جنرال إسرائيليّ لا يستبعد نشوب حرب لبنان الثالثة

الاحتلال يقصف جنوب لبنان

القدس / سوا / التهديدات التي تُطلقها إسرائيل بشنّ عدوانٍ جديدٍ على حزب الله اللبنانيّ، وذلك على لسان كبار قادتها من المُستويين السياسيّ والأمنيّ، ترتكز على مُقومّين أساسيين اثنين: الأوّل، إبلاغ المُقاومة في لبنان بأنّ الجيش الإسرائيليّ سيُوجّه ضربات صعبةٍ جدًا للبنية التحتيّة اللبنانيّة، وأنّ بلاد الأرز، لن تسلم من الضربات، وذلك في محاولةٍ لتأليب الرأي العّام اللبنانيّ ضدّ حزب الله، علمًا أنّ خصومه السياسيين في الساحة الداخليّة ينتظرون هذه التهديدات على أحّرٍ من الجمر لتوظيفها ضدّ الأمين العّام للحزب، سيّد المُقاومة، الشيخ حسن نصر الله، أمّا المُقوّم الثانيّ، فهو إسرائيليّ داخليّ بحت، فصنّاع القرار في تل أبيب يعلمون تمامًا أنّ المُواطنين الإسرائيليين من الشمال إلى الجنوب، مرورًا بالمركز، يعيشون حالةً من الرعب، على ضوء المعلومات التي تُنشر في وسائل الإعلام العبريّة حول تعاظم ترسانة حزب الله العسكريّة، وعن أنّ صواريخ المُقاومة باتت قادرةً على ضرب كلّ بقعةٍ في إسرائيل، بما في ذلك الفرن الذريّ في ديمونا.

بكلمات أخرى، كلّ مكانٍ في الدولة العبريّة أصبح في مرمى صواريخ حزب الله، الأمر الذي يُخيف ويُرعب الإسرائيليين، ومن هنا، فإنّ التهديدات هدفها طمأنة الإسرائيليين، بأنّ الجيش قادرٌ على صدّ الهجمات الصاروخيّة، ولكن بالمُقابل يُقّر كبار المسؤولين والجنرالات في جيش الاحتلال بأنّ منظومات الدفاع الإسرائيليّة ستُدافع فقط عن الأماكن الإستراتيجيّة وعن الموانئ والمطارات، الأمر الذي يجعل العمق الإسرائيليّ الـ”مدنيّ” يسير عاريًا، ولا يحصل على دفاعٍ من قبل الجيش الإسرائيليّ. وعلى الرغم من إقرار تل أبيب بعجزها عن الدفاع عن مُواطنيها في حال اندلاع حربٍ جديدةٍ مع حزب الله، تُواصل تل أبيب توجيه تهديداتها للبنان، محذّرةً من نشوب حربٍ ثالثةٍ في حال أخطأ حزب الله في حساباته.

يُشار إلى أنّ التحذير جاء على لسان ضابط رفيع في الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية (أمان)، خلال عرض تقدير الوضع الأمنيّ للدولة العبرية، أمام عددٍ من مراسلي وسائل الإعلام الأجنبية المعتمدة في تل أبيب.

وأكّد الضابط عينه، الذي فضلّ ألّا ينشر اسمه نظرًا لحساسية التقديرات التي أدلى بها، تزايد مخاطر اندلاع نزاعات مسلحة في غضون عامين أوْ ثلاثة أعوام، لافتًا في الوقت عينه إلى أنّ الجيش الإسرائيليّ سيستهدف مناطق مدنية في لبنان، في حال اندلاع المواجهة مع حزب الله الذي نشر قدراته القتاليّة على امتداد الخريطة اللبنانيّة، على حدّ تعبيره.

واعتبر الضابط الرفيع، الذي رجحّت مصادر أمنيّة عليمة، كما أفادت صحيفة (هآرتس) على موقعها الالكترونيّ، أنّه رئيس الاستخبارات العسكرية الجنرال هرتسي هليفي، أنّ احتمال أنْ تشن دولةً أوْ منظمةً ما حربًا مفاجئة ابتدائية ضد إسرائيل، بات احتمالاً أقل بكثير مما كان عليه قبل عامين أو ثلاثة.

إلا أنّ ذلك، بحسب تعبيره، لا يعني أنّ إمكان نشوب حرب بات منتفيًا. وتابع المصدر العسكريّ الإسرائيليّ الرفيع قائلاً للصحافيين الأجانب المُعتمدين إنّ احتمال نشوب الحرب نتيجة تصعيد ما، بسبب حسابات خاطئة، هو الآن أكبر بكثير ممّا كان عليه في الماضي، ويعود ذلك تحديدًا، بحسب أقواله، إلى منظمات وجهات عاملة ضد إسرائيل ومنتشرة من حولها. وهي إشارة رأت وسائل الإعلام العبرية أنّها رسالة شبه مباشرة إلى حزب الله اللبنانيّ.

وكرر الضابط تهديدات إسرائيل حول استهداف المدنيين في لبنان، وقال في هذا السياق إنّ الجيش الإسرائيليّ سيقوم بمهاجمة كلّ الأهداف في الساحة اللبنانية، وتابع: لنأمل أنْ تكون خاليةً من السكان المدنيين، مشيرًا إلى أنّ كلّ قريةٍ لبنانيةٍ هي قلعة وحصن عسكري، على حدّ وصفه. علاوة على ذلك، رأى المسؤول العسكريّ الإسرائيليّ الرفيع أنّ هناك رابطًا أساسيًا ومفصليًا بين تهديدَي الجمهوريّة الإسلاميّة في إيران وحزب الله في لبنان.

وبحسب موقع (هآرتس) أوضح المسؤول عينه أنّ تهديد إيران ملموس وليس عرضيًا، إذْ أنّ طهران، بحسب تقديراته، تُريد أنْ تًهيمن على منطقة الشرق الأوسط، وما حزب الله إلّا إحدى الأدوات التي تستخدمها لتحقيق هذه الهيمنة، على حدّ قوله.

وحذّر المسؤول من أنّ الاتفاق بين الدول الكبرى وإيران حول برنامج طهران النوويّ لا يقتصر خطره على ما فيه وحسب، إذْ أنّ من شأن الاتفاق النوويّ، الذي تمّ التوقيع عليه قبل أكثر من عامٍ، وفرّ لإيران ازدهارًا اقتصاديًا، الأمر الذي منحها إمكانية زيادة مساعداتها الماليّة لمنظمات في المنطقة، وفي مُقدّمتها حزب الله اللبنانيّ، الذي تعتبره طهران رأس الحربة في محاربة ومُقارعة الدولة العبريّة، كما أكّد المسؤول الإسرائيليّ الرفيع.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد