عدسة أسماء نصار توثق الجمال بغزة
غزة / حلا الحوت / تبدو علامات الارتياح واضحة على وجه أسماء وهي تُثَبّت على جدران استوديو التصوير الخاص بها صورًا التقطتها خلال العامين الماضيين، فلن يصبح تسليم الصور الجاهزة والتنسيق لجلسات التصوير أمرًا صعبًا بعد اليوم.
وباهتمام بالغ تقوم بتهيئة المكان لحفل الافتتاح، زينت السقف بعشرات البالونات الوردّية، وربطت بعناية اشرطة بذات اللون حول بطاقات الدعوة.
استطاعت اسماء نصار 23 عامًا تحويل موهبتها في التصوير الفوتوغرافي لمشروع تعمل فيه مع أربعة من صديقاتها على توثيق المناسبات السعيدة، وهو استوديو يحمل اسمها في منطقة تل الهوى جنوب غرب مدينة غزة.
وأصبحت الشابة صاحبة الشخصية القوية والمرحة ذائعَة الصيت في غزة بعد ان ظهرت كأول مُصورة تُنفذ جلسات تصوير خارجية في المدينة.
تقول أسماء لسوا "في سبتمبر الماضي طلبت مني صديقتي ان التقط صورًا لها قبل ذهابها لحفل خطوبتها ولم يكن لدي مكان يصلُح لذلك، فقمت باستئجار مكان مفتوح ومُشجًر يتيح لي التقاط الصور اللازمة".
تتابع "لاقت الصور استحسان عائلة صديقتي ومعارفها ومن ثم بدأ الناس يطلبون مني تصويرهم بنفس المكان والطريقة، الأمر الذي جعل من التصوير وسيلة لحصولي على مصدر دخل خاص بي بعد فترة قصيرة فقط".
حصلت نصار _ التي درست في قسم الصحافة والإعلام بالجامعة الإسلامية_ على كاميرا من نوع كانون كهدية من والدتها في اكتوبر 2014، وبدأت بتصوير شوارع غزة وتحديدًا في المناسبات الدينية كالأجواء الرمضانية والاعياد.
وعن بداية مسيرتها في مجال تصوير البورتريه (الأشخاص) توضح "لم تكن صور صديقاتي مُرضية بالشكل الكاف واردت ان التقط لهن صورًا تعبر عن روعتهن في مناسباتهن الخاصة وكان ذلك رغبة مني في مساعدتهن على الحصول على صور فوتوغرافية مثالية، ليس إلا".
وترى اسماء ان التصوير هو مزيج من الموهبة، الشغف والجنون، وفي الاغلب فإن المصور يرى ما لا يراه الناس.
تقول انها تفضل دائمًا خوض تجارب جديدة في مجال التصوير، بالرُغم من ان تصوير البورتريه هو النوع الاقرب لقلبها.
وتلفت الى ان التصوير لم يكن ضمن حسابتها فلطالما تمنت ان تعمل كمراسلة تلفزيونية، لكن الصدفة جعلتها تحجز مكانا مميزًا خلف الكاميرا، ففي بداية العام الفائت كانت جزءًا من فريق للتصوير في مقهى طلابي يدعى قرطبة، أما العام الحالي فشاركت بالفعالية بشكل مستقل والتقطت صورًا لعشرات الفتيات اللاتي انتظرن الحدث بفارغ الصبر.
ويعمل معظم المصورين المحترفين في غزة مع وكالات أنباء عربية وعالمية، ويبرزون في تصوير الاحداث الساخنة الا ان مصورين قلائل بدأوا مؤخرًا بتسليط الضوء على "الجانب الجميل" من المدينة، حسب قولهم.
ولم تطور الدراسة الاكاديمية امكانيات الشابة في التصوير بل الممارسة والتجربة، فقد تعلمت القواعد اللازمة ذاتيًا وباستخدام كاميرتها الخاصة من خلال ضبط اعداداتها لحين الحصول على صور بالتناسق والجودة المطلوبين.
وعن تحديات العمل تقول:" المشكلة الأبرز تتمثل في عدم تقبل المجتمع لعمل المرأة في مجال التصوير الفوتوغرافي(..) لكنها تستدرك :" لم اسمح لهذه الفكرة بأن تؤثر على رغبتي باحتراف المجال".
وتتابع :" عندما نثبت أنفسنا نجد من انتقدنا هم اول من يحتفي بنا، "لا نملك شيئًا سوى احلامنا!!"، تردف بابتسامة وهمة عالية.
وتتطلع اسماء للعمل خارج قطاع غزة وتحلم بتخليد الجمال والحكايات السعيدة أينما كانت، تقول ذلك ب حماس يعكس رغبتها في النجاح والانتشار، متجاهلًة فكرة أن أمنيًة كهذه قد لا تبدو واقعيًة لمن يعيش في منطقة معزولة عن العالم منذ نحو 10 سنوات.
جدير بالذكر أن هذه المادة الصحفية تأتي ضمن مشروع تعزيز الإعلام الموضوعي في غزة المنفذ من قبل مؤسسة بيت الصحافة والممول من مؤسسة "روزا لوكسمبورغ" الألمانية.