الاصرار والتحدي يخرج عائلات فلسطينية من وحل الفقر

أحلام أبو مصطفى

غزة / عبير شقفة / سوا / أحلام أبو مصطفى زوجة وأم لتسعة أبناء ، كان عليها أن تتبنى دور الأم والأب في أسرةٍ توقفت أطراف معيلها كما جسده عن الحركة نتيجة سقوطه من الطابق الرابع ، منذُ سنواتٍ أربع!

وحده الأمل كان الورقة الرابحة ، حيث تمكّنت  أبو مصطفى ،43عاماً ، من عبسان الكبيرة ، جنوب قطاع غزة ، أن تبلغ من الإرادة والتحدي ما يكفي لإعادة  صياغة واقعها الاقتصادي والاجتماعي بطريقةٍ إبداعية : " لا أستطيع أن أعيش مكبوتةً ، يجب ألاّ أتحطم أمام ما أمر به من ظروفٍ سيئة" .تقول أبو مصطفى

بدأت مشوارها بالالتحاق بعدة دورات تدريبية في مجال تمكين المرأة وتنمية المجتمع ، حيث لمست إبداعها بتصنيع مواد التنظيف مع منظمة الصليب الأحمر على وجه التحديد.

استطاعت أبو مصطفى أن تبدأ العمل في تصنيع مواد التنظيف بتخصيص قطعة أرض قريبة من منزلها لهذا الغرض.

 

 

 نجحت في الحصول على تمويل بقيمة (6600) دولار أمريكي لتطوير مشروعها الريادي ضمن  مشروع التمكين الاقتصادي DEEP) ) الممول من البنك الإسلامي للتنمية ، بإشراف برنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP) ، وتنفيذ مجموعة غزة للثقافة والتنمية.

وأكدت أبو مصطفى على أهمية التدريب في إدارة المشاريع الريادية على الجانبين المالي والإداري ، قائلة " إن التعاملات المالية والإدارية على أرض الواقع ليس بالأمر السهل ، بل تحتاج إلى الكثير من المهارات والخبرة ".

استطاع مشروعها الريادي أن يكفل لها عائداً مادياً ، مكنها من شراء "فرشة هوائية " لزوجها المصاب بالشلل ، والتي كانت أقصى أحلامها في فترة سابقة ! كما استطاعت سد احتياجات أسرتها.

أبو مصطفى ، طموحها ما زال الدافع وراء نجاح مشروعها ،حيث تأمل بتطوير عملها بإقامة مصنع يحصل على ترخيصٍ رسمي من وزارة الصحة ، بحيث تحمل منتجاتها علامةً تجاريةً مسجلة.

كما استطاع توفيق الجملة ، 42 عاماً ، سكان مدينة غزة أن "يوفّر الحياة الكريمة لعائلته في ظل الأوضاع الاقتصادية السيئة التي يعاني منها قطاع غزة نتيجةً للحصار ".

الجملة أب لسبعة أطفال ،تعثّرت به الحياة كثيراً منذ كان طفلاً لأبٍ مريض ، واضطر الى أن يترك المدرسة في الصف الرابع الابتدائي ليعمل في مجال السباكة.

 

 

بعد سنواتٍ من المثابرة والعمل ، استطاع الجملة أن ي فتح محلاً للسباكة لم يمتلك فيه إلا ما قيمته)  3000( دولار أمريكي ، حيث اعتمد على أموال التجار ،  ثم  ما لبثت الحرب الأخيرة والحصار إلاّ أن تسببتا في خسارةٍ تقدّر ب (60) ألف شيكل .

يقول الجملة :" صحيح المحل خسر 60 ألف شيكل ، إلا أنني أعترف بأنه  لم تكن هناك إدارة جيدة للمحل" .

نجح الجملة في الحصول أيضاً على التمويل من مشروع التمكين الاقتصادي (DEEP ) ، ليبدأ مشروعه الريادي الخاص به ، وثمة "فرقٌ شاسع بين أن تكون ٍعاملاً  وبين أن تكون صاحب العمل!"، هذا ما أوضحه الجملة حين أكد على أهمية العلاقات الاجتماعية في تحقيق التطوير لمشروعه.

يطمح الجملة إلى تطوير مشروعه بتوسيع نطاق العمل والانتقال إلى مكان أوسع.

من الجدير بالذكر ان كلاً من أحلام أبو مصطفى ، وتوفيق الجملة تم ترشيحهما للاستفادة من الإقراض " القرض الحسن" الذي يمنحه مشروع التمكين الاقتصادي (DEEP  ) للمشاريع التي حققت نجاحاً !

من جهته ، صرّح حسين مرتجى منسق مشروع التمكين الاقتصادي بأن "المشروع لعام (2016 ) يهدف إلى إنشاء (48) مشروع صغير للأسر المنتجة في قطاع غزة في خطوةٍ لتحقيق التمكين الاقتصادي والاجتماعي لهذه الأسر" .

وأضاف مرتجى : "ان اختيار المستفيدين تم وفقاً للشروط المتبعة في سبيل تحقيق منهجية سبل العيش المستدامة التي يحددها برنامج التمكين الاقتصادي (DEEP)  من خلال مخمس الموارد".

 

 

أما إسلام عجور المدير التنفيذي لمجموعة غزة للثقافة والتنمية فـأكدت على أن المجموعة تقوم من خلال دائرة الرقابة والجودة بتوفير المتابعة اللازمة ، حيث أن هذا المشروع يأتي في إطار برنامج التنمية المجتمعية ومكافحة الفقر الذي يتوافق مع الأهداف الاستراتيجية للمجموعة .

جدير بالذكر أن هذه المادة الصحفية تأتي ضمن مشروع تعزيز الإعلام الموضوعي في غزة المنفذ من قبل مؤسسة بيت الصحافة والممول من مؤسسة "روزا لوكسمبورغ" الألمانية.  

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد