثنى على قرارهم القاء اسلحتهم.
وقال الرئيس الكولومبي "إن استبدال الرصاص بالاصوات والاسلحة بالافكار هو اشجع واذكى قرار يمكن لحركة متمردة ان تتخذه. عندما تبدأون رحلة العودة الى المجتمع، انا، بوصفي رئيس الوطن الذي نحب جميعا، ارحب بكم في احضان الديمقراطية."
وقال تيموشينكو من جانبه إن المتمردين لن يمتشقوا السلاح مستقبلا ابدا.
وقال "انتهت الحرب، ونحن بصدد البدء في بناء السلم"، بينما حلقت فجأة في سماء الحفل طائرات القوة الجوية الكولومبية.
وجفل تيموشينكو لدى سماعه ازيز الطائرات المفاجئ، ونظر الى اعلى، ولكنه سرعان ما استعاد هدوءه وابتسم وقال "هذه المرة جاءوا للتعبير عن تقديرهم للسلام وليس لالقاء القنابل."
يذكر ان عددا من زعماء حركة فارك، ومنهم راؤول رايز ومونو جوجوي قتلوا في غارات جوية حكومية في العقد الماضي.
تصويت عام
تم التوصل الى اتفاق السلام بعد مفاوضات مضنية دامت 4 سنوات واستضافتها العاصمة الكوبية هافانا سبقتها سنتان من المفاوضات السرية.
ولكن قبل ان يدخل الاتفاق حيز التنفيذ، ينبغي ان ينال موافقة الناخبين الكولومبيين الذي سيصوتون عليه في استفتاء عام يجرى يوم الاحد المقبل.
وبينما اظهرت استطلاعات الآراء التي اجريت في الفترة الاخيرة ان اغلبية الكولومبيين يؤيدون اتفاق السلام، عارضته ايضا اقلية.
ويقول معسكر المعارضين الذي يقوده الرئيس السابق الفارو اوريبي إنه لا يثق بحركة فارك وقدرتها على الالتزام بوعودها.
كما يشعر هذا المعسكر بالغضب للسماح لزعماء الحركة بدخول البرلمان دون ان يسجنوا جراء الجرائم التي اقترفت ابان الحرب.
ولكن الرئيس سانتوش قال إنه لا توجد خطة بديلة، وانه لو رفض الكولومبيون الاتفاق ستواجه البلاد مزيدا من سفك الدماء.