مكتبات قطاع غزة .. كنوز يغطيها الغبار
غزة / لؤي حمدان / سوا / تشتكي مكتبات قطاع غزة من قله روادها ، رغم انها تمتلك موسوعة كبيرة من الكتب والدوريات القيمة، والمقتنيات العلمية والخدمات العديدة كالإعارة والإرشاد وعمل الأبحاث.
ويؤكد مختصون ان مكتبات قطاع غزة تواجه مصاعب عدة تتعلق بقلة زوارها ، على الرغم من الارتفاع القياسي لمعدلات التعليم في القطاع الذي يقطن فيه حوالي مليوني نسمة.
مدير مكتبة بلدية غزة حسن ابو عطايا أكد ان المكتبات العامة تسعى الى ترسيخ مفهوم الثقافة والمعرفة في أوساط المجتمع الفلسطيني. من خلال تقديم خدمة مجانية ونشاطات توعوية وتثقيفية متنوعة.
وأوضح ابو عطايا، أن مكتبة بلدية غزة هي واحدة من خمسة مراكز ثقافية في المدنية هي (مركز اسعاد الطفولة، مركز هولست الثقافي، وقرية الفنون والحرف، ومركز رشاد الشوا الثقافي).
وتقدم مكتبة البلدية التي تضم بين أجنحتها اكثر من 20 ألف عنوان بلغات مختلفة منها العربية والانجليزية والفرنسية والألمانية ولغات اخرى ، إضافة الي العديد من الخدمات والبرامج الثقافية والندوات والمحاضرات كما تنظم المعارض الفنية.
وقال أبو عطايا لـ(سوا) إن المكتبة العامة تعمل على تشجيع القراءة والمطالعة، وهي تخدم أطياف وشرائح المجتمع في كافة مناطق القطاع".
ويرجع ابو عطايا حالة العزوف عن القراءة في المكتبات وزيارتها الى انتشار الحوسبة والمكتبات الإلكترونية التي باتت تشكل بديلاً للكثيرين ، اضافة للأوضاع المعيشية الصعبة التي يعيشها القطاع.
وتابع إنّ :" الإقبال اليومي على مكتبة البلدية انخفض من ألفِ زائر شهرياً الى النصف تقريباً ، على الرغم من وجود مزايا عديدة تقدمها المكتبة، مستطردًا :"القارئ أصبح يبحث عن السلعة ولا يقدر الخدمة".
ورغم ضعف إقبال الزوار على المكتبة إلا أنها تمتلك موسوعة كبيرة من الكتب والمراجع القيمة، والمقتنيات العلمية،كما تقدم العديد من الخدمات كالإعارة والدورات العلمية المتخصصة في مجال اللغات الأجنبية والترجمة.
وقال الشاب نضال بربخ "28عاماً" ويعمل محاضرًا في كلية المجتمع بغزة "إن هدفه من زيارة المكتبة هو تعلم اللغة التركية ضمن دورة تم التنسيق لها".
وطالب بربخ ادارة المكتبات بجلب عدد من الكتب التخصصية الجديدة التي تواكب الحداثة والمعرفة لتشجيع الباحثين وطلبة العلم على زيارة المكتبة.
وتوافقه الرأي طالبة الحقوق كوثر النعسان "20عاماً" والتي ارجعت زيارتها للمكتبة لمحدودية مصادر المعلومات الموثوقة على الانترنت على عكس ما هو متوفر في المكتبات".
واضافت النعسان ان المكتبة تحتوي على عدد "لابأس به" من الكتب الشيقة التي دفعتها للاشتراك بعضويتها لتتمكن من الاستعارة والمشاركة في الفعاليات اللامنهجية التي تقدمها.
أما المواطن اشرف السيول في العقد الرابع من عمره ، يقفُ أمام احد صفوف الكتب وبين يديه يقلب أوراق كتابٍ أدبي يقول :" ملمس الكتاب الورقي لا يمكن أن يعوضه الالكتروني، فالمكتبة تمثل تجربة خاصة، وهي تتوافر على جميع أنواع الكتب الثقافية والعلمية والأدبية".
ويتابع :" اتردد على المكتبة منذ العام 2001، ولا زلت ملتزم على زيارتها واستعارة كل جديد تحتويه".
واشار السيول الى الانخفاض المتصاعد لأعداد رواد المكتبة خاصة فئة الشباب التي بدأت تعزف عن القراءة المكتبية في السنوات الاخيرة رغم استحداث المكتبات العامة لخدمات ونشاطات لم تكن متوفرة فيما مضى.
من جانبه اوضح مدير دائرة المكتبات بوزارة التربية والتعليم – غزة ماجد لولو "أنّ الوزارة تعمل بشكل مستمر على تعزيز وتفعيل دور المكتبات العامة في قطاع غزة من خلال التنسيق الدائم مع دائرة المكتبات في البلديات".
وبين اللولو في حديثة لـ " سوا": أنّ البيئة المكتبية هي المشجع والوعاء الحاضن للمترددين عليها، لافتًا الى أنهم لا يألون جهدا في حث المدرسين على تشجيع طلبة المدارس والجامعات على زيارة المراكز الثقافية في القطاع والمشاركة في الفعاليات والأنشطة التي تنظمها.
جدير بالذكر أن هذه المادة الصحفية تأتي ضمن مشروع تعزيز الإعلام الموضوعي في غزة المنفذ من قبل مؤسسة بيت الصحافة والممول من مؤسسة "روزا لوكسمبورغ" الألمانية.