غزة: الفرق الفنية إبداع يصطدم بالواقع الصعب
غزة / نيفين حلاوة/ سوا / في صالة لا تتجاوز مساحتها 24 متراً مربعاً، تتمرن فرقة دواوين على الآلات الموسيقية التي تم توفيرها بجهود الأعضاء الذاتية، 3 ساعات كل يوم، تحضيراً لاحتفالاتهم ، هبه وروان "اعضاء في فرقة دواوين" شابتان يغطي الحجاب رأسيهما، إلا أنهنّ لا تجدان فيه عائقاً أمام ممارسة موهبة الغناء، فهما تمتلكان صوتاً جميلاً، منذ الصغر.
رؤوف البلبيسي "22 عام" مايسترو فرقة "دواوين" من الفرق الاكثر شهرة بين الشباب، حيث تشارك الفرقة في الحفلات والمناسبات الوطنية.
وتتكون دواوين من 50 شخصًا يتوزعون ما بين مدربين صوت، مدربين نفسيين، مهندسين ديكور، مصممين جرافيك، وبينهم 13 عضوًا يشكّلون الفرقة الغنائية، ضمنهم مطرب ومطربة، ولا يتجاوز متوسط العمر لغالبية أعضاء الفرقة الـ24 عاما.
ويعمل البلبيسي ايضا كموزع ومطرب للفرقة، فيقوم مع الفريق بتوزيع أغاني التراث والفلكلور الفلسطيني بطريقة شبابية جديدة، مع المحافظة على اللهجة الفلسطينية بها.
يقول: "الوطن العربي يعاني من نقص في الوسط الغنائي التراثي ، خاصة الفلسطيني، نحن نحيي هذا الوسط بشكل عصري يحاكي اهتمامات الشباب وكبار السن معًا".
في مكان اخر وسط مدينة غزة يستقبل مركز "سيد درويش" الذي اقامة الفريق الموسيقي صول باند , عدداً من الموهوبين يوميا, ويقوم اعضاء الفريق بإعطاء دروس على الآلات الموسيقية كلاً بتخصصه لمن يود التعلم او تطوير موهبته بالعزف على الالة الموسيقية، كما يستقبل المركز جميع الاعمار بأسعار رمزية، بهدف التعليم و نشر ثقافة الموسيقى لمن لديه الرغبة في ذلك.
يقول مجد عنتر"21 عاما" طالب صحافة واعلام وهو منسق الفريق "تكونت الفرقة في عام 2012 ,لم يكن هناك اقبال في البداية نظرا لأعمارنا الصغيرة و امكانياتنا البسيطة, لكننا اتحدنا كفريق و بدانا العمل و العزف في اماكن كثيرة و متنوعة والمشاركة بجميع انواع المناسبات دون اي مقابل مادي , لنحقق انتشار للفريق.
ويعزف الفريق الاناشيد والاغاني التراثية والحديثة التي يستهويها الشباب في حفلات الاماكن العامة والمقاهي ، وفقا لعنتر
الموهبة والدراسة
يقول البلبيسي وهو يدرس تخصص وسائط متعددة بانه يؤجل دراسته بالجامعة نظرا لانشغاله بالأعمال الخاصة ولكنه بالمقابل لن يتخلى عن حلمه بالحصول على الشهادة الجامعية بالرغم من انه لن يعمل بها كتخصص.
ويضيف" لطالما حلمت ان ادرس الفنون و الغناء، وقد حاولت كثيرا الالتحاق بمعاهد او جامعات بالخارج نظرا لعدم توافرها بالجامعات المحلية، ولكن ذلك ايضا باء بالفشل فقررت انا وجميع اعضاء الفرقة من طلاب في الجامعات ان نوفق بين دراستنا بالجامعة و تنمية موهبتنا من خلال التدريبات و تقديم العروض".
بدوره يقول عازف آلة العود سعيد بخيت (21 عاما) انه مستمر هو وباقي اعضاء الفريق بالدراسة الجامعية ، نظرا لأهميتها على الصعيد الشخصي بالمقابل يهتم الفريق بالمركز والمشاركة في الاحداث الاجتماعية المختلفة".
عقبات وتحديات
ويقر البلبيسي بوجود تحديات كبيرة امام تطوير أنفسهم من ابرزها انعدام الجهات الداعمة للمواهب ومحدودية الانتشار في المحافل الدولية بفعل الحصار الاسرائيلي.
يقول :" تلقينا الكثير من الدعوات للمشاركة في المهرجانات الدولية الا ان الحواجز والمعابر كانت أقوى من تحقيق احلامنا بالمشاركة فيها".
اما مجد عنتر من فريق صول باند فيرى ان ابرز المعيقات هي كيفية الحصول على التراخيص اللازمة من السلطات في غزة قبل تنفيذ اي فعالية او مهرجان ، اضافة الي عدم توفر الآلات الموسيقية محلياً.
أمنيات ومطالب
ويتمنى فريقا دواوين وصول باند المشاركة في المهرجانات الدولية لإيصال صوتهم ورسالتهم الي العالم الخارجي ، مطالبين بحل المشاكل السياسية التي تؤثر على كافة تفاصيل الحياة في قطاع غزة.
كما طالب الفريقان بضرورة الاهتمام بالمواهب الفنية من قبل الجهات المعنية وتسهيل حركتهم وسفرهم الي خارج حدود قطاع غزة من أجل تمثيل فلسطين في المحافل الدولية.
جدير بالذكر أن هذه المادة الصحفية تأتي ضمن مشروع تعزيز الإعلام الموضوعي في غزة المنفذ من قبل مؤسسة بيت الصحافة والممول من مؤسسة "روزا لوكسمبورغ" الألمانية.