الأتيرة: قطاع غزة يعاني من كارثة بيئية

143-TRIAL- رام الله / سوا /  أكدت رئيس سلطة جودة البيئة المهندسة عدالة الأتيرة إن المحافظات الجنوبية للوطن تعاني من كارثة بيئية نتيجة للعدوان الإسرائيلي المتواصل عليها.
وقالت إن ذلك يأتي عبر استهداف الاحتلال للإنسان والبيئة بكل مكوناتها، وتعرضها لإضرار بالغة وشديدة الخطورة وطويلة المدى على البيئة بما تحتويه من العناصر الحيوية والطبيعية المائية والهوائية والأرضية والكائنات الحية والبنية التحتية والعمرانية مسببا دمارا  واسع الانتشار.
 وشددت الأتيرة حسب التقرير الذي أطلقه ماكسويل غيلارد منسق الأمم المتحدة المقيم للشؤون الإنسانية في الأراضي الفلسطينية والمعد من قبل برنامج الأمم المتحدة الخاص بالبلدان (UNCT) أن غزة ستصبح غير قابله للحياة بحلول العام 2020 نظرا لمستويات التلوث البيئي هناك.
تصريحات الأتيرة جاءت خلال تقرير بيئي أولي أصدرته سلطة جودة البيئة يتناول آثار العدوان الإسرائيلي على المحافظات الجنوبية، مشيرة إلى أن القصف المتواصل أدى إلى تدمير البنية التحتية لأكثر من 1.8 مليون مواطن وعلى مدى 48 يوما، ما أدى إلى تراكم أكثر من 50  ألف طن نفايات في أزقة وشوارع محافظات غزة، وأن قصف الاحتلال المتعمد أدى إلى تدمير 8 محطات منها لضخ المياه وأخرى لتنقيتها سيؤثر بشكل مباشر على ما يزيد عن 700000 موطن في غزة، سواء كان ذلك من خلال حرمانهم من حقهم الطبيعي في مياه الشرب أو الاستحمام من جهة.
ووفق التقرير، كما سيزيد التدمير من مخاطر تلويث كل مكونات البيئة البرية والبحرية، مما قد ينجم عن ذلك زيادة خطر انتشار الأمراض والأوبئة وتلويث المياه الجوفية وشواطئ غزة، إذ أن حوالي 70% من منشآت المياه تم تعطيلها نتيجة لاستهدافها مباشرة أو لانقطاع الطاقة والوقود عنها، وأدى القصف الهمجي إلى تدمير محطة توليد الكهرباء والتي تبلغ الطاقة الإنتاجية الكاملة لها 140 ميجا وات، وتغطي تقريبا 31.1% من احتياجات محافظات غزة الكهربائية، وتدمير شبكات نقل التيار الكهربائي، حال دون وصول التيار الكهربائي إلى نحو 30% من سكان قطاع غزة، بينما يعيش أكثر من 70% من السكان بدون كهرباء، بالإضافة لتدمير آلاف الدفيئات الزراعية والحقول والمزارع المخصصة لإنتاج الخضروات والفواكه واللحوم بأنواعها الأمر الذي ينعكس سلبا على الأمن الغذائي للمواطن الفلسطيني في غزة ويحد من القدرة الشرائية له، وتلويث البيئة بجثث الحيوانات النافقة.
وبينت سلطة البيئة في تقريرها أن العدوان بما أحدثه من ضرر واسع النطاق وطويل الأجل وشديد للبيئة الطبيعية يشكل جريمة حرب وفق نص المادة 8/2/ب/4 من نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية المعتمد في روما في 17تموز 1998 والمواد 35 و 55 من البروتوكول الإضافي الأول لاتفاقية جنيف الموقع في العام 1977، واستنادا إلى المادة 78 من القانون رقم 7 لسنة 1999 بشأن البيئة المعدل والى الإعلان الصادر عن رئيس دولة فلسطين يوم الأربعاء 30 تموز 2014 بإعلان قطاع غزة منطقة كارثة إنسانية.
وأكدت الأتيرة إن العدوان الهمجي والبربري ضد المحافظات الجنوبية مخالف للأعراف والقيم الأخلاقية والإنسانية كافة والمبادىء الأساسية لحقوق الإنسان والقانون الدولي والاتفاقيات الدولية البيئية كافة وأسس حماية البيئة المتعارف عليها.
وطالبت الاتيرة برامج الأمم المتحدة للبيئة بضرورة ’الإسراع بإرسال لجنة تقصى حقائق لتقييم حالة البيئة والنظر إلى الجرائم البيئة التي ارتكبها الاحتلال، والمساعدة في توفير الدعم المالي والفني للمساعدة في تأهيل النظام البيئي المدمر’.
 وناشدت المجتمع الدولي والمؤسسات الدولية والإقليمية العاملة في مجال البيئة كافة بأخذ دورها في مساندة الشعب الفلسطيني للحد من تدمير وتدهور البيئة الفلسطينية من خلال توفير المساعدات العاجلة اللازمة للحد من استنزاف البيئة وإعادة تأهيلها. 175
اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد