الجيش المصري يعلن استيراد حليب الأطفال "لمواجهة احتكاره"

المصريون يشكون مؤخرا من ارتفاع أسعار المستلزمات الضرورية يرجعه الاقتصاديون إلى ارتفاع سعر الدولار.

القاهرة /سوا/ أعلن المتحدث العسكري باسم الجيش المصري، العميد محمد سمير، إن الجيش تعاقد بالتنسيق مع وزارة الصحة على استيراد عبوات حليب للأطفال الرضع، وذلك بداية من منتصف شهر سبتمبر/ أيلول الجاري.

وأضاف المتحدث أن ذلك جاء بعد أن "لاحظت القوات المسلحة قيام الشركات المختصة باستيراد عبوات حليب الأطفال باحتكار العبوات للمغالاة فى سعرها، ما تسبب فى زيادة المعاناة على المواطن البسيط".

وتشهد مصر في الآونة الأخيرة ارتفاعا حادا في أسعار السلع يرجعه الخبراء الاقتصاديون إلى تعثر الاستيراد بسبب ارتفاع سعر الدولار.

وكانت الحكومة المصرية قد رفعت أسعار بعض الخدمات مثل الكهرباء، التي تراوحت الزيادة في أسعارها بين 25 و40 في المئة حسب مستوى الاستهلاك.

وجاء بيان الجيش تعقيبا على تصريح من وزير الصحة المصري بأن الجيش استورد بالفعل ٣٠ مليون عبوة حليب، وهو ما أثار موجة انتقادات وسخرية على مواقع التواصل الاجتماعي، واتهامات للجيش بالسعي للسيطرة على كافة مناحي الاقتصاد المصري.

وقال المتحدث إنه لا يوجد لدى القوات المسلحة أى عبوات مخزنة وأنه سيتم إستيراد أول دفعة من الألبان إعتباراً من 15 / 9 / 2016 ليتم إستلامها من الموانئ وتوزيعها على الصيدليات بسعر 30 جنيهاً للعبوة".

واعتبر سمير التقارير بشأن استيراد مثل هذه التقارير "شائعات وحملة مغرضة". وطالب المصريين "بعدم الانسياق وراءها".

واتهم شركات، لم يحددها، مستوردة للألبان "بشن هذه الحملة" قائلا إن هدفها هو "التأثير على الرأي العام".

وشهدت السوق المصرية عجزا في عبوات حليب الأطفال المدعوم من الدولة، ما أثار تظاهرة شاركت فيها عشرات الأمهات، قطعت أحد الطرق الرئيسية بالقاهرة الخميس.

وكانت وزارة الصحة قد أعلنت عزمها توزيع عبوات الحليب المدعوم عبر منظومة بطاقات، ليصل للأمهات الفقيرات.

وقال المتحدث العسكري إن الجيش يستهدف أن "يصل سعر العبوة للمواطن المصرى إلى 30 جنيهاً بدلاً من 60 جنيهاً ، أى بنسبة تخفيض تصل إلى 50 في المئة".

ويذكر أن هذا السعر المستهدف أعلى بكثير من السعر المدعوم السابق.

وقالت إحدى الأمهات: "وصل سعر عبوة حليب الأطفال إلى 18 جنيها في صيدلية الإسعاف (صيدلية حكومية) بعد أن كان سعرها ثلاثة جنيهات فقط، ومع ذلك غير متوفر".

وأكد المتحدث أن الجيش لا يوجد لديه أي عبوات مخزنة سلفا، وناشد الموطنين "عدم الانسياق وراء الشائعات التي تهدف للتأثير على الرأي العام".

وانتقد مستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي بشدة قيام الجيش بشراء عبوات الحليب، باعتبار أنه دخل إلى مجالات اقتصادية عدة كان آخرها حليب الأطفال.

وتدعم مصر حليب الأطفال لغير القادرين بنحو نصف مليار جنيه مصري سنويا، ولا يصنع الحليب، الذي يسميه المصريون لبن الأطفال ويستخدم بديلا للرضاعة الطبيعية، محليا.

وتباع العبوة الواحدة في الصيدليات بـ60 جنيها مصريا، بينما تباع في منافذ الوزارة بـ 5 جنيهات فقط لمستحقي الدعم.

 

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد