بعد اشتداد العدوان:وسط المدن لم تعد اماكن امنة وسكانها يرحلون عنها

62-TRIAL- غزة / سوا/ خاص/ لم يعد وسط المدن وخصوصاً مدن غزة و جباليا وبيت لاهيا مكاناً امنا كما كان يعتقد المواطنون بعد سلسلة غارات استهدفت عشرات المنازل وسط هاتين المدينتين.
وشوهد مئات المواطنين ينزحون من مراكز المدن إلى المناطق الغربية بعد أن تدمير الكثير من المنازل والمنشات منذ عدة أيام.
وركزت اسرائيل قصفها الجوي لمراكز المدن في خطوة تصعيدية تستهدف تهجير المزيد من السكان بحسب ما فسره المواطنون النازحون.
ولم ينتظر المواطن علاء الحاج علي كثيراً واصطحب عائله وبعض الأمتعة وغادر منزله صباح امس، بعد استهداف طائرات الاحتلال لثلاثة منازل تحيط في منزل الواقع وسط مدينة جباليا، فيما شوهد العشرات من سكان الابراج ومحيطها في وسط مدينة غزة يخلون ويتوجهون للبحث عن اماكن اكثر امناً.
وعزا الحاج علي خروجه إلى اشتداد القصف وعدم وجود إنذارات مسبقة كافية للخروج من المنازل، مبيناً أن الحياة في وسط المدينة أصبحت كالجحيم خلال الأيام الأخيرة.
وتحدث المواطن هاني ريحان عن تدمير أكثر من عشرين منزلاً بشكل كلي في وسط جباليا خلال اليومين الماضين، إضافة إلى تضرر عشرات المنازل الأخرى بشكل متفاوت.
وقال ريحان الذي نزح من منزله هو الأخر باتجاه مأوى للنازحين غرب مدينة غزة، إنه لم يعد يحتمل المزيد من المعاناة والخوف بسبب وجوده في منزله الذي يبعد عن الحدود الاسرائيلية اكثر من 2 كيلو متر. وشكك ريحان في اواخر الثلاثينات من عمره بوجود مكان امن في جباليا بسبب اشتداد الغارات خلال الايام الأخيرة والتي اسفرت، ايضاً، عن استشهاد واصابة العديد من السكان.
ويأمل ريحان بعدم مواجهة صعوبات في ايجاد المأوى المناسب في أول تجربة له مع النزوح.
ولم يختلف الحال كثيراً بالنسبة لسكان وسط مدينة بيت لاهيا الى الشمال من مدينة جباليا، حيث غادر المئات من سكان وسطها وتحديداً حي المنشية الرئيسي في المدينة بعد ان تعرض لاكثر من خمسين غارة جوية خلال اليومين الماضيين أسفرت عن احداث دمار هائل في الممتلكات والأراضي الزراعية.
وشوهدت عشرات التكاتك والسيارات تنقل المواطنين وأمتعتهم الى مدارس الايواء الواقعة وسط وغرب مخيم جباليا المجاور.
وخيم الحزن والقلق على وجوه الاطفال والنساء أثناء خروجهن من منازلهن.
وقال المواطن بهاء رجب الذي خرج من المدينة سيراً على الاقدام لعدم وجود مواصلات كافية إنه يخشى ان تقدم قوات الاحتلال على ارتكاب مجزرة بحق سكان الحي.
واعتبر رجب القصف بغير المسبوق منذ بدء العدوان وهو ما دفعه ودفع معظم سكان الحي الى المغادرة خوفاً على حياتهم.
واتهم قوات الاحتلال بالتمهيد لارتكاب المزيد من الجرائم والمجازر من خلال حديثها المتواصل عن حركات نزوح جماعية لسكان بلداتها المحيطة بقطاع غزة.
ونصح المواطن حسام مسلم مواطني الحي بأخذ التهديدات الإسرائيلية بنسف وتدمير أحياء كاملة على محمل الجد بسبب اقدامها خلال الساعات الأخيرة على تدمير مناطق عمرانية واسعة في خانيونس، بالإضافة إلى تدميرها لأحد اكبر الأبراج السكنية وسط مدينة غزة.
وتساءل: ما الذي يمنع قوات الاحتلال من ارتكاب جريمة جديدة بحجم مجزرة الشجاعية وخزاعة خلال الساعات القادمة؟
وتحدث مسلم ويسكن في أقصى شمال الحي المواجه مباشرة للحدود الإسرائيلية إن كمية الصواريخ والقنابل التي سقطت على أطراف الحي توحي بنية اسرائيل ارتكاب جريمة.
وتوقع ان يغادر المزيد من المواطنين الحي خلال الساعات القادمة مع تواصل الغارات والانفجارات التي تسمع أصواتها بوضوح من كافة أرجاء محافظة شمال القطاع وحتى في محافظة غزة.
وينضم هؤلاء النازحون إلى مئات آلاف النازحين الذين سبقوهم منذ بدء الحرب بعد تدمير منازلهم خصوصاً سكان شرق مدن غزة وجباليا وبيت حانون.
ويعيش هؤلاء أوضاع مأساوية في ملاجئ ومراكز الإيواء التي تتواجد بشكل رئيسي مدارس "الانروا" غرب مدينة غزة.
297
اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد