الإنترنت يمكن أن يكون "ملعبا للاستغلال الجنسي للأطفال"

أحدث الإنترنت تغيرات إيجابية، لكنه جلبت أيضا مخاطر، حسب خط هاتف الأطفال

لندن/سوا/ حذرت الجمعية الوطنية لمنع القسوة ضد الأطفال في بريطانيا من أن الإنترنت يمكن أن يكون "ملعبا لذوي الميول الجنسية تجاه الأطفال".

يأتي هذا التحذير في الوقت الذي أظهرت فيه الأرقام ارتفاع أعداد الأطفال الذين يشعرون بالقلق من الاعتداء الجنسي ومحاولات استمالتهم على الانترنت ويتصلون بخدمة خط هاتف الأطفال بالجمعية الخيرية.

وارتفع عدد جلسات الاستشارة للشباب الذين يشعرون بالقلق من الاعتداء الجنسي عبر الإنترنت بنسبة 24 في المئة إلى 3,716 في 2015/2016.

ووصفت وزارة الداخلية ذلك بأنه "مشكلة عالمية"، مشيرة إلى أن "المملكة المتحدة تأتي في طليعة الدول التي تبذل الجهود لمكافحة هذه الجريمة المروعة".

وأظهرت أرقام خط هاتف الأطفال أيضا ما يلي:

- تتراوح أعمار معظم الأطفال الذين يتصلون بخط المساعدة بين 12 و15 عاما

- أكثر من نصف الضحايا من الفتيات

- جلسة واحدة من كل ثماني جلسات استشارة خلال العام المنتهي في مارس / آذار 2016 تتعلق على وجه التحديد بمحاولات استمالة الأطفال على الإنترنت – بزيادة قدرها 21 في المئة عن العام السابق

'نقاط الضعف'

يقول بيتر وينليس، الرئيس التنفيذي للجمعية الوطنية لمنع القسوة ضد الأطفال: "يتحدث معظمنا إلى أشخاص على الإنترنت، وهذه وسيلة رائعة للتواصل وتكوين صداقات جديدة."

ويضيف: "لكن هذا يمكن أن يكون ملعبا للمتحرشين بالأطفال، وتعريض الشباب للأشخاص الذين يستغلون الشبكات الاجتماعية ومنتديات الألعاب على الإنترنت لاستغلال أي نقاط ضعف قد يجدونها."

يقول وينليس إنه يأمل أن يؤدي وضع هذه القضية في دائرة الضوء إلى تمكين عدد أكبر من الأشخاص من الإعراب عن قلقهم أو خوفهم من حالة أو علاقة معينة يعانون منها.

وقالت إستر رانتزين، مؤسسة خط هاتف الأطفال، إن الإنترنت جلب العديد من التغيرات الإيجابية مشيرة إلى أنه: "جلب أيضا مخاطر، والتحرش بالأطفال عبر الإنترنت يعد خطرا حقيقيا".

وأطلقت الجمعية حملة جديدة بعنوان "استمع إلى صورك الشخصية" تهدف لمساعدة الشباب على التعرف على علامات الاستمالة والعلاقات غير السليمة.

 

"يتم تشجيع الشباب على الكلام إذا كانوا قلقين أو خائفين من علاقة أو وضع ما"

تقول فتاة تبلغ من العمر 16 عاما إن صديقها أكبر منها في السن وجعلها تنشر صورتها مع أصدقائه على الإنترنت.

وتضيف: "يعطيني المال والطعام عندما أدخل على الإنترنت وأقوم بأشياء عن طريق كاميرا ويب."

تقول الفتاة: " لم أخبر أحدا بما يحدث، وأنا خائفة جدا وأشرب الكحول كي أنسى."

وتضيف: "أعلم فقط أنني لست إنسانة طبيعية. أنا غريبة الأطوار ولا أحد يفهم ذلك. أشعر أنني مثيرة للاشمئزاز أكثر من أي فتاة أخرى."

"وهمي"

يخشى صبي يبلغ من العمر 15 عاما أن يكون قد تعرض للتحرش من قبل رجل كان قد التقى به على شبكة الإنترنت.

ويقول: "طلب الحصول على صور لي، وذات مرة أخطأت وأرسلت له صورة شخصية عارية."

ويضيف: "لن يريني أي صور له، ما يجعلني أعتقد أنه شخص وهمي. لم أوافق على مقابلته لأنني خائف. لقد هددني بإظهار صورتي العارية للعالم."

وأردف: "أنا مثلي الجنس، ولكن لا أحد يعرف، لذا سوف أُدمر لو علم الناس ذلك. أبكي قبل النوم كل ليلة وأشعر بقلق كبير."

وقالت المتحدثة باسم وزارة الداخلية إن الوكالة الوطنية لمكافحة الجريمة تعمل بشكل وثيق مع شركات وسائل التواصل الإجتماعي والشرطة في المملكة المتحدة والخارج لتحديد الجناة وضحاياهم. وتساعد مكاتب الإتصالات الحكومية البريطانية في استهداف المجرمين الذين يعتمدون على تقنيات تكنولوجية متقدمة، كما تضاعف التمويل المخصص لذلك.

وأضافت: "الاستغلال الجنسي للأطفال جريمة بشعة، وستتخذ الحكومة كل ما يلزم لمواجهة الجناة ومنع الاعتداءات أينما تحدث."

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد