تركيا تبدأ حملة عسكرية واسعة في جرابلس السورية

الجيش التركي

أنقرة/سوا/ أعلنت تركيا فجر اليوم، عن بدء حملة عسكرية على مدينة جرابلس السورية في محافظة حلب، بهدف تطهيرها من تنظيم داعش، بمشاركة قوة المهام الخاصة المشتركة في القوات المسلحة التركية والقوات الجوية للتحالف.

ومنذ فجر اليوم باشرت المدفعية التركية بقصف عنيف لمواقع قالت إنها لتنظيم داعش في جرابلس السورية، “في إطار سياسة الرد بالمثل عليها”.

وتعمل القوات المسلحة التركية المتمركزة على الشريط الحدودي على استهداف عناصر داعش في جرابلس بقصف مدفعي عنيف في إطار تطبيق سياسة الرد بالمثل عليها، بحسب ما أوردته وكالة الاناضول التركية، التي أكدت في وقت لاحق تنفيذ مقاتلات تركية غارات على مواقع لداعش في جرابلس.

وقال بيان صادر عن قوة المهام الخاصة التركية، إن الحملة العسكرية  تهدف إلى “تطهير الحدود من المنظمات الإرهابية، والمساهمة في زيادة أمن الحدود، وفي ذات الوقت إيلاء الأولوية لوحدة الأراضي السورية ودعمها”.

وأضاف البيان “كما تهدف العملية إلى منع حدوث موجة نزوح جديدة، وإيصال المساعدات الإنسانية إلى المدنيين في المنطقة، وتطهير المنطقة من العناصر الإرهابية” على حد تعبير البيان.

فرملة تقدم الأكراد

وكانت قوات سوريا الديمقراطية، وهي قوات كردية، أعلنت تشكيل مجلس عسكري في جرابلس مؤخرا، وهي خطوة أثارت حفيظة أنقرة التي ترفض أي خطوة عسكرية تسهّل قيام كيان مستقل للأكراد شمال سوريا.

وتأتي الحملة التركية، بهدف معلن وهو محاربة داعش، بينما يستتر خلف ذلك الهدف بحسب مراقبين، هدف تركي أكثر عمقا وهو كبح جماح تقدم الأكراد في مناطق مختلفة شمال سوريا والمحاذية للحدود التركية.

نفاد صبر أنقرة

ويبدو أن الخطوة التركية المفاجئة تدل على نفاد صبر أنقرة من التقدم الكردي شمال سوريا والآخذ بالتصاعد عقب سيطرة قوات كردية  بشكل شبه كامل على مدينة الحسكة الثلاثاء، فيما أنهى وقف لإطلاق النار أسبوعا من القتال مع الحكومة، ليحكم الأكراد قبضتهم على شمال شرق سوريا.

وتسيطر وحدات حماية الشعب الكردية – وهي جزء مهم من الحملة التي تدعمها الولايات المتحدة ضد تنظيم الدولة- بالفعل على مناطق في شمال سوريا، حيث أقامت جماعات كردية حكما ذاتيا فعليا منذ بداية الحرب في سوريا في 2011.

غطاء للمعارضة

ويبدو أن الحملة التركية على جرابلس تأتي في إطار غطاء لتقدم فصائل من المعارضة السورية لا سيما وحدات من الجيش الحر، أعلنت أمس أنها في المراحل النهائية من الإعداد لهجوم من الأراضي التركية على مدينة جرابلس الحدودية السورية،  بهدف إجهاض أي محاولة لوحدات حماية الشعب للاستيلاء عليها.

وتمهّد الحملة التركية لتدخل عسكري تركي مباشر بالأزمة السورية لإجهاض إقامة كيان كردي مستقل شمال البلاد، بالتزامن مع تقارير تشير إلى تغير في موقف أنقرة من النظام السوري، وحديث المسؤولين الاتراك عن دور سيلعبه الرئيس السوري بشار الأسد في أي اتفاق سياسي محتمل.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد