يفتقر وزير الأمن الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان لأي قدرات أمنية وعسكرية ورأس ماله العنصرية والفاشية ومزيد من الحروب والدمار، ونتانياهو يدرك من هو ليبرمان وهو نفسه من ساهم في تراجع حزبه في الإنتخابات الأخيرة وفقدانه عدد كبير من الأصوات بعد أن شعر نتانياهو أن ليبرمان يشكل خطر عليه وأن المجتمع الإسرائيلي الذي ينحو إلى مزيد من التطرف والفاشية يتجه الى ليبرمان في حينه.

نتنياهو تخلص من وزير الأمن الإسرائيلي السابق موشي ياعلون كي يصبح هو الملك بدون منازع كما تخلص من منافسيه الأقوياء في حزبه الليكود، نتانياهو يريد من ليبرمان أن يكون فزاعة له ضد الفلسطينيين وغير الفلسطينيين وأيضاً للهروب من النقد الداخلي والنقد الدولي في حال إرتكاب الحكومة جرائم كما يحدث عادة.

أمس كان إختبار لوزير الأمن ليبرمان بعد إطلاق قذيفة صاروخية من غزة ، ومحاولته فرض معادلة جديدة أو كما يقول بعض المعلقين الإسرائيليين تغيير قواعد اللعبة، التي كانت سائدة قبل العدوان الأخير في العام 2014 وبعده، صاروخ مقابل صاروخ والهدوء مقابل هدوء.

لكن من السابق لأوانه الحديث عن إنجازات تضاف إلى رصيد ليبرمان والقول بتأثير ذلك على الوضع القائم والحكم على ما قام به الجيش، والسؤال هل حجم الغارات والقذائف المدفعية التي أطلقت هي رد فعل ثأري انتقامي من ليبرمان ويحاول ترك بصمته، أم هو ورد مهني وموضعي قائم على تحقيق الردع وتجنب جلب عدوان؟

بعض المعلقين والسياسيين الإسرائيليين يقولون يجب الإنتظار ومعرفة إن كان للرد الإسرائيلي تأثير أم أنه لتحميل المسؤولية وفرض معادلة جديدة وردع حماس والمقاومة من خلال تكثيف الغارات وقذائف المدفعية وان المعادلة لم تعد صاروخ مقابل صاروخ، ويجب أن يكون رد قاسي.

حتى الآن لم يتم تغيير المعادلة القائمة منذ عامين والجيش الاسرائيلي والمقاومة قد يستمرا بالمعادلة القائمة والتمسك بالهدوء، ولا حديث عن تغيير في الوضع القائم، على الرغم من أن رد إسرائيل الكثيف لم يرقى إلى مستوى خطير سوى أن عدد الغارات كانت أكثر مما كان عليه في السابق وإستهدفت مواقع المقاومة.

الطرفان سيتمسكان بالواقع القائم وغير معنيان بالتصعيد، والأسئلة المطروحة ما هي الأهداف التي يريد تحقيقها كل طرف، فلا أهداف واضحة قد تتحقق باستثناء ان ليبرمان زاد من جرعة الرد كي يترك بصمة لدى جمهوره ليدعي لاحقاً أنه غير من المعادلة التي كانت قائمة وتحقيق الردع. بقاء نتنياهو في رئاسة الحكومة منذ فترة طويلة قائم على إخافة المجتمع الإسرائيلي الذي ينزاح يومياً بإتجاه اليمين والعنصرية في غياب أي معارضة حقيقية، مع ذلك وضعه حساس وليبرمان ليس بإستطاعته تغيير الأستراتيجية الأمنية والرد الذي تم أمس لم يخرج عن نطاق الردود السابقة سوى زيادة عدد الصواريخ.

لكن هذا لا يمنع من إرتكاب ليبرمان حماقات وجرائم وإستغلال أي حادث كما حدث امس، وهذا ما يجب أن يفكر به الفلسطينيين وهو أن يواجهوا أنفسهم وما يتعرضون له من عدوان بالتوحد والإتفاق على استراتيجية وطنية لمقاومة الإحتلال، وان ليس غزة الوحيدة التي تتعرض لعدوان، ف القدس تعيش عدوان يومي قاسي ووضعها مأساوي والضفة الغربية تهود والمستوطنات تنتشر كالسرطان، والرد على جرائم الإحتلال ليس حكراً على منطقة جغرافية دون أخرى، والمنطقة العربية تعاني التفكك والقتل وموازين القوى ليست لصالح الفلسطينيين وتزداد إختلالاً، وتحالفات عربية جديدة قديمة تتعزز مع إسرائيل.

Mustafamm2001@yahoo.com

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة سوا الإخبارية

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد