ريو.. مخلوفي وبورعدة بطلان رغم الإخفاق الجزائري
برازيليا/سوا/ أثارت النتائج السلبية للرياضة الجزائرية في أولمبياد ريو 2016 نقاشا واسعا بين الجزائريين على مختلف منصات التواصل الإجتماعي، وأحيت التساؤلات عن حجم الأموال التي أُهدرت، مقابل الوجه الشاحب الذي ظهر به أكثر من 60 رياضي شارك في الألعاب، لتخرج الجزائر بميدالية فضية يتيمة حتى الآن.
وفجرت فيديوهات تداولها ناشطون للعداءالجزائري "العربي بورعدة" فضيحة مدوية للجنة الأولمبية الجزائرية ورئيسها مصطفى بيراف، بعدما شاهد الجزائريون، بطلهم الأولمبي وهو يقوم بتحضير نفسه، قبل 3 أشهر من أولمبياد ريو دي جانيرو، بمعدات لا تليق بسمعة الرياضة الجزائرية ولا بتاريخها العربي المشرف.
وأظهرت احدى المقاطع، الصالة الرياضية التي يتدرب فيها، مدى افتقارها لأدنى المستلزمات الضرورية للاعب أولمبي، ينافس من أجل حصد احدى الميداليات الثلاث، وبدت القاعة عبارة عن خربة تتكدس فيها ألات رياضية صدئة، يمكن أن تعرض حياة الرياضي للخطر، لانعدامها لأدنى معايير الآمان والسلامة.
وتداول رواد شبكات التواصل، صورة مشابهة تؤكد الظروف المزرية التي تدرب فيها "بورعدة" أثناء تحضيراته لأولمبياد لندن 2012، وهو يسترجع اللياقة بقارورات بلاستيكية مثلجة في حوض حمام مهترئ، وتم مقارنتها بطرق تبريد الرياضيين الكبار.
وتساءل العديد من الناشطين عن مصير 31 مليار سنيتم (أي نحو 3 ملايين دولار) التي صرفتها السلطات الجزائرية، من أجل تحضير الرياضيين في أحسن الظروف لأولمبياد ريو، إلا أن هذه المبالغ الطائلة لم تجد طريقها الى الواقع، مما يشير إلى حدوث "شبهات فساد".
وقد فجرت تصريحات مدرب ألعاب القوى الجزائري ياسين لوعيل فضيحة من العيار الثقيل، أبطالها مسؤولو البعثة الجزائرية إلى أولمبياد ريو، عندما كشف في حوار مع قناة النهار الجزائرية أن عددا من الرياضيين الجزائريين سافروا إلى البرازيل دون مدربين ولا حتى محضرين نفسانيين ولا مدلكين، في حين سافرت عائلات مسؤولين رفقة الوفد الجزائري للنزهة في بلاد السامبا.
وتفاعل عدد من مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي حول هذه القضية بالقول "الوطن للأغنياء، والوطنية للفقراء"، في إشارة إلى أن من يستبسل في الذود عن الراية الوطنية، هم فقط أبناء الطبقة الكادحة، على غرار العداء توفيق مخلوفي، الذي افتك ميدالية برونزية في مسابقة 800 متر، والعداء العربي بورعدة، الذي كافح على مدار 3 ايام في الأولمبياد من أجل تحقيق المركز الخامس في الترتيب العام وهو أعلى رقم قياسي إفريقي حتى الآن في مسابقة العشاري، وبإمكانيات شبه منعدمة.
وقد نقلت "صحيفة الخبر الجزائرية" فضيحة مدوية أخرى بخصوص العداء بورعدة، الذي عاش أمسية سوداء، حين تجاهله الوفد الجزائري، الذي يرأسه عمار براهمية وتركوه وحيدا في ساعات متأخرة بملعب جوار هافالانغ الأولمبي، بعد أن غادر مسؤولو الوفد على متن السيارات، ما دفعه للتنقل بالحافلة التي استغرقت 40 دقيقة من الملعب إلى القرية الأولمبية.
وقد نشطت دعوات على صفحات تويتر باستقبال شعبي ل"بورعدة" و"مخلوفي"، نظير مجهوداتهما الكبرى من أجل تحقيق نتائج إيجابية للجزائر في التظاهرة العالمية، مقابل دعوات أخرى تطالب بمحاسبة المسؤولين المقصرين، على خلفية المستوى الكارثي الذي وصلت إليه الرياضة الجزائرية، التي كانت يوما نموذجا يحتذى به على المستوى العربي والإفريقي.