كلما اقتربنا يوما من لحظة الفصل والتي سيهمس فيها المواطن لصندوق الاقتراع ، زادت وتيرة المتحمسين والطامحين للتغيير ، عشر سنوات على غياب الديمقراطية والتداول السلمي للسلطة .. كانت كفيلة لأن تشعل جذوة الشغف لممارسة الحق  المغيب .. ويتجلى هذا المفهوم على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي والفضاء الالكتروني واللذان يشهدان حالة صاخبة وازدحام في استعراض الشعارات الداعية لدعم هذا الحزب او تلك القائمة قبل بدء الدعاية الانتخابية على الارض.

ليس كل ما يلمع ذهبا ...

قد يتوجب على حركة حماس وهي تحضر لهذه المعركة أن تبذل مجهودا كبيرا في اقناع الجمهور سيما في قطاع غزة ، الذي عايش حكمها لعشر سنوات وكانت نتيجة الحكم ( صفر على الشمال ) .. في امثالنا الشعبية يقولون ( الي مجرب المجرب عقله مخرب ) لذا فان حماس تواجه خطرا حقيقيا في معركة ( الصناديق ) القادمة .. وعله هو ما دفعها لاستخدام اساليب دعائية ترتكز على ( تعهير المجتمع و التخوين و شيطنة الاخر ) وهي سياسة قديمة حديثة تنتهجها الحركة الاسلامية اذا ما حشرت في الزاوية .. لذا عليها ان تحفر في صخرة حكمها ( الرشيد ؟؟! ) لضمان الفوز والنجاح .. في انتخابات 2006 سمعنا وحللنا وناقشنا الحملة الانتخابية لحركة حماس .. عنونها التغيير والاصلاح .. نجحت في اسلوب خطابتها واستطاعت منظومتها آن ذاك اقناع الناس ببرنامجهم الانتخابي .. واستقطابهم من خلال اللحى .. ولعبت على وتر الدين ( افيون الشعوب ) واستطاعت حصد اصوات صدمت الحركة نفسها .. ولكن هل ستجدي تلك الخطابات والدعايات والصوت المرتفع في المهرجانات نفعا في ما هو قادم ؟؟؟ لعل الايام وصناديق الاقتراع هي خير من تجيب على هذا السؤال وغيره من التساؤلات .

مواجهة الخصوم ...

قد تخطئ حركة فتح اذا ما اعتمدت في برنامجها الانتخابي على اخفاقات حماس طيلة حكمها بغزة .. كما ان حماس لن تفوز بالفبركات الاعلامية  ( واستهبال ) المواطن ( شكرا حماس ) .. اليوم كلا الفصيلين وغيرهما من المرشحين تحت رحمة المنتخبين .. لهم القول والاختيار وهم من يديرون زمام المبادرة ..  فالخصمان الكبيران ( فتح – حماس )  على موعد مع المواجهة السلمية .. التي قد تمهد لمواجهة قادمة في انتخابات المجلس التشريعي .. او قد تجبر كل الاطراف على المصالحة .. ولكن ما يبث ويشاع لا يبشر بتقارب وجهات النظر بين الخصمين .. والمتابع للأحداث يدرك حجم الهوة التي تتسع يوما بعد يوم بينهما .. بيد أن هذا المتابع لا يقف حائرا في الاختيار .. فلم تعد الشعارات الرنانة المنقحة لغويا والمستشهد فيها بآيات قرآنية تقنع الناخب .. وهذا ما يعلل اختيار حماس لقوائم ( محسوبة عليها ) مليئة بالكفاءات الاكاديمية وحملة الشهادات العليا ومن يكتبون قبل اسمائهم حرف ( د )  .. اطباء ، مدرسين ، علماء شريعة ، وأخصائيين نفسيين وغيرهم .. ولكن ما علاقتهم بعمل المجالس البلدية ؟؟ ولماذا كان الاعلان عن قوائمها اعلانا خافتا و خجولا ؟؟ ام انها تواجه ازمة فعلية في اختيار مرشحيها ؟؟ ولكن السؤال الاهم هو لماذا حماس لم تقدم قوائم تحمل اسمها وفضلت ان تدعم قوائم حسبت عليها في كثير من البلديات !؟؟ هل تخشى الخسارة ؟؟ .

في المقابل فتح تعلن وبكل وضوع وعلى الملأ قوائمها واسماء مرشحيها التي فعلا اختيرت بعناية .. راعت فيها التخصصات و الكفاءات المطلوبة لتقديم خدمات افضل  .. كما راعت العشائرية ..

مفترق طرق ..

قد لا ترتقي الانتخابات القادمة لمستوى الانتخابات التشريعية او الرئاسية .. ولكنها ستحدد بوصلة الجماهير الى اين تشير ؟

 وسيعرف كل المرشحين حجم الاخر ولها ما لها من تداعيات سياسية محلية واقليمية .. هذا اذا ما اجريت الانتخابات .. ولكن يبقى الحذر سيد الموقف والمخاوف من تأجيلها أو ( تخريبها ) في أي لحظة .. وحينها سيحصل ما لا تحمد عقباه .  

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة سوا الإخبارية

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد