فتح تنفي الاتفاق على عودة دحلان لرام الله وتوقعات اسرائيلية بخلافته للرئيس عباس
رام الله / سوا / نفت مصادر في اللجنة المركزية لحركة (فتح) وجود اتفاق يقضي بعودة القيادي المفصول من الحركة محمد دحلان إلى رام الله، وقالت إن هذه الأنباء لا أساس لها من الصحة.
لكن مصادر مقربة من دحلان قالت إن هناك مساعي جدية للتوصل إلى اتفاق ينهي الأزمة بين الرئيس محمود عباس ودحلان.
ووفق صحيفة الرأي الأردنية، فإن مصادر في رام الله قالت إن مصر والأردن والسعودية والإمارات تتوسط لحل الخلاف لأنها معنية بتعزيز حركة فتح والسلطة الفلسطينية مقابل حركة ( حماس )، خصوصا قبيل الانتخابات المحلية.
وأضافت تلك المصادر أن عباس وافق على إعادة 13 قياديا مفصولا من حركة فتح -من مقربي محمد دحلان- إلى صفوف الحركة، وسط أنباء متضاربة عن موقف عباس من إعادة دحلان نفسه.
ونقلت الإذاعة الإسرائيلية "ريشت بيت" أمس الأربعاء عن مصادر فلسطينية قولها إن الرئيس عباس لا يزال يرفض إعادة دحلان إلى صفوف حركة فتح، رغم الضغوط التي تمارس عليه من قبل عدة دول عربية.
ويسود خلاف حاد بين الرئيس عباس ودحلان الذي فُصل من فتح في يونيو/حزيران 2011. وقد أصدر عباس عام 2012 قرارا برفع الحصانة عن دحلان تمهيدا لتقديمه للمحاكمة بتهمة اختلاس المال العام والكسب غير المشروع.
خلافة دحلان للرئيس عباس
وقال المستشرق الإسرائيلي رؤوبين باركو إن الهدف من "المصالحة الفتحاوية الداخلية التي تقوم بها بعض الدول العربية هو رفع أسهم محمد دحلان ليكون وريثا محتملا للرئاسة الفلسطينية".
وأوضح باركو في مقال له اليوم الخميس بموقع "أن.آر.جي" الإسرائيلي أن مصر والسعودية والأردن "تقود جهودا حثيثة لإبرام مصالحة داخل حركة فتح بين محمد دحلان ومحمود عباس، وفي حالة توفر زعيم ذي شخصية كاريزمية بديلا عن عباس، فإن ذلك كفيل بإيجاد حل للقضية الفلسطينية".
ونوه الكاتب الإسرائيلي بشخصية دخلان قائلا إنه "أسير سابق في السجون الإسرائيلية، ومسؤول أمني فلسطيني بارز، وذو تأثير على حماس، ولديه مقدرات اقتصادية ومالية، وعلاقاته وثيقة مع الدول العربية، حتى أن الإسرائيليين يستطيعون إقامة حوار جاد معه".
وربط باركو بين هذه المصالحة وقرب إجراء الانتخابات المحلية الفلسطينية المقررة في الثامن من أكتوبر/تشرين الأول المقبل، وقال "إن الساحة الفلسطينية تعيش أجواء من الترقب الحذر، في ظل ما تعانيه السلطة الفلسطينية من أمراض متلاحقة، بما في ذلك اشتباكات مسلحة في نابلس ، وفقدان سيطرة لأبي مازن وأجهزته الأمنية، بجانب وجود حالة من الحراك التنظيمي الداخلي التي تعتقد أن التاريخ يجب أن يأخذ دورته من خلال تولي جيل قيادي جديد بديلا عن القيادة الحالية".
وأشار إلى أن السلطة الفلسطينية خاصة حركة فتح "تحاول العثور على مرشحين متفق عليهم للفوز في الانتخابات المحلية، من أجل إقامة تحالفات مع العشائر الأكثر تأثيرا بين الفلسطينيين، والتغلب على أي نزاعات قد تحدث بين قيادات السلطة الفلسطينية وأجهزتها، كل ذلك في مسعى منها للتصدي لحركة حماس".
وألمح إلى أن النتائج المرتقبة للانتخابات المحلية القادمة ستكون بالون اختبار لمدى قوة كل من حركتي فتح وحماس تحضيرا للانتخابات التشريعية والرئاسية للسلطة الفلسطينية "في ظل وصول الساحة الفلسطينية مرحلة من الانسداد السياسي".
ويرى الكاتب الإسرائيلي أن الضفة الغربية "تحيا تحت ظل تهديد إمكانية فوز حماس مجددا في الانتخابات القادمة، وإعادة سيناريو انتخابات عام 2006، مع ذهاب الفلسطينيين بالضفة الغربية لمنح أصواتهم لحماس لمعاقبة فتح على فساد السلطة التي تقودها، ولذلك فإن السلطة هذه المرة قامت بسلسلة من الإجراءات للحيلولة دون تكرار هذا السيناريو".