غزة /سوا/ تُعد مراكز التأهيل والإصلاح التابعة لوزارة الداخلية والأمن الوطني، المحضن التربوي والتأهيلي والإصلاحي للنزلاء المحكومين على قضايا مخالفة للقانون، وذلك من خلال برامجها التأهيلية والإصلاحية التي تُصوبها نحوهم للارتقاء بهم .

وللحديث عن مراكز التأهيل والإصلاح وكيفية تعاملهم مع النزلاء ومعرفة مدى ملائمة المركز للنزلاء والبرامج التربوية والدينية والدورات التدريبية التي تُقدم لهم من أجل إعادة دمجهم في المجتمع من جديد التقى " موقع الداخلية " بمدير مركز انصار للتأهيل والإصلاح العقيد اياد سلمان .

برامج ودورات

وفي هذا الصدد يقول العقيد سلمان : " يُقدم مركز اصلاح أنصار كافة الخدمات للنزلاء حتى يعيشوا الحياة الكريمة داخله , ويحصلوا على حقوقهم من خلال توفير مقومات الحياة لهم والتي تحفظ إنسانيتهم وحقوق المشروعة واحتياجاتهم ورغباتهم , وحتى يتم دمجهم في المجتمع من جديد ويكونوا معول بناء فيه " .

وذكر سلمان أن مراكز الإصلاح تعمل على تعزيز ذلك من خلال برامج ودورات تربوية خاصة، تشمل كافة الجوانب الدينية والثقافية والأخلاقية والتربوية والأعمال اليومية والمهنية، وفق خطة معدة مسبقة تهدف لإعادة تهيئتهم للانخراط بالمجتمع بعد انقضاء محكومياتهم .

وأشار سلمان إلى أن النزيل خلال فترة محكوميته يخوض الكثير من الدورات التثقيفية والدينية المتنوعة من خلال محاضرات وذلك بالتعاون مع وزارة الأوقاف والشؤون الدينية وهيئة التوجيه السياسي والمعنوي .

وأوضح أنه سيتم تخريج " 20 " نزيلاً حافظاً لكتاب الله إلى جانب عقد الكثير من الدورات في أحكام التجويد والتلاوة لأكثر من " 50 " نزيل , بالإضافة للقيام بالكثير من الأنشطة الترفيهية التي جمعت النزلاء بذويهم .

وقال سلمان : " هناك قابلية عالية لدى النزلاء لاستغلال أوقاتهم مما يعود عليهم بالنفع , ونحن عازمون على إعداد مكتبة الكترونية للنزلاء التي تعزز لدى النزلاء المعرفة وتطوير قدراتهم " .

مركز جديد

وحول مدى ملائمة المركز للنزلاء واستيعاب للأعداد قال العقيد سلمان : " المركز بعد قصفه قديماً تم إصلاحه وترميمه وهو الان يستوعب " 300 " نزيل وهناك توجه الآن لدى وزارة الداخلية والأمن الوطني لإنشاء مركز حديث أكثر تطوراً وتلائم بشكل أكبر مع النزلاء ويوفر لهم كافة احتياجاتهم " .

وحول الامتيازات التي تقدمها مراكز الإصلاح للنزلاء نوه العقيد سلمان إلى أنهم يقومون بمنح النزلاء بعض الاجازات لتلبية احتياجات عوائلهم والاطمئنان على بيوتهم وأهلهم وأولادهم .

وأوضح أنه يتم منح  " 70 " نزيلاً أسبوعياً إجازة بيتية بالإضافة إلى تنظيم " 150 " زيارة خاصة أسبوعيا لمن لم تشملهم الاجازات بسبب قضاياهم .

أقسام المركز

وبيَّن سلمان أن مركز اصلاح أنصار يضم بداخله ثلاثة أقسام الأول الجنائي ويضم المتهمين على قضايا القتل والجنايات , والقسم الثاني مخصص للعسكريين مرتكبي المخالفات , والقسم الثالث للنزيلات اللواتي تم توقيفهم على قضايا اقتضى القانون توقيفهم عليها  .

وفيما يخص قضية النزيلات وتأهيلهن أضاف سلمان : " إن قضية النزيلات حساسة جداً لان مجتمعنا الغزي " محافظ " وغير معتاد على سجن المرأة , ولكن تنفيذ القانون على المخالفات واجب وطني ونحن في مراكز الاصلاح نراعي خصوصية النزيلات بشكل خاص " .

وأشار العقيد سلمان إلى أن سجن النزيلات منفصل بشكل كلي عن الرجال ويتابع هذا القسم عناصر من الكوادر النسائية لصعوبة تعامل الراجل مع المرأة داخل السجن .

وأرجع ذلك كون العنصر النسائي يلبي احتياجات النزيلات أكثر من الرجال إلى جانب الحفاظ على خصوصية المرأة  .

وأفاد العقيد سلمان أن النزيلات لديهن برامج ودورات خاصة تعتمد على تأهيلهن نفسياً واجتماعياً واخلاقياً وتربوياً إلى جانب اتاحة الفرصة لهن بالعمل من خلال توفير مشغل للتطريز والخياطة ومخبز للمعجنات وأن العائد المالية لهم ليستفيدوا منه في تغطية احتياجاتهم .

محاكمة سريعة

وعن موضوع استحداث وتشكيل المحاكمات السريعة داخل المركز قال العقيد سلمان : " فرضت علينا الأعداد الكبيرة للنزلاء وعدم قدرة المركز على استيعابها بالإضافة إلى القضايا والمخالفات البسيطة لبعضهم استحداث " محاكم سريعة " لهم " .

وأضاف العقيد سلمان : " يتم تحديد كشوفات للقضايا والمخالفات البسيطة والتنسيق مع المحاكم والنيابة العامة والاتفاق على موعد معين لعقد الجلسة داخل السجن , وذلك بهدف سرعة إنجاز القضايا والتخفيف عن المراكز والنظارات , في ظل قلة عدد العاملين في المحاكم والنيابة العامة وزيادة عدد القضايا " .

وفي ختام حديثه أكد العقيد سلمان أن مركزه كغيره من مراكز الاصلاح سيبقى يقدم أفضل الخدمات للنزلاء وفق القانون وفي إطار الإمكانيات المتاحة التي تحفظ حقوقهم واحتياجاتهم اليومية .