شركة تجسس إسرائيلية اضطرت "أبل" إلى تحديث برامج التشغيل

مقر NSO في هرتسليا

تل أبيب/سوا/ قالت شركتان لأمن المعلومات، يوم أمس الخميس، إن شركة "أبل" دعت المستخدمين إلى إجراء تحديث برامج التشغيل أجهزة الـ"آيفون" الموجودة بحوزتهم، وذلك بعد الكشف عن محاولة اختراق للجهاز من قبل شركة إسرائيلية.

وقالتا شركتا "Lookout" و"Citizen" إنه كانت هناك محاولة لزرع برنامج تجسس في جهاز آيفون خاص بناشط من أجل حقوق الإنسان من الإمارات، ويدعى أحمد منصور. وبحب الشركتين فإن كل الدلالات تشير بإصبع الاتهام إلى شركة "NSO" الإسرائيلية، ومركزها في هرتسليا.

وبحسب تقرير نشرته "يديعوت أحرونوت" فإن الشركة الإسرائيلية طورت برنامجا يمكن لمشغليه سحب معلومات عن بعد من أي جهاز خليوي من أي نوع في العالم بمجرد معرفة رقمه. وقد تأسست الشركة عام 2009.

ونقل عن الشركة الإسرائيلية "NSO" قولها إنه تطور منتجات تهدف إلى مساعدة الحكومات في مكافحة الجريمة والإرهاب، وأن الشركة معروفة لهيئات رسمية مخولة بموجب قوانين التصدير الأمني. كما ادعت الشركة أنها لا تفعل الأجهزة لزبائنها، وإنما تطور التكنولوجيا فقط، وأن العقود الموقعة مع الزبائن تتضمن الاستخدام القانوني فقط للتكنولوجيا، وبهدف منع الجريمة والإرهاب.

وبحسب شركة "Citizen" فإن منصور تلقى رنقة (رسالة نصية قصيرة) بدت له مشبوهة. وفي الغداة تلقى رسالة أخرى بنص مماثل، تضمنت تزويده بأسرار جديدة بشأن معتقلين تعرضوا للتعذيب في الإمارات. كما تضمنت رابطا لموقع غير معروف.

وسارع منصور إلى إبلاغ الشركة التي باشرت بدورها التحقيق. ونقل عنه قوله إنه منذ العام 2011 كان هدفا لهجوم إلكتروني. وبحسب شركة أمن المعلومات فإن "نطاق الإنترنت" يتبع لشبكة نطاقات تابعة لشركة "NSO".

أما شركة "Citizen" فقد توصلت إلى نتيجة مفادها أن برنامجا لشركة "NSO" الإسرائيلية مسؤول عن محاولة اختراق جهاز منصور.

وأشارت "يديعوت أحرونوت" في هذا السياق إلى أنها نشرت في محلقها الاقتصادي "كلكاليست" تحقيقا حول نشاط الشركة الإسرائيلية والصناعات السرية التي تعمل عليها. كما تناولت البرنامج الذي طورته والذي يتيح المجال لمفعلي البرنامج اختراق الأجهزة الخليوية بدون وساطة الشركة  الخليوية. كما أن صاحب الجهاز لا يمكن أن يشعر بوجود برنامج التجسس في جهازه.

وجاء أن تفعيل البرنامج بحاجة إلى معطى واحد فقط، هو رقم الجهاز، أو الرقم التسلسلي للجهاز، أو مكان الجهاز في لحظة معطاه.

وفي اللحظة التي يتم فيها زرع برنامج التجسس، يمكن للمشغلين تحديد موقعه والتنصت عليه وإنزال تطبيقات وتسجيل مكالمات والتقاط صور بواسطته، وإجراء مكالمات، وقراءة وكتابة رسائل نصية قصيرة وإيميلات، ودخول شبكات تواصل اجتماعي مثل "فيسبوك" و"تويتر" و"لينكد إن"، وإجراء مراسلات باسم صاحب الجهاز في "ماسنجر" و"سكايب".

ويتضح أن هذه التكنولوجيا الخاصة بالشركة الإسرائيلية جعلها ضمن أبرز الشركات العالمية في هذا المجال، بحسب "بلومبيرغ". وبحسب تحقيق "كلكاليست" فإن المجموعة تضمن 20 شركة إسرائيلية غالبيتها تنشط في المجال الإستراتيجي الذي يتيح لهيئات حكومية الحصول على صور استخبارية شاملة. 

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد