واعظات غزّيات يرافقن بعثة الحج الفلسطينية
مكة/سوا/ بهمّة عالية وكخليّة نحل، تعمل ثلاث داعيات من قطاع غزة على تقديم دروس دينية في الوعظ والإرشاد للنساء من الحجّاج .
وللعام الثاني على التوالي، ترافق بعثة الحج في المحافظات الجنوبية (قطاع غزة) داعيات مؤهّلات يعملن ضمن خطة عمل أعدّتها دائرة الوعظ والإرشاد في وزارة الأوقاف والشؤون الدينية.
وتقول الداعية سلوى مرشد ياغي (46 عاماً) والحاصلة على درجة الماجستير في الفقه المقارن، في لقاء خاص مع "وفا"، إن طبيعة عملها وزميلتيها تنحصر في تقديم الدروس للحاجّات لتعريفهن بمناسك وأحكام الحج.
وأضافت أن مهمتهن بدأت منذ لحظة تحرك الحافلات من غزة باتجاه معبر رفح وصولاً إلى مكة المكرمة، ويقمن بالتنقل بين سكن الحجيج للاجتماع بالنساء الحاجات وإلقاء الدروس والمواعظ على مسامعهن والإجابة على استفساراتهن.
وأعربت الداعية ياغي عن سعادتها البالغة إزاء الاهتمام والتجاوب الكبير من قبَل الحاجّات لحضور الدروس الدينية، رغم بعض الصعوبات التي تواجههن ويسعين جاهدات للتغلب عليها.
وتوجّهت ياغي بالشكر للرئيس الفلسطيني محمود عباس ، ولوزير الأوقاف، رئيس بعثة الحج الشيخ يوسف ادعيس، والوفد المرافق، على ما يقدمونه من دعم متواصل لإنجاح موسم الحج وحرصهم على سلامة وراحة حجّاج فلسطين.
وكانت وزارة الأوقاف اصطحبت العام الماضي للمرة الأولى، داعيتين من غزة ضمن بعثة الحج، وقامت برفع العدد إلى ثلاثة هذا الموسم بعد نجاح التجربة، التي لاقت ارتياحاً واسعاً وتركت صدى إيجابياً بين الحجّاج.
من جهتها، اعتبرت الداعية عايدة ابراهيم الغمري (54 عاماً) الحاصلة على بكالوريوس تربية إسلامية وتعمل محفظّة وواعظة، أن فكرة مرافقة داعيات وواعظات لبعثة الحجاج، خطوة موفّقة وفي غاية الأهمية، كون النساء من الحجّاج بحاجة ماسّة لمن يتقرّب إليهم ويجيب على مسائل خاصة بهنّ يجدن حرجاً في طرحها على الدعاة من الرجال.
وأكدت أنها لم تتردّد لحظة بالموافقة عندما تمّ اختيارها لهذه المهمّة الدينية والإنسانية والوطنية، لما لها من عظيم الأجر والثواب، معربة عن شكرها العميق لوزير الأوقاف ورئيس بعثة الحج الذي وافق على إدراج اسمها كواعظة ضمن بعثة الحج، لتستكمل مسيرة العطاء والواجب تجاه نساء فلسطين اللواتي ضحين بالغالي والنفيس في سبيل الدين والوطن.
بدورها، أكدت الداعية هدى أحمد اللحّام (26 عاماً) الحاصلة على بكالوريوس دراسات إسلامية، حرصها على بذل كل جهد ممكن لأداء مهمتها بالشكل الأمثل تجاه النساء من الحجّاج، واطلاعهن على كيفية أداء مناسك وشعائر العمرة والحج.
وبعد أن شكرت الرئيس ووزير الأوقاف على موافقتهما لمرافقة واعظات لبعثة الحج من المحافظات الجنوبية لهذا العام أيضا، طالبت بزيادة العدد ليتناسب مع الأعداد الكبيرة من النساء اللاتي يؤدين فريضة الحج، وكون النساء بحاجة لجهد أكبر للتواصل معهن وتقديم الإرشادات والنصح لهنّ.
وأعرب عدد من الحاجّات في أحاديث منفصلة لـ"وفا" عن سعادتهم الغامرة لتواجد واعظات ضمن بعثة الحج، وأكدن أن ذلك ساهم بشكل كبير في تصحيح بعض المفاهيم الخاطئة بخصوص الحج التي في أذهان بعض الحاجّات النساء، وساعدهن على أداء المناسك بكل يُسر وسهولة.
من جهته، أكد وكيل وزارة الأوقاف والشؤون الدينية محمود النيرب، أن الوزارة قدّمت كل الدعم اللازم من أجل مساعدة الداعيات على أداء عملهنّ على أكمل وجه، مشيداً بنجاح هذه التجربة للعام الثاني على التوالي.
وأوضح النيرب أن اختيار الواعظات يتم من خلال تقدمهنّ بطلب للمشاركة ضمن بعثة الحج، ثم يتم تنسبيهنّ لوزير الأوقاف، الذي أعطى موافقته الفورية، واعداً بزيادة العدد بعد النجاح الكبير في أداء عملهن.