عشرات آلاف الإسرائيليين هاجروا للعمل في سان فرانسيسكو

مطار "بن غوريون"

تل أبيب/سوا/ قالت إذاعة الجيش الإسرائيلي أمس، إنه وفقا تقديرات شبه مؤكدة، فإن عشرات آلاف الإسرائيليين قد غادروا في السنوات القليلة الماضية الى الولايات المتحدة الأميركية، سعيا للعمل، وبشكل خاص في المنطقة المسماة "وادي السيليكون" في خليج سان فرانسيسكو شمال ولاية كاليفورنيا. في حين أن إسرائيل تتستر عادة على أعداد المهاجرين منها. وفي المقابل دلّت احصائيات جديدة، على أن أعداد اليهود في العالم مستمرة في التناقص.

وقالت الإذاعة، إنه سيعقد في الاسبوع المقبل، مؤتمرا في مدينة هرتسليا، شمال مدينة تل أبيب، للالتقاء بأعداد من الذين ينوون الهجرة للعمل في تلك المنطقة الأميركية، وبشكل خاص في قطاع التقنيات العالية، الذي يعد من أكثر القطاعات تطورا في الاقتصاد الإسرائيلي، إلا أن المردود المالي للعاملين فيه، يبقى أقل بكثير من مستويات الرواتب في الدول المتطورة، ومنها الولايات المتحدة، ما يحفز الكثير من أصحاب المهن العصرية، وذوي الخبرات والشهادات العالية، للهجرة لغرض العمل وتحسين المستوى المعيشي. ويبرز في هذا المجال أيضا قطاع الطب، إذ حسب الاحصائيات الاخيرة، فإن 11 % من الأطباء الإسرائيليين يعملون بشكل دائم في الخارج، ومعهم عائلاتهم.

وتتستر إسرائيل على الأعداد الحقيقية للمهاجرين منها، وحسب تقديرات سابقة، فإن ما بين 800 ألف الى مليون من حملة الجنسية الإسرائيلية مقيمين بشكل دائم في دول العالم، وحسب تقديرات لدائرة الاحصاء المركزية الإسرائيلية، فإن عدد الأحياء منهم يتجاوز 700 ألف. وتمتنع إسرائيل عن سحب جنسية المهاجرين، لأن في هذا اختلال للسجل السكاني، لصالح فلسطينيي 48. وحسب المواصفات الإسرائيلية، فإن المهاجر هو من يغادر البلاد لمدة عام كامل، دون أن يزورها ولو لبضعة أيام.

وفي المقابل، قال تقرير جديد لما يسمى "معهد سياسة الشعب اليهودي"، التابع للوكالة الصهيونية، إن أعداد اليهود في العالم مستمرة في التراجع، باستثناء إسرائيل، إلا أن التكاثر الطبيعي في إسرائيل، لن يكون في مقدورها في السنوات القليلة المقبلة، في التغطية على تراجع أعداد اليهود في دول العالم. وحسب التقديرات، فإن أعداد اليهود في العالم، في هذه المرحلة، قرابة 14,3 مليون نسمة، من بينهم 6,22 مليون في إسرائيل، و5,4 مليون آخرين في الولايات المتحدة الأميركية، وفي أوروبا 1,12 مليون نسمة، وفي دول الاتحاد السوفييتي السابق، 286 الفا نسمة.

وكان عدد اليهود في العالم في العام 1970، أكثر من 12.63 مليون نسمة، ما يعني أنهم تزايدوا خلال 46 عاما بنسبة 13 %، بينما تزايد عدد سكان العالم في نفس الفترة بأكثر من الضعف. ويقول التقرير، إنه في العام 2020، سيكون عدد اليهود أقل بنصف مليون مما هو عليه اليوم. وينبع التراجع أساسا من التزاوج المختلط مع أبناء الديانات الأخرى. فحسب الديانة اليهودية، فإن اليهودي هو فقط من أمه يهودية، بغض النظر عن ديانة والده. ولكن حسب اعتراف تقارير معاهد صهيونية، فإن الغالبية الساحقة جدا من الذين آباءهم ليسوا يهودا، لا يعتبرون أنفسهم يهودا. في حين أن من آباءهم يهودا، وأمهاتهم ليسوا يهوديات، فإن الديانة اليهودية لا تعترف بيهوديتهم.
وتصل نسبة الزواج المختلط في دول الاتحاد السوفييتي السابق، الى 70 % وفي الولايات المتحدة الأميركية الى 50 %، وترتفع النسبة بشكل خاص الى أكثر من هذا، بين جمهور العلمانيين الأميركان، وهم السواد الأعظم بين اليهود هناك.

وكانت ما تسمى وزارة "الشتات" في الحكومة الإسرائيلية، التي يتولاها وزير التعليم نفتالي بينيت، قد خصصت بقرار من بينيت ذاته، في منتصف الشهر الماضي، ما يعادل 66 مليون دولار، تصرف على مدى عامين، لوضع برامج تقرّب الأميركان اليهود الى الديانة اليهودية، وبالتالي الى الصهيونية، الأمر الذي أثار حفيظة أوساط أميركية يهودية؛ إلا أن المشروع يعكس الأزمة التي تشعر بها الصهيونية، بين أوساط الأجيال الشابة من أبناء الديانة اليهودية في العالم، وبالذات في الولايات المتحدة الأميركية، حيث التجمع الثاني بعد إسرائيل لليهود في العالم.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد